| محليــات
عن الصحة المدرسية تحدث الدكتور حسين عبدالرزاق الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط فقال: إن اللقاءات العلمية التي بادرت إلى تنظيمها الإدارة العامة للخدمات الطبية في الرئاسة العامة للبنات في المملكة العربية السعودية قد أصبحت معلماً بارزاً من معالم الاهتمام بشريحة غالية على قلوبنا جميعاً وهي تلاميذ المدارس الذين هم بحق أمل المستقبل لكل شعب وأمة، وذلك بهدف تبادل التجارب، واستعراض المنجزات ومجابهة التحديات والمعوقات.
ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أتوجه إلى الرئاسة العامة لتعليم البنات في المملكة العربية السعودية وإلى الأخ العزيزالأستاذ الدكتور سليمان بن ناصر الشهري، المدير العام للخدمات الطبية، ورئيس اللجنة العلمية بجزيل الشكر والامتنان على الجهود المخلصة التي بذلت لانجاح عقد هذه اللقاءات مؤكداً في الوقت نفسه حرصنا في المكتب الإقليمي على استمرار التنسيق مع الإدارةورغبتنا في مواصلة الدعم لكل المبادرات المبتكرة التي تهدف إلى حفظ وتعزيز صحة تلاميذ وطلاب المدارس في المملكة ودول الاقليم.
وواصل الجزائري قوله: نحن في المكتب الاقليمي نؤكد باستمرارعلى اهمية برامج الصحة المدرسية إذا أحسن تطبيقها فإنها يمكن أن تساهم بفعالية في التخفيف من المشاكل الصحية العامة في المجتمع، وترفع من كفاءة الأنظمة التعليمية، وتساعد في تطوير الصحة العمومية وتحقيق التنمية التعليمية والاقتصادية والاجتماعية في كل أمة.
ونظراً لأن المدارس من حيث تكوينها وطبيعتها مؤسسات اجتماعية هامة وحيوية باداراتها ومعلميها وطلابها وموقعها الجغرافي والاجتماعي فإنها بالفعل يمكن وينبغي أن تقوم بدورها الطليعي كأدوات وعناصر فعالة في التغيير الاجتماعي نحو الأفضل بحيث تقوم ليس فقط بالحفاظ على صحة تلاميذها ومعلميها والعاملين بها وأسرهم فحسب وإنما أيضاً بنشر الرسائل الصحية في المجتمع والمشاركة في الأنشطة الصحية الجارية فيها بما فيها حماية البيئة وتعزيز الصحة العمومية.
وقال الجزائري: إن برامج الصحة المدرسية تعتبر في رأي المكتب الإقليمي مكوناً أساسياً لا غنى عنه في أي نظام صحي في بلدان الإقليم لكونها من ناحية تقوم بدورهام في حماية وتعزيز صحة الأطفال والمراهقين خلال فترة طويلة من حياتهم «8 12 سنة»، وما لهذا الأمر من تأثيرحاسم على اكتساب علومهم. ومن ناحية اخرى لكونها توفر الفرصة لتمكينهم من امتلاك المعارف والمواقف والسلوكيات الصحية التي تقودهم لتبني انماط المعيشة والحياة الصحية في المستقبل. ليس هذا فحسب وانما ايضا في نقل ما تعلموه إلى اسرهم وفئات المجتمع الاخرى.
كما أنّ حجر الزاوية في اي برنامج جدي للتعليم او للصحة المدرسية هو الطريق ذو الاتجاهين الذي ينبغي ان يصل بين هذين المكونين في اية مدرسة معاصرة. فالتعليم الناجح ينبغي ان يدعم الصحة ويكرّس السلوك الصحي، والصحة الجيدة بدورها تساعد في انجاح البرنامج التعليمي والتربوي.
