|
| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة خالد بن حمد المالك وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
وقع على نظري في جريدتكم الغراء.. هذا العنوان «عودة الضرب في المدارس ضرورة تربوية»، في العدد 10395 بتاريخ 20 من ذي الحجة 1421ه وقد اسهب صاحب المقال واطال.. مبررا بمقاله ومؤيدا عملية الضرب للطلاب في المدارس.. وعلى حد قوله.. لا يتعلم الاطفال الا بالضرب.
وقد اورد أحاديث بخصوص تأدية الصلاة.. والا يعاقب تاركها بالضرب.. ولربما وافقه البعض على رأيه.. وان الضرب في المدارس ضرورة تربوية.. فشتان بين مشرق ومغرب.. ماذا يريدون بالعملية التربوية.. الرجوع الى الخلف.. الى ما قبل العصور الحجرية.. ام يريدون وضع فلذات الاكباد طعما للعصا.. كيف يتعلم الاطفال تحت وطأة العصا.
مدعيا صاحب المقال انه لا هيبة للمعلم.. الا بالضرب.. سبحان الله.. وماهذه الهيبة التي يتحدثون عنها؟
هذا بعيد كل البعد عن الحقائق التربوية.. الحقائق التربوية إبعاد الرهبة عن الجو المدرسي والتعامل مع الاطفال وكأنهم اطفال لنا واخوان.. تربطنا بهم علاقات انسانية.. يسود تلك العلاقات.. الرحمة والعطف وتبادل الآراء.. وقبل كل شيء مخافة الله سبحانه وتعالى.
الحقائق التربوية ان يأتوا للمدرسة رغبة في العلم وزيادة في التحصيل.. وليس رهبة وإكراهاً.. انا والكثير ممن يشاركونني الرأي.. نعتبر الضرب في المدارس عملية عقيمة متخلفة.. ولا يمكن الرجوع الى الوراء والتخلف اطلاقا.. فالأساليب التربوية كفيلة بأن تضمن للمعلم حقه من الاحترام وللطالب قدره من التعليم.. بلدان العالم المتحضر يتعلم الاطفال بمدارسهم من خلال شبكة معلوماتية حديثة.. تديرها ادارة واحدة.. وعلى سبيل المثال.. اليابانيون وصلوا الى التقنية الحديثة قبل ان يصل اليها احد من العالم قاطبة.. لم يضرب اطفالهم في المدارس..
فمتى ما اراد المعلم ان يكون على قدر من الهيبة والتقدير والاحترام لدى الطلاب واولياء الامور والمسئولين.. فعليه العمل بالوسائل التربوية الحديثة التي تشوق الدرس لدى الطلاب وتبعد الملل عنهم.. وتحفظ للمعلم كرامته وماء وجهه..
سالم بن عبدالعزيز البكر - حائل
|
|
|
|
|
