| مقـالات
في كل عام جامعي تحتفل بعض جامعاتنا السعودية الثماني وكذا بعض كليات التقنية وغيرها من مؤسسات التعليم فوق الثانوي بما تم التعارف عليه في هذه الأوساط بيوم المهنة وفي أحيان اخرى يعرف هذا اليوم بأسبوع المهنة. أمر جميل وعظيم ان تهتم المؤسسة التعليمية وخصوصاً مؤسسات التعليم العالي بمتابعة إيجاد عمل للمتخرجين في برامجها المختلفة، كما أن سعيها للربط بين المتخرجين الجدد فيها ومؤسسات القطاع الخاص والعام الباحثة عن موظفين جدد خطوة تشكر عليها هذه المؤسسات التعليمية والتي لم تنه علاقاتها بالمتخرجين فيها بمنحهم الشهادات بل اخذت على عاتقها امر مساعدتهم في البحث عن عمل يتناسب وما يحملونه من مؤهلات. ولكن أرجو أن أكون مخطئاً يبدأ يوم المهنة وينتهي على شكل تظاهرة احتفالية، حيث تتخلل برامج هذا اليوم دعوة كبار الشخصيات الى حفل خطابي يلقي عميد او مدير الجامعة او الكلية المحتفلة بيوم المهنة كلمة تتخللها الكثير من العبارات الانشائية، وتخلو بعض هذه الكلمات والخطب من الارقام والاحصاءات.
إذا لا نعلم في نهاية ايام واسابيع المهنة عن عدد الذين تخرجوا في هذه الكلية في تلك الجامعة ووجدوا اعمالا تتناسب مع تخصصاتهم، ولا نعلم ايضا عن التخصصات المرغوبة والمطلوبة والاخرى التي لا يوجد طلب على المتخرجين فيها. ما هي الاجراءات التي اتخذتها هذه الجامعة او تلك الكلية لزيادة اعداد طلاب الثانوية المقبولين في التخصص المطلوب، وتحجيم اعداد الطلاب المقبولين في التخصصات التي يقل الطلب على المتخرجين فيها.
ايام واسابيع المهنة تحولت في عدد من مؤسسات التعليم فوق الثانوي الى مناسبة للعلاقات العامة تسلط فيها وسائل الاعلام المحلية الاضواء على بعض الاساتذة والاداريين في هذه الجامعة او في تلك الكلية ليتحدثوا عن كل شيء تقريباً الا الطريقة المثلى لايقاف زحف البطالة والذي بدأ يكشرعن انيابه في مجتمعنا السعودي، والذي اول ضحاياه هم المتخرجون في هذه الكلية أو تلك الجامعة التي تنظم يوم او اسبوع المهنة.
ماذا لو قامت هذه الجامعة او تلك الكلية التي تحتفل كل عام بيوم المهنة بسعودة كل العاملين فيها من اداريين واعضاء هيئة تدريس وعمال، وبعد ذلك دعت كبار المسؤولين ورجال المال والاعمال في كل ارجاء الوطن الى يوم المهنة الحقيقي واخذت كل هولاء في جولة على ارجاء الجامعة او الكلية، وقالت لهم إن هولاء العاملين كلهم من المتخرجين في هذه المؤسسة التعليمية وكلهم من ابناء الوطن وان كل النجاح الذي حققته وتحققه هذه المؤسسة ما كان له ليتم لولا جهود ابناء الوطن المتخرجين في هذه المؤسسة.
الجميع ينادي بيوم مهنة حقيقي تشارك فيه مؤسسات التعليم فوق الثانوي بالتعاون مع بقية قطاعات المجتمع الخاصة والعامة في محاربة داء البطالة والذي يعي الجميع نتائجه السيئة والوخيمة على كل المجتمع.
اننا نخادع انفسنا اذا تحدثنا عن يوم مهنة لجامعة سعودية ومعرض ليوم المهنة لكلية سعودية لم تشارك الايدي الوطنية السعودية الا في تفقده للتأكد من جاهزيته ليوم الافتتاح.
|
|
|
|
|