|
| العالم اليوم
* رام الله نائل نخلة:
^^^^^^^^^
كان جالسا تحت شجرة هربا من لهيب الشمس الحارقة على مقربة من منصة الاحتفال التي أقامتها حركة حماس على دوار المنارة وسط مدينة رام الله استعداداً للمهرجان الخطابي الذي نظمته الحركة إحياء لذكرى ال53 لنكبة فلسطين يضع يده على وجهه الممتلىء بالتجاعيد التي عكست خارطة الوطن الممزق بالحواجز والخنادق والمدرعات الإسرائيلية، مبديا حزنه وألمه على حال شعبه وأمته ووطنه، يقول الحاج حسين اليازوري 81 عاما عندما طلبت أمي مغادرة البيت في قريتنا يازور قضاء يافا، ظننت أنني سأعود إليه خلال أيام أو أسابيع فتركت حاجياتي وأغراضي هناك، وها أنا اليوم مشتت ضائع بين أزقة المخيمات في ظروف لا تطيق الحيوانات احتمالها. مازلت انتظر العودة إلى بيتي وقريتي الجميلة وأحمل أمانة حملتها عن أهلي في العودة مهما كبر العمر لأنقلها إلى أبنائي وأحفادي.
^^^^^^^^^
وقف أمام الحاج اليازوري آلاف من أنصار حركة حماس يهتفون لفلسطين يتقدمهم الخيالة الذين رفعوا الرايات الخضراء والأعلام الفلسطينية، وطاف عشرات الملثمين الذين لبسوا الأحزمة الناسفة حول أجسادهم في إشارة إلى الفدائيين من الحركة الذين فجروا أنفسهم في الحافلات الإسرائيلية.
الفلسطينيون هنا يرون انهم اقرب من أي وقت مضى الى تحقيق أهدافهم في الاستقلال والحرية، الشيخ حسن يوسف ممثل حركة حماس في الضفة الغربية تحدث عن توازن الرعب الذي حققته المقاومة الفلسطينية طوال انتفاضة الأقصى في إشارة إلى قذائف الهاون التي أوجدت الرعب في المستوطنات الإسرائيلية.وأضاف مخاطبا الآلاف من أنصار حماس «ستبقى معركتنا مفتوحة بكل ما لدينا من وسائل عسكرية استخدمت وما سيراه في المستقبل القريب بالفعل الجهادي الشامل».
إحباط فلسطيني غير مسبوق بالمشاهد المؤلمة في الساحة الأردنية من قمع وحشي للمسيرات التي خرج بها الشارع الأردني للتعبير عن تضامنه مع إخوانهم في فلسطين دفع بمثل حماس إلي الهجوم الحاد على مواجهة قوات الأمن الأردني بالكلاب البوليسية والهراوات والغازات السامة من اجل لجم أي صوت يخرج مساندا لهذا الشعب.
وقال يوسف «إننا نعرف أن نبض الشارع العربي معنا ينتظر اللحظة التي يدخل فيها بالملايين فلسطين حبا بالقدس ودفاعا عن أهلها».
الطفلة الفلسطينية روان، خاطبت الجموع متسائلة عن سبب مقتل محمد الدرة، والطفلة ايمان وغيرهما من أطفال فلسطين، تساءلت عن المستوطنات التي بنيت على ارض أجدادها.
لتقول بصوت حزين أبكت الجميع «أنا الحزن، أنا الجرح الفلسطيني النازف، أنا من هدم الاحتلال بيته، أنا ما بقي من جسد أمي وأبي الذي مزقته قذائف الاحتلال، أما سمعتم أما رأيتم جسد أبي وأخي الممزق!
ويري الفلسطينيون الذين يحيون في 15 آيار/ من كل عام ذكرى اغتصاب فلسطين على يد الصهاينة فانهم يرون بانتفاضة الأقصى تجديدا للآمال بالتحرير والعودة إلى الديار، فإذا كانت النكبة قبل 53 عاما بداية للمشروع الصهيوني على ارض فلسطين وتراجعا للحالة العربية فاليوم تشهد حالة تراجع لدولة الكيان المغتصب الهش وحالة من النهوض الفلسطيني بتأسيس لمرحلة التحرير الشامل للأرض والمقدسات.
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ خالد مشعل هاتف أنصار حركته في رام الله بالحديث عن فشل كل محاولات التسوية والتطبيع التي حاول أصحابها الترويج لإسرائيل على أنها دولة طبيعية في العالم العربي واضاف «بعد 53 عاما عاد الصهاينة إلى المربع الأول، وهو مستقبل هذا الكيان، فأكثر من 70% من الشعب الإسرائيلي متشككون في مستقبل وحاضر دولتهم».
الهدف السياسي الفلسطيني القائم عبّر عنه مشعل في إسقاط رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون، واضاف «لا نبالي بجرائمه فهو سيسقط كما سقط سلفه باراك».
وخاطب الشعب الإسرائيلي قائلا «أمامكم حل وحيد، وهو أن ترحلوا من أرضنا ، سنلاحقكم بالموت على أي شبر من أرض فلسطين».
|
|
|
|
|
