| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعتبر العلم زينة وسلاحاً لكل فتاة في حياتها فلا يعرف الانسان ما الذي تخبئه له الاقدار فقد لا ينجح الزواج وقد تفقد المرأة زوجها أو اهلها، حينئذ يكون سلاح المرأة هو علمها وعملها حتى لا تعيش عالة على غيرها فلقمة العيش وحاجة بعض الاسر تجبر المعلمة على الخروج وراء الوظيفة، بعدها تبدأ المعلمة رحلتها المؤلمة والصعبة إما مع سائق أو مع غربة وذلك بالسكن لوحدها أو مع بعض زميلاتها في مكان وبقية أسرتها في مكان آخر وتزداد المشكلة تعقيدا اذا كانت المعلمة متزوجة حيث تبقى هي في موقع وزوجها واولادها في موقع آخر ليتشتت شمل الأسرة وبهذا التعيين العشوائي تصبح المعلمة متغربة وهي اصعب لحظة تعيشها عندما تكون وحيدة متغربة عن اهلها وإننا لنشعر بالحزن والأساس عندما نعلم ان اغلب حوادث الطريق يذهب ضحيتها مربيات الأجيال إضافة إلى ما تصاب به المعلمة من حالة نفسية يرثى لها تجعل أداءها الوظيفي يقل ولا يؤدى على اكمل وجه وبدوره ينعكس على المستوى الدراسي لطالباتها وهكذا تصبح المعلمة حائرة بين اختيار الوظيفة وخدمة وطنها مع تحمل هذه الرحلة الصعبة وبين تقديم استقالتها وتركها لهذه الوظيفة التي كانت مصدرا لرزقها ولا تعرف متى يلتمُّ شمل الاسرة من جديد والى اين سينتهي بها المشوار..
وختاما: إليك أيتها المعلمة المتغربة عن اهلها، صبرا فصبرا فإن نهاية الصبر الفرج فقد قال بعض الحكماء )الدهر يومان.. يوم لك ويوم عليك، فاذا كان لك فلا تبطر واذا كان عليك فاصبر( واعلمي ان المجد لا يُنال الا بنوع من البذل في سبيل الجماعة، فبذل النفس بالتعرض للمشاق والاخطار في سبيل نصرة الحق ونشر وحفظ النظام يسمى مجد النبل وهو أعلى درجات المجد. وإليك مني هذه الابيات.. قال الشاعر:
تغرب عن الاوطان في طلب العلا
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرُّج هم واكتساب معيشةٍ
وعلمٌ وآدابٌ وصحبة ماجد |
والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.
مديحة سالم الماضي الشملي
|
|
|
|
|