|
| محليــات
 *
* لقاء عبدالرحمن المصيبيح تصوير فتحي كالي:
تم انجاز 70% من المراحل الانشائية للمجمع السكني الأول بحي سلطانة ضمن مشروع الأمير سلمان للاسكان الخيري بمدينة الرياض.
أوضح ذلك في حديث شامل للجزيرة الدكتور عبدالعزيز المسعود المدير التنفيذي لمشروع الأمير سلمان للاسكان الخيري.
وقال في بداية حديثه. الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله. نحمد الله على ما أنعم به على هذه البلاد من نعمة الاسلام والأمن والأمان ورغد العيش. لقد تميز أبناء هذا الوطن بحب الخير ومساعدة المحتاجين بفضل الله ثم بفضل حرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني الرامية الى اسعاد أبناء هذا الوطن وتوفير الراحة لهم ودعم كل سبل الخير لتبرز هذه الجمعيات والهيئات والمراكز في الداخل والخارج لتقوم بما هو مطلوب منها.
ويسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض في دعم وتشجيع هذه الأعمال الجليلة والعظيمة ومن ضمنها مشروع الأمير سلمان للاسكان الخيري الذي وجد والحمدلله كل دعم ومساندة من الجميع.
كما تناول الدكتور المسعود هذاالمشروع بالتفصيل، فكرته والمراحل القادمة وأمور أخرى جاءت خلال هذا اللقاء..
مشروع الأمير سلمان يهدف في خطته المستقبلية إلى بناء 3000 وحدة سكنية بكامل تجهيزاتها
فكرة المشروع
* كيف جاءت فكرة هذا المشروع؟
د. عبدالعزيز المسعود: السكن أو المأوى يظل الهاجس الأكبر لدى الكثير من المجتمعات في ظل المدنية الحديثة، وحيث ان امتلاك الأرض السكنية واعمارها يحتاج الى كثير من الأموال التي قد لا تتوفر لدى عدد من قطاعات المجتمع والفقراء منهم بوجه خاص، مما يلجئهم لمبدأ الايجار والذي بدوره يأخذ النصيب الأكبر من دخل الأسرة التي تعاني من غلاء الايجار من جهة وقلة المورد المالي من جهة أخرى، مما يسبب لهم الكثير من العنت والمعاناة.
الدراسات الاجتماعية
وإذا ألقينا نظرة سريعة على الدراسات الاجتماعية التي أجريت على قطاعات مختلفة من شرائح المحتاجين والفقراء نلحط أنها تثبت ان المشكلة الكبرى التي يواجهونها هي الايجارات السنوية التي ما ان تسدد بعد كثير من الجهد إلا وتحل من جديد، وتبدأ المعاناة مرة أخرى في البحث عن مورد لتسديد مستحقاتها.
من هذا المنطلق ودعما لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي حث عليه ديننا السمح ومعالجة لمشاكل الكثير من الأسر المحتاجة والفقيرة وتخفيف أعباء المعيشة عن كاهلهم تبلورت فكرة قيام مشروع الاسكان الخيري والذي يعد فكرة رائدة في مجال الحلول الدائمة لهاجس الاسكان من ناحية خفض التكاليف والاستمرارية في العطاء.
أصحاب الفكرة
لقد نبعت هذه الفكرة من شخصيات عديدة لعل من أبرزها عدد من العلماء المهتمين بذوي الحاجات وكان في مقدمتهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله مفتي عام المملكة سابقا، وقد كان ذلك على إثر تعرض بعض المنازل الشعبية القديمة لخطر الانهيار في أعقاب هطول أمطار غزيرة على مدينة الرياض كما اهتم ايضا بالفكرة عدد من رجال الأعمال الذين استجابوا لمثل هذه الفكرة التي تهتم بايجاد السكن المناسب للمحتاجين والفقراء من الأسر.. وقام أولئك النفر بعد التشاور برفع الفكرة الى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والذي ما كان منه إلا ان رحب بها وتبناها وتابعها أولا بأول وكلف بدراسة الموضوع من جميع الجوانب وعندما انتهت لجان الدراسة من أعمالها رفعت توصياتها الى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز فوافق عليها وخرجت الى حيز التنفيذ.
حيث صدرت الموافقة السامية الكريمة على منح المشروع أرضا سكنية تمهيدا لبناء وحدات سكنية لهذا المشروع الذي خصص لاسكان الأيتام والأرامل والعجزة وكافة الفئات المحتاجة وقد كان في مقدمة الداعمين للمشروع خادم الحرمين الشريفين حيث تبرع حفظه الله بخمسة ملايين ريال.
انطلاقة المشروع
الأولى وبداية تأسيسه
كانت الانطلاقة الأولى تتمثل في اعلان المشروع رسميا في رمضان المبارك من عام 1418ه من خلال حملة تعريفية كبيرة في أوساط المجتمع بصفة عامة وفي وسط رجال الأعمال بصفة خاصة وتم تشكيل مجلس ادارة المشروع برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله وعضوية عدد من رجالات المجتمع المشهود لهم بالكفاءة والخبرة والذين عرفوا بعطائهم الثر في مختلف المجالات الانسانية.
