| عزيزتـي الجزيرة
شباب في مقتبل العمر من الهند وجنوب شرق آسيا والفلبين حديثو التخرج في جميع التخصصات الهندسية والطبية والفنية وحتى التجارية تجدهم في كل مكان في المستشفيات، المطارات، الاتصالات، وحتى المطاعم والفنادق.
عمرهم من عمر أبنائنا وفلذات أكبادنا. الله أكبر الم نرب أبناءنا؟ أين مدارسنا، وجامعاتنا ومعاهدنا لماذا لا نستطيع الاستغناء عنهم؟
كل هذه الأفكار تلاحقني طوال يومي. لا حول ولا قوة إلا بالله.
أين الامتياز وجيد جداً التي تزين شهادات أبنائنا؟ أين الآلاف الذين نراهم في حفلات التخرج من مختلف التخصصات كل يوم؟ ولله الحمد والمنة.
عدت إلى منزلي بعد أن طلب مني مديري أن أدرب شابا فلبينيا على عمله الجديد معي، سنتان ويهاجر إلى أمريكا أو ينقل لعمل أفضل.
وجدت الدموع تنهمر على وجه زوجتي المعلمة في إحدى المدارس الخاصة الكبيرة، نفس القصة كل يوم والحزن يعصر قلبها على أحوال الطالبات.. المدرسة، التعليم، اللا مبالاة، ضعف المستوى العلمي، التفاهة، التقليد الأعمى.
نعم.. إذا عرف السبب......
سبحان الله مفارقات عجيبة. لابد من حل سريع إذا ظهرت مشكلة في الطرق، الاتصالات، الكرة، يتم تشخيصها وبذل الغالي والرخيص لحلها فوراً.
أما عندما يتعلق الأمر بأبنائنا الذين سيتحملون مسؤولية هذا الوطن فالأمر يحتمل التأجيل وتمر السنوات ولا نستغني عن هؤلاء الغرباء.
لماذا لا يستطيع أبناؤنا المنافسة؟؟
الحل في غاية البساطة. هكذا قالت الحزينة:
في رأيي كمعلمة ومربية ونحن نرى ما لا يراه الآخرون هو إعادة النظر في العملية التعليمية، والبداية من نظام الاختبارات وعملية التقويم للطلبة والطالبات وفوراً يجب أن يتم وضع الاختبارات للمراحل المختلفة من قبل التوجيه والإدارات التعليمية وعدم تكليف معلمة الفصل بوضع الاختبارات.
عندها سيتم تلقائيا بإذن الله تصحيح أشياء كثيرة أولها الاهتمام بالكتاب المدرسي المهمل الذي يتم الآن وعلى نطاق واسع اختصاره في عدد من الصفحات في صورة أسئلة وأجوبة تحفظها الطالبة وتضمن الحصول على الممتاز.
سيضطر الجميع إلى احترام الكتاب والمنهج والتنافس على دراسته واكتساب جميع المهارات التعليمية من تحليل واستنتاج وغيره.
عندما تتحمل الإدارات التعليمية مسؤولية وضع الاختبارات والإشراف عليها ستدقق المدارس الخاصة وتعيد النظر في المعلمين والمعلمات وسيهتم الجميع باختيار المدرس الكفء القادر على تبسيط المادة العلمية وشرحها وستستغني تلك المدارس عن الوصيفات والدادات وتعود لمدارسنا مرة أخرى الكوادر التعليمية من المعلمات المثاليات اللاتي فضلن الجلوس في بيوتهن على الاشتراك في أوكازيون الدرجات الحالي. عندها سيؤدي الجميع دوره وستلتفت الطالبات لشرح المعلمة ويستقيم حال الحصة بدلاً من الضغط عليها بكافة الوسائل لتلخيص الكتاب والتلميح بالأسئلة والإجابات وتسهيل العملية لتنال المعلمة رضا الجميع عنها من أولياء الأمور وإدارة المدرسة وطبعاً الطالبات والزبون دائما على حق.
ü عندما تكون الامتحانات من خارج المدرسة سيرفع الحرج عن المعلمة وتتفرغ لرسالتها ويعود لها احترامها وتقديرها من الجميع عندها سيكون أبناؤنا قادرين على المنافسة وتحمل تحديات المستقبل المليء بالمعضلات التكنولوجية والثقافية والاجتماعية وحماية عقيدتنا التي هي أغلى ما نعتز به .
جففت دموعها بقولها : ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
مهندس/ أسامة عبدالمعين
|
|
|
|
|