| أفاق اسلامية
رغم أن التقدم العلمي والتقني في مجال الاتصالات قدم للبشرية خدمات جليلة، لا يمكن لأحدأن ينكر فضلها بعد الله سبحانه وتعالى، وخاصة ما يتعلق منها بمجالي الطب والمعلومات الثقافية والعلمية، فبواسطة هذه التقنية المذهلة يستطيع الباحث عن الحقائق الطبية والعلمية والثقافية وبكل سهولة، الحصول عليها بضغطه مفتاح )زر(، وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى الذي وهب الإنسان العقل ليساعده على البحث في مجال العلم الذي لم يؤت الإنسان منه إلا قليلا.
وبما أن لكل شيء من صنع الانسان حسناته وسيئاته، فقد استغلت فئة من الناس وأخص هنا المسلمين، الإنترنت استغلالا سيئا حيث إن شغلهم الشاغل إثارة النعرات القبلية والمكانية وذكر مساوىء بعض الأشخاص وخاصة المسؤولين والتعريض بهم وذلك بالهمز واللمز ولو كان ذلك من غير ذكر أسمائهم. وحيث ان كل ذلك يعتبر من الغيبة التي حرمها الله على عباده وتوعد من يسلك هذا السلوك بأشد انواع العذاب في أكثر من موضوع في القرآن الكريم والسنة النبوية، وبما ان علماء الشريعة صنفوا الغيبة الى ثلاثة اصناف : الإفك اذا كان ما ذكر عن الشخص ليس فيه ولا يعلم عنه شيئاً، والبهتان إذا كان قد سمع أن شخصا ما به كذا وكذا ولم يتأكد مما ذكره، والغيبة إذا كان في الشخص ما ذكره، ولكن الشخص الآخر يكره ان تذكر عيوبه أمام الغير.
وحيث ان اغتياب الناس وذكر معايبهم ونشرها عبر الإنترنت، له آثار خطيرة على المجتمع بأسره أفرادا وجماعات، وخاصة ما يخص الجانب الأمني وتشكيك عامة الشعب في المسئولين وما تقدم لهم من خدمات.
لذا.. فإنني ومن منطلق حرصي كمسلم من أبناء هذا الوطن الغالي ومن باب التعاون على البر والتقوى أهيب بكل إنسان يعرف حق الله عليه وحق ولاة الأمر وحق علماء المسلمين وعامتهم، وحيثما كان موقعه ومسؤوليته أن يبين لمن حوله اهمية هذا الخطر العظيم الغيبة المكتوبة وخاصة أئمة المساجد ورجال التربية والتعليم في جميع المراحل الدراسية العامة والعليا.
حفظ الله لهذه البلاد خاصة أمنها وعزها ورخاءها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني حفظهم الله جميعاً... وبلاد المسلمين عامة.
والله من وراء القصد..
* الرياض
|
|
|
|
|