لجنة تنفيذية
كما عهد الى لجنة تنفيذية بمهمة الاشراف المباشر على ادارة المشروع في مساراته الادارية والمالية والفنية وقد أدت بحمد الله هذا اللجنة دورا هاما في انجاز مهامها ودفعه قدما لتحقيق غاياته السامية.
كذلك شكلت ادارة المشروع الوحدات الادارية المساعدة كل في مجال اختصاصه مستفيدة من آراء المختصين كالعلماء وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال والمهندسين وعلماء الاجتماع والاعلاميين وتضم هذه الادارات كلا من ادارة المشروعات، الادارة المالية، لجنة جمع التبرعات، ادارة البحوث والدراسات الاجتماعية، ادارة العلاقات العامة والاعلام، وادارة الشؤون الادارية، وتقوم هذه الادارات مجتمعه بالعمل على الوجه المطلوب وبتنسيق وتكامل.
المجمع السكني الأول بحي سلطانة
من ضمن أهداف المشروع صهر المستفيدين من المشروع في المجتمع من خلال الحرص على اقامة تجمعات سكنية ضمن النطاق العمراني وداخل الأحياء السكنية المخططة مسبقا من قبل الدولة.
وجعل المستفيدين يتمتعون بجميع الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية المتوفر في الحي وكذلك الاستفادة من جميع مرافق البنية الأساسية في كل حي سكني.
لذلك كان المشروع الأول ضمن حي سلطانة وعلى مساحة تقدر ب18725م مربع وهناك تقارب في الخصائص العمرانية الى حد ما مع خصائص الحي المقترح وبالتالي فإن التخطيط المقترح للمشروع يتضمن الاستفادة من التخطيط الحضري للحي والمعتمد من أمانة مدينة الرياض والاقتصار فقط على اعادة توزيع مساحات الأراضي حيث كان متوسط مساحة الأرض 625م مربع ليصبح 270م مربع، واقتصرت عناصر هذا المشروع على انشاء 122 وحدة سكنية تخدم الأسر التي يصل متوسط أفرادها الى سبعة أفراد وذات دخل متوسط منخفض.
كما أخذ بعين الاعتبار توفير عناصر تجارية واجتماعية تخدم هذه المجموعة السكنية في ظل أنظمة البناء المعتمدة في المخطط تتضمن معارض تجارية يعود ريعها لصالح المشروع وكذلك صالات متعددة الأغراض للجنسين يمكن ان يستفيد منها السكان في الارتقاء بمستواهم الاجتماعي والثقافي.
وروعي في تصميم الوحدات السكنية الاستقلالية في الدخول لكل وحدة وكذلك الخصوصية الاجتماعية من خلال نظام البناء على الصامت من جهة واحدة وفتح جميع الفتحات على الجهة المقابلة، واستيفاء الحد الأدنى من الفراغات الوظيفية للمستفيدين مع الأخذ في الاعتبار النواحي الاقتصادية في الأنظمة الانشائية والميكانيكية والكهربائية في مواصفات التشييد للمشروع دون الاخلال بالجانبين الوظيفي والتعبيري للوحدة السكنية على وجه الخصوص وللمشروع اجمالا.
مراحل المشروع
مراحل المشروع التي قطعها حتى الآن تمثل 70% من هيكل الأعمال الانشائية.
المشاريع المستقبلية والحالية
يهدف المشروع في خطته المستقبلية الى بناء 3000 وحدة سكنية بكامل تجهيزاتها وخدماتها اللازمة كهرباء، ماء، صرف صحي، أسواق، مدارس، ونحوها.
أما حاليا يجري تنفيذ المجمع الأول الذي ذكرت لك ان 70% من مراحله الانشائية قد انتهت. كما تم الانتهاء من تخطيط أرض المجمع الثاني بحي البديعة عن طريق أحد المكاتب الهندسية المتخصصة، ويتكون هذا المجمع من 300 وحدة سكنية على مساحة من الأرض تبلغ 52928مترا مربعا، اضافة الى المسجد والملاعب وحديقة لأطفال المجمع. كما ان جميع الخدمات متوافرة في الموقع.
أولا أهداف المشروع:
* تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي والتعاون على البر والتقوى.
* العمل على استقرار الأسر الضعيفة والمحتاجة بتوفير السكن المناسب لها دعما لاستقرار المجتمع وترابطه.
* الحد من ظاهرة التسول والقضاء على بعض المشاكل بين الفقراء.
* العمل على ايجاد وقف مؤسسي دائم لا يعتريه ما يعتري الأوقاف الأخرى من قصور أو اندثار أو نحوه مما يعتبر تجسيدا لمشروع الصدقة الجارية.
* المشاركة في التنمية المتكاملة اقتصاديا واجتماعيا وعمرانيا.
