| الريـاضيـة
يقال إن أحدهم أقسم بان لايرفع رأسه إلى السماء ليلاً حتى لا يرى الهلال فيها، وانه كما يروي مقربون منه دائماً ما يردد يكفينا هلال الأرض وما يفعله فينا، والمقصود بهلال الأرض هو نادي الهلال، والذي وعلى ذمة اشخاص ثقة ، يمتنع حتى عن أكل )الكروسان( لأنه يشبه الهلال وقد حذر كل من لهم علاقة به ان ينسوا الشكل الهلالي في حضوره وبالطبع لابد ان يمتنعوا عن ذكر الهلال حتى ولو كان الهلال الخاسر امام الفريق الذي يميل اليه، فانه يستخدم رموزاً أخرى.. فكيف به والهلال يكسب اربع بطولات خارجية، ربما بعضها من أمام فريقه، وكيف به والمسئولون في الاتحاد الآسيوي قد توجوا الهلال سيداً للأندية الآسيوية.
** قارة آسيا على طولها وعرضها وعدد سكانها لم تجد غير الهلال توشحه سيادة الأندية الرياضية فيها، ربما لو وجد المشرفون في سكرتارية الاتحاد الآسيوي مخرجاً لزحلقة الهلال لفعلوها، لكنهم كانوا محاطين من كل الجهات بتفوقات الهلال وعلى جميع المستويات حتى انه حجز لنفسه مقعداً بين ابرز أندية العالم التي ستتنافس كرويا والقارة بأكملها خاصة عربها يعلقون كبير الأمل في ان يكون الهلال السفير المشرف لهم وان يشع في سماء البطولة، ويختال على أرضها بمهارة واناقة كروية تعودها الجميع من الهلال خاصة عندما يكون ليس للهلال أي مطلب الا الابداع.
** ولم يكتف الآسيويون باختيار الهلال سيداً لكرتهم بل زادوها باختيار نجم هلالي واحد هو نواف التمياط ليكون أفضل لاعب في القارة التي يتجاوز عدد لاعبيها الملايين، استطاع هذا الفتى الذهبي الواعد ان يكتسحهم بموهبته واهدافه التي سجلها لمنتخب بلده ولفريقه الهلال ومن خلال ابداعاته التي شهدتها عدة ملاعب آسيوية أن يحجب الاضواء من الجميع وان يستأثر لنفسه بفلاشات الابداع حاله حال فريقه الهلال.
** هذا هو الهلال وهذا قدره فلا يكاد الفريق يخرج من اعماق فرح بطولة حتى يجد نفسه في مواجهة بطولة أخرى، وليس غيره بين المنافسين من هو مرشح لنيل بطولتها.. حتى أصبح الهلال والبطولات صنوان لا يفترقان، وعندما تلعب الظروف ضد الهلال ويخسر بطولة، فانها لا تكون غير كبوة جواد أصيل سرعان ما يقف ويعاود الركض نحو منصات التتويج ليهدي لجماهيره الفرح مجدداً وليضيف لانجازات وطنه انجازات جديدة .
... اذا ليس بالغريب ان يظفر الهلال بلقب سيد القارة الآسيوية، فعدد بطولاته الخارجية والمحلية تؤكد أن لا فريق غيره جدير بذلك اللقب، وتسيد الهلال للأندية الآسيوية هو تعزيز لتسيد الكرة السعودية للقارة الآسيوية بثلاث بطولات مع تحقيق الوصافة مرتين خلال مشاركاته الخمس أي انه ان لم يكن البطل فهو رفيق البطل على منصة التتويج.
** واذا كان الهلال قد حجز لنفسه مكاناً بين اندية العالم، فانه لم يخرج بعيداً عن الطريق الذي تسير عليه الكرة السعودية والتي تاهلت مرتين متتابعتين لنهائيات كأس العالم.
** واذا كان الهلال قد حقق السيادة الآسيوية له كناد، فانه حقق المجد للوطن والذي نفخر جميعاً بكل انجاز يتحقق له تحت قيادة ربان السفينة الرياضية الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل بن فهد، ومن انجاز إلى إنجاز ليبقى الهلال مشعاً وتبقي الكرة السعودية محتفظة بتوهجها وتألقها ليكون الفرح والفخر لنا جميعاً كسعوديين ، هلاليين وغير هلايين.
فهذه المرة حققها الهلال عن جدارة وغداً يحققها غيره، هذا ما نتمنى لكن الاماني وحدها لاتحقق الإنجازات، بل يحققها العمل المترابط والمكثف والذي لايهم اي مساهم فيه ان تظهر صورته أو تبرز تصريحاته هذا ما يهمه ان يعمل لمصلحة ناديه، وهؤلاء هم الهلال دائماً، يختلفون حتى تعتقد ان شعرة معاوية قد قطعت بينهم ويلتفون حول ناديهم حتى تعتقد ان كل واحد منهم هو المسئول عن النادي.
** ومايفعله الهلاليون هو الذي يقود فرقهم للانجازات وهو القدوة الحقيقية التي لا ريب في ان تقتدي بها الاندية الأخرى حتى تكون كالهلال حضوراً وابهاراً واشراقاً، وكل عام والكرة السعودية أجمل وأقوى وأكثر حضوراً على جميع المستويات.
* رئيس تحرير الرياضية «السابق»
والناقد والكاتب الرياضي في جريدة «الرياض»
|
|
|
|
|