| لقاءات
* لقاء محمد الجبيري:
لا تخفى على فطنة القارئ هذه النعم التي أنعم الله بها على الإنسان ومن ضمنها نعمة الصحة وسلامة الأعضاء وهناك على النقيض إخوان لنا حرموا من هذه النعمة أو جزء منها وذلك بالإعاقة نتيجة لحادث مروري أو اصابة قدرها الله. ولما لهذا الموضوع من خصوصية تلامس أذهان الكثير من الناس وخاصة ممن ابتلاهم الله بالاعاقة ولما يحتاجه المعاق من معاملة خاصة خلال فترة علاجه إذا كان هنالك أمل في ذلك.. «الجزيرة» استضافت د. سعد فائز الشهري دكتوراه المخ والأعصاب والتأهيل بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني وذلك للتعرف على الطرق المثلى في التعامل مع المعاق والطرق الصحيحة لتأهيله.
* أبعاد حقيقية وتداخل:
*ماهي الأبعاد الحقيقية لتأثير الإعاقة على المعاق؟
الاعاقة ممكن ان ترتبط في أذهاننا بالنظرة السطحية لها ولكن ذلك جزء يسير منها وهي في الواقع تحمل جوانب كثيرة خفية قد لا تطفو على السطح بشكل واضح أو بسهولة ربما التعابير الفيزيائية الطبيعية للاعاقة تعكس جانباً أو اكثر منها ولكن قطعا ليس كلها، ففقدان الاحساس أو الحركة أو وظيفة جزء من الجسم ليس بالامر الذي يمكن تجاهله وايضا ليس الا تعبيرا سطحيا لايعكس الانكسار النفسي والمعاناة الداخلية جراء هذا العجز، نعم الصورة كذلك تحمل شقين أحدهما عضوي فيزيائي حسي او حركي وآخر نفسي عاطفي خفي إلى حدّ ما.
* كيف يمكننا فهم هذا التداخل والتعامل معه؟
أحسن الصور التي تجعلنا نفهم احاسيس وآلام اي معاق هي محاولة تقمص حالته كما هي في حاضرها وماضيها وماذا تعني له هذه الاعاقة فجميع احاسيسه في مجملها وتطلعاتها وماضيها والتشكلات المستقبلية له تمكن إلى حد ما من رسم الصورة النفسية له والعوامل التي تشكل تفاعل المعاق بما فيها القيم والتوجهات والطموحات والعادات والتصرفات والبيئة والمجتمع كل هذه تكون وتؤثر بل وتشكل الاتجاه النفسي والنمط السلوكي الفيزيائي لهذا المعاق.
* كيف يتشكل ويتكيف المعاق مع الاعاقة؟
يعتقد أن الشخص المعاق يتعلم ويتعود رؤية نفسه ومحيطه والعالم بصورة مختلفه والنتيجة هو ما يسمى بالصورة الذاتية سواء كان ذلك في حالة ادراك او اللا ادراك وفيها ينظم الشخص مجموعة من القيم او المعايير والتوقعات التي بها يستطيع قياس نفسه أو شخصيته وبناءً عليه ينظم علاقاته وأطره وتركيبة اهدافه والطرق التي تؤدي إليها.
وهذا في مجمله يمثل عالمه الجديد ودرجة ارتباطه بالواقع وانتمائه إليه. وقد لا يكون ذلك بالمثالي وفي الغالب لا يكون لأن هناك خبرات ومقومات لا يدركها المعاق الا بعد فترة او من خلال متخصصين يكون حينها قد تشكل وشكل محيطه بصورة مختلفة في معظمها قد لا تتناسب مع الواقع بالشكل المطلوب وايضا يصعب التغيير فيها وتطويعها وان حصل فليس بالشكل المطلوب لذا لابد من التدخل السريع ومن البداية لتفادي وجود هذه التركيبة المعقدة.
