| أفاق اسلامية
إن مما يهيج الغضب المراء والجدل والمزاح المتجاوز لحدود الادب والتعدي على الاخرين والعلو والتكبر في الارض وغفلة الانسان عن آثار الغضب السيئة وترك مجاهدة النفس.. فيا ايها العقلاء كم في الغضب من ضرر وشر بسببه يقع المرء في ذل الاعتذار وفي الحديث اياك وكل ما يعتذر منه.. كم من اب طرد ابنه نتيجة الغضب فصار الابن مع عصابة الاشرار واصحاب المخدرات والمسكرات.. كم من غضبة افرزت طلاقاً بائناً وهدمت أسرة قائمة فصار مصير الأولاد الضياع والتشتت فندم المرء ولات ساعة مندم.. قال علي رضي الله عنه: الغضب اوله جنون وآخره ندم.. وقال ابو العتاهية:
ولم ار في الاعداء حين اختبرتهم
عدواً لعقل المرء اعدى من الغضب |
الغضب يولد الحقد في النفوس، وانطلاق اللسان بالشتم والسب، واليد بالضرب والاعتداء، ولهذا اوصى العقلاء بتأخير العقوبة الى حال الرضا. كتب عمر بن عبدالعزيز الى احد ولاته: لاتعاقب عند غضبك وان غضبت على رجل فاحبسه فاذا سكن غضبك فأخرجه وعاقبه على قدر ذنبه.. ان من التوفيق ان يهدى الانسان لقول الحق والعمل به في الرضا والغضب ولهذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضا.. يقول ابن رجب رحمه الله: وهذا عزيز جدا وهو ان الانسان لا يقول سوى الحق سواء غضب او رضي فان اكثر الناس اذا غضب لا يتوقف فيما يقول.
|
|
|
|
|