ثانيا/ الضوابط والاعتبارات في تنفيذ المجمعات السكنية:
الاعتبارات الاجتماعية:
اختيار الأراضي البيضاء داخل الأحياء السكنية القائمة لدمج الساكنين بهذه الوحدات مع بقية سكان الحي بحيث يصبح هذا المجمع جزءا من الحي السكني القائم، التجانس بين هذه الوحدات وبقية الوحدات في الحي السكني، الخصوصية لكل وحدة سكنية وعدم كشف الوحدات بعضها ببعض وفصل المداخل الخاصة لكل وحدة، احتواء الوحدات السكنية في هذا المجمع على الحد الأدنى من متطلبات الأسر من العناصر المعمارية، انشاء ملاعب وصالات ترفيهية لأطفال وشباب الحي لاشغال وقت فراغهم ما يفيد.
الاعتبارات الاقتصادية:
اختيار أراض داخل الأحياء السكنية مما يوفر تكاليف ايصال الخدمات وبناء المرافق، بناء وحدات سكنية صغيرة منخفضة التكلفة، شعور المستفيد بأن سكنه في الوحدة السكنية يرتبط بمدى حاجته لها مها طالت المدة يساهم في المحافظة عليها وعدم العبث بمحتوياته، مسؤولية ادارة المجمع الاشراف على هذه الوحدات بعد تسليمها للمستفيدين بدون تحمل لتكاليف صيانة هذه الوحدات أو تسديد فواتير الخدمات، اختيار مواد بناء جيدة وأسعارها تناسب الوحدات السكنية منخفضة التكلفة.
الاعتبارات المعمارية:
تحديد حدود الملكية لكل وحدة سكنية بحيث يعرف كل ساكن مسؤوليته وعدم وجود مساحة مشتركة مما يسبب اهمالا لهذه المساحة وعدم صيانتها ونظافتها، اختيار مواد بناء جيدة وتشطيبات تتم البساطة والجمال لتسهيل أعمال الانشاء والصيانة، تخطيط الأرض بما يتناسب مع احتياجات الوحدات السكنية، استقلالية كل وحدة سكنية وعدم ارتباطها بالوحدات الأخرى )المداخل، خزان المياه الأرضي والعلوي، عداد الكهرباء، المياه(.
ثالثا: تمويل انشاء هذه المجمعات:
مساهمة الدولة رعاها الله في توفير الأراضي وايصال الخدمات والمرافق، تبرعات رجال الأعمال والمحسنين، تحريك أرصدة المشروع في استثمارات شرعية قصيرة الأجل للحصول على عائد مناسب لحين الحاجة لصرف هذه المبالغ، استثمار الوحدات السكنية عن طريق بيعها على رجال الأعمال والمحسنين بعد الانتهاء منها وايقافها بأسمائهم واسكان الأسر المحتاجة تحت اشراف ادارة المشروع، ليسترد المشروع المبالغ التي صرفت في انشاء هذه الوحدات السكنية مما يساهم في بناء مجمعات أخرى وعدم تجميد أموال المشروع في مجمع واحد ويكون رأس مال المشروع متحركا لتمويل بناء أكثر من مجمع سكني.
رابعا/ تميز المجمعات السكنية التي يقوم المشروع بتنفيذها:
تخطيط الأراضي وتحديد أبعاد الأراضي بما يتناسب مع احتياجات الوحدات السكنية منخفضة التكلفة، التخطيط الشامل لبناء المجمع السكني من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والمعمارية، قلة تكاليف الانشاء مقارنة بغيره من المجمعات السكنية، استعمال مواد بناء جيدة ومطابقة للمواصفات وأسعارها تناسب الاسكان منخفض التكلفة وكذلك تكاليف صيانتها فيما بعد، الاهتمام بجودة التنفيذ حيث يتم الاشراف على التنفيذ من قبل مكاتب استشارية متخصصة، البناء على الصامت من جهة واحدة لتقليل مساحة الأرض اللازمة لكل وحدة وكذلك لمنع كشف الساكنين بالوحدات السكنية بعضهم ببعض مما يعطي الساكن حرية الاستفادة من الارتدادات الجانبية، تنفيذ المجمعات السكنية على الأراضي البيضاء داخل الأحياء السكنية مما يساهم في استغلال هذه الأراضي والاستفادة من توفر الخدمات والمرافق وتقليل التوسع الأفقي لمدينة الرياض.
أسلوب البناء المتبع في تنفيذ هذه المجمعات:
يتم التنفيذ بأسلوب البناء التقليدي لجودته وسهول صيانته ولتناسب أسعاره في الوقت الحالي مع الاسكان منخفض التكلفة.
وفي حالة توفر بدائل بناء مناسب من ناحية الجودة والتكلفة سوف يتم اختيارها من قبل ادارة المشروع.
والحقيقة ان المشروع هو ثمرة تعاون بين الدولة رعاها الله ووجهاء المجتمع ورجال الأعمال الذين يدعمون المشروع حيث توفر الدولة الأراضي المناسبة والمرافق وايصال الخدمات ويقوم المشروع ببناء الوحدات السكنية فقط.
وهو مشروع وقفي دائم تستفيد منه الأسر المحتاجة تحت اشراف ادارة المشروع.
|
|
|
|
|
