| القرية الالكترونية
* دوسلدورف- إيلمناو بقلم ماثارينا كلينك وجاي داوتري - د.ب.أ:
«عيناك بحيرتان تلمعان كنجمين في السماء»، مثل هذه العبارات الرقيقة التي لا يشترط أن يعنيها صاحبها جديا عادة ما كانت ترسل إلى المحبوب على أوراق معطرة وبخط رقيق رفيع. غير أنها اليوم باتت لدى الكثيرين ترسل عبر البريد الالكتروني أو كرسائل قصيرة عبر الهواتف المحمولة. والنتيجة هي ظهور ثقافة جديدة تعتمد قواعد جديدة في كتابة الرسائل الغرامية. لكن هذه الرسائل الغرامية الالكترونية تشبه إلى حد بعيد الرسائل التقليدية، فالصور البلاغية التي تحيكها الالفاظ برقة تكاد لا تتغير. لكن الوضع يختلف مع رسائل الهواتف المحمولة التي استتبع ظهورها نشوء لغة جديدة مختصرة للتعبير عن مشاعر الحب والغرام.
ويرى الخبراء أن نتيجة انتشار الوسائل الجديدة في عالم الاتصالات ارتفاع عدد من يتبادلون الرسائل الغرامية عن السابق.
وتقول المؤلفة أنجيلا كيسلر التي تبحث حاليا في موضوع «الرسائل الغرامية منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم» ان «رسالة الحب الكلاسيكية الورقية لن تختفي بسبب البريد الالكتروني ورسائل الهواتف المحمولة. ولكن دخول وسائل اتصال جديدة في هذا المجال تسفر أيضا عن دخول أشخاص جدد إلى مضمار تبادل الرسائل الغرامية».
وتضيف الكاتبة التي تجري بحثها في جامعة دوسلدورف الالمانية بالاشتراك مع زميلها ألكسندر بيرجز «العديدون ممن يجاملون غيرهم بهذه الطريقة أو حتى يرسلون رسائل غرامية طريفة على سبيل المزاح عبر البريد الالكتروني أو الهاتف المحمول يحجمون نهائيا عن كتابة الرسائل الغرامية». ويخشى الكثيرون من أن يظهروا كأغبياء بسبب عدم إتقانهم أسلوب الكتابة أو ارتكابهم أخطاء إملائية. وتضيف «ولكن عندما يتواصل الناس عبر البريد الالكتروني أو الرسائل القصيرة فكل شيء يبدو ميسرا ومرنا مما يساعد على تدفق الالفاظ العذبة».
|
|
|
|
|