وختم د.الجزائري حديثه بالقول: ومما يثلج الصدر حقاً ان محاور هذه اللقاءات التي تعقدها الادارة الطبية برئاسة تعليم البنات تضم نقاطا راهنة وشاملة حول مختلف الأمور ذات الاهتمام المشترك ما بين الادارة العامة للخدمات في المملكة العربية السعودية والمكتب الاقليمي فيما يخص الصحة المدرسية وتطبيقاتها الحديثة. وأنا على ثقة بأن المناقشات والمداولات والأوراق المقدمة والتوصيات التي ستصدر عن هذه اللقاءات ستضيف الكثير مما يمكن تمثله والاستفادة منه نصاً وروحاً في دفع عملية الاهتمام بالصحة المدرسية في كل دول الإقليم أشواطاً بعيدة إلى الأمام في المستقبل القريب.
الصحة المدرسية
في عيون خليجية
وتحدث د. توفيق بن أحمد خوجة المدير التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فقال:
الصحة المدرسية مفهوم ملموس ومتجدد على مستوى الوقاية من الامراض البدنية والاضطرابات النفسية والاجتماعية.. وتعتبر هذه الفترة مرحلة الفرص الضائعة ومرحلة الاحتياجات الحيوية، وتشكل هذه الرعاية الصحية نوعاً من التحدي لانظمة الخدمات الصحية... الأمر الذي يوضح بجلاء اهمية الدور المميز والمرموق الذي تقوم به الادارة العامة للخدمات والوعي بالرئاسة العامة لتعليم البنات في هذا المجال للعمل على تهيئة الطفل للاهتمام بصحته والوعي بأسباب رعايته والمحافظة عليه سواء كان ذلك بالمحيط المدرسي او الاسري او الاجتماعي مما يمكن الطفل من مزاولة دراسته في ظروف تحقق له النجاح وتضمن له التفوق.
وعليه فالعاملون في الرعاية الصحية المدرسية بحاجة ماسة لتدريب افضل وتحقيق قدر اكبر من المعرفة والخبرة حول مفهوم وأنشطة الصحة المدرسية المتجدد، وما هذه الجهود العلمية المتواصلة من الرئاسة العامة لتعليم البنات ممثلة في الخدمات الطبية من ندوات وحلقات عمل واصدارات ومطبوعات الا مثال شاهد على صدق النية وحسن التدبير في ادارة هذا الجانب بكل فعالية وكفاءة.
وواصل خوجة: ان الطلبة والطالبات في دولنا الخليجية يشكلون نسبة كبيرة من عدد السكان فضلا عن انهم في مراحل زمنية من العمر متميزة ولها سماتها الخاصة وتجمعهم في المدارس او فصول الدراسة جانب له اهميته وتشمل مراحل الدراسة الطفولة المبكرة والطفولة المتأخرة وسن المراهقة اي انها تبدأ من رياض الاطفال وحتى الجامعة.
ولم تكن الصحة المدرسية بعيدة عن اهتمام مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي فقد قرر وزراء الصحة في مؤتمرهم الثاني عشر تكليف مدير المكتب التنفيذي بتشكيل فريق عمل يعد لندوة تعقد بدولة الامارات العربية المتحدة يدعى اليها المسؤولون عن الصحة المدرسية وعن الرعاية الصحية الاولية بالدول الاعضاء بغرض استعراض برامج الصحة المدرسية بكل دولة وتدارس الخدمات المثالية للصحة المدرسية وعلاقتها بالخدمات الصحية الاخرى خاصة الرعاية الصحية الاولية وقد خلصت بالعديد من الابحاث والمعلومات والآراء البناءة للارتقاء بمسيرة الصحة المدرسية بالمنطقة.
وقال خوجة: ان برنامج الصحة المدرسية في دول المجلس يعتبر استثمارا ناجحا اذا طبق بالصورة الكاملة ووجد تفهما وتعاونا من مؤسسات الدول الاعضاء فقد اثبتت الدراسات العلمية فاعلية استخدام هذا البرنامج كاستثمار اقتصادي وصحي وتعليمي.