* ما مدى وأهمية التدخل في تعديل وتصحيح هذه التركيبة؟
التعود ونمط التعود الذي قد ينظم الشخص نفسه عليه بطريقة متدرجة او فجائيه قد يصبح سلوكا ثابتاً ونمط حياة يؤثر على طبيعة الاعاقة وتبعاتها ومدى الضرر النفسي الذي تلحقه بالشخص والتدخل المنظم ذو الاهداف المرسومة وبالوسائل السليمة اثبت جدوى عظيمة في تصحيح انماط العيش والتعايش والتفاعل مع المحيط لدى كثير من المعاقين خصوصا اولئك الذين يعانون فقط من اعاقات حسية حركية ويحتفظون بقدرات عقلية سليمة.
والعيش بالاعاقة هو تعايش وتعود وتألم يتم في مستويات ومراحل عملية مختلفة بطرق خاصة وفي حيز معين تتداخل فيها العوامل الفسيولوجية، النفسية والطبيعية بمعناها المادي ، الحسي الحركي وغيرها كثير.
تهيئة المعاق:
* كيف تتم تهيئة المعاق ووضع البرنامج المناسب له؟
أولا محاولة الوصول إلى الاستقرار النفسي والقدرة على تقبل واقع الاعاقة والتعامل معها من قبل المعاق وهو في الواقع امر شاق في جميع مراحله وخاصة في البداية «مرحلة التهيئة النفسية» وكذلك حالات الانتكاسات في المراحل اللاحقه ولوضع أي برنامج لابد من فترة تهيئة سليمة وعلمية ويمكن التعامل مع هذا الجانب من خلال خطوط عريضة مثلا: النظر إلى عمر المعاق والتوقعات والطموحات التي يصبو لها المعاق، طبيعة الاعاقة اتجاهات ومؤشرات التغير في الاعاقة فعند النظر إلى عمرالمريض يؤخذ في الاعتبار ما يطمح اليه المعاق الشاب وما يتوقع الوصول اليه بعد فترة زمنية معينه وفي هذا الصدد يختلف الوضع تماماً عند المعاق من ذوي الاعمار المتوسطة وكبار السن. ايضا طبيعة الاعاقة وتغيرها وتوقعات وطموحات المعاق خصوصاً اذا ربط ذلك بعمر المريض.. وهكذا تربط الحلقات ببعضها وذلك بالنظر إلى العوامل الاجتماعية المادية، الثقافية... الخ.
* هل هناك أطر معينة يجب أخذها بعين الاعتبار عند إعداد البرامج التأهيلية وتنفيذها؟
ومن المهم جدا ان نكون منطقيين في تعاملنا وتفاعلنا مع البرنامج المعد للمعاقين فالافراط في التفاؤل الذي يجعل المعاق يتخيل التحسن بدرجات غير معقولة او بالسرعة والسهولة المفرطة له اثاره السلبية الكبيرة على نفسية المعاق وعلى البرنامج المقدم له. وربما يصل في بعض المراحل إلى الرفض التام او صعوبة التعامل والتعاون للوصول لنتائج حتى جزئية كذلك يجب ألا نكون متشائمين بالقدر الذي يولد الاحباط ويثبط الهمم لدى المعاق أو الاسرة او فرق العمل الاخري. إذاً فالعملية تحكمها معايير دقيقة يجب تغليب المنطق والحكمة المدعمة بأسس علمية موثوقة مثلا الاجراءات الطبية والاختبارات المحسوبة والمحسوسة التي تجعل التوقعات مبنية على واقع علمي مادي تكون اكثر قابلية للاستيعاب من قبل المعاق ومردوداتها ايجابية جداً على المعاق مثل ال
Bio Feedback اعطاء انماط مختلفة لتطبيق مراحل البرنامج وذلك من خلال الدمج في مجموعات متجانسة ومرات اخرى في مجموعات مختلفة وايضا استخدام الوسائل الترفيهية لتطبيق بعض مراحل او أجزاء البرنامج التأهيلي. ايضا الاستعانة بوسائل وأشخاص مختلفين لتفادي الملل والتعود وبالإمكان استخدام الاسرة والاصدقاء لتحقيق ذلك.
|
|
|
|
|