واكد خوجة: ان تباين الانظمة في الصحة المدرسية بدول المنطقة لم يقف حائلا دون التنسيق والتعاون بالنسبة لمحتوى او مضمون هذه الخدمات، وضرورة اشراك الجهات المعنية الاخرى بالدولة واخذ رأيها وكذلك آراء مجالس الآباء والامهات وقال ان منظمة الصحة العالمية )WHO( خلال الخمس سنوات الاخيرة اولت الصحة المدرسية جل اهتمامها واصدرت العديد من البرامج والانشطة لتقوية الانظمة الصحية الخاصة بهذه الفئة وصدر عنها مؤخرا «مفهوم تطوير المدرسة لتكون مدرسة معززة للصحة».
وختم د. خوجة حديثه بالقول ان المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول الخليج شديد الحرص على مواصلة العمل والتنسيق التكاملي التعاوني مع رفيق دربه مكتب التربية لدول الخليج العربية في هذا المجال والامكانات لتطويرها والنهوض بها حتى تؤدي رسالتها على الوجه الاكمل بدنيا ونفسيا واجتماعيا.
تقييم نوعي وكمي للبرامج
واكدت د. عذراء عبد العزيز العقيل مديرة مركز الاشراف الطبي ان حكومتنا الرشيدة مستمدة العون من الله جل وعلا تحرص على بذل كل ما من شأنه تطوير وتحسين الخدمات الصحية في بلادنا الحبيبة لتصل الى مصاف الدول المتقدمة وايمانا من الرئاسة العامة لتعليم البنات ممثلة في ادارة الخدمات الطبية بأن نجاح العملية التعليمية مرتبط بالحالة الصحية للطالبات فقد سعت في خطوات حثيثة وساهمت مساهمة فاعلة لتنفيذ برامج الصحة المدرسية التي تعنى بالجوانب الوقائية والتثقيفية والعلاجية للمجتمع المدرسي، فقامت بانشاء العديد من الوحدات الصحية المدرسية في جميع مناطق المملكة، حيث تم افتتاح اول رحدة صحية عام 1384ه، ثم توسعت في ذلك حتى شملت كل مناطق المملكة. كما هيأت كافة الامكانات لتفعيل دورها وتحسينها وشمولية ادائها وتطويرها وفق الاساليب العلمية الحديثة. ومما يذكر فيشكر ان ادارة الخدمات الطبية اهتمت اهتماما بالغا بما يحدث من تطورات ومستجدات في مجال الصحة المدرسية في دول العالم فحرصت على تنفيذه وتطبيقه في بلادنا وبما يتناسب مع خصوصية مجتمعنا.
ولأن استشراف المستقبل لا يتم بمعزل عن الدراسة المستفيضة للواقع، قالت د. عذراء ان الادارة الطبية عمدت الى تقييم برنامج الصحة المدرسية تقييما نوعيا وكميا وحرصت ان يكون هذا التقييم حياديا يساهم في تطوير الخدمات المقدمة. واستعانت في هذا المجال بخبرات نسائية متخصصة من المملكة المتحدة، وجامعة الملك سعود، وادارة الخدمات الطبية، حيث باشرت تقييمها للخدمات المقدمة بالوقوف ميدانيا على سير العمل في عدد من مناطق المملكة ولم تكتف بالتقارير والبيانات الواردة وانبثق من ذلك وضع خطة تطوير فاعلة ما زالت الادارة الطبية وبمؤازرة من معالي الرئيس العام حفظه الله تتابع خطوات تنفيذها هذا اضافة الى عمل الدراسات والبحوث وعقد اللقاءات والدورات العلمية وتشجيع منسوبيها على رفع كفاءتهم العلمية عن طريق توفير فرص التدريب والابتعاث.
وقالت د. عذراء ان المتأمل لواقعنا المعاصر والتغيرات المتسارعة لشتى شؤون الحياة يدرك ضرورة العمل المتواصل وان ما انجز يحتاج الى خطوات تكميلية تضمن تفعيل البرامج وتحقيق الاهداف على الوجه الاكمل.
|
|
|
|
|