| القرية الالكترونية
في خلال أسبوع واحد حظي مؤتمران عالميان مهمان في تقنية المعلومات برعاية واهتمام ولاة الأمر في هذا البلد حفظهم الله.
ففي جدة نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة أول مؤتمر دولي عن الصحة الالكترونية والمعرض المصاحب له. وحينما يعقد مؤتمر يهتم بالصحة الالكترونية ويحظى برعاية ولي العهد يحفظه الله فإن ذلك دليل على حرص ولاة الأمر واهتمامهم بصحة المواطن. كما ان استقبال سموه واستقبال صاحب السمو الملكي النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله للمشاركين في ذلك المؤتمر الدولي دليل حي على اهتمام ولاة الأمر بالعناية الصحية في هذا البلد، ويأتي ذلك لتأكيد ريادة المملكة في مجال الرعاية الصحية في المنطقة العربية.
وفي الرياض ونيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز المؤتمر والمعرض السعوديين الدوليين للتجارة الالكترونية 2001م، اللذين نظمتهما مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووزارة التجارة. ويهدف هذا المؤتمر الى بحث آخر التطورات في مجال التجارة الالكترونية والاستفادة من التجارب والدروس في هذا المجال، وكذلك بحث وضع التجارة الالكترونية في الشرق الأوسط والمملكة العربية السعودية.
وتقنية المعلومات كانت وما زالت احدى اهتمامات صاحب السمو الملكي ولي العهد، ويأتي على رأس ذلك مشروع وطني الكبير الذي يعد بحق البنية الأساسية في بناء مجتمع معلوماتي، لهذا فلا غرابة ان نرى اهتمام سموه بهذين المؤتمرين الدوليين المهمين في خدمة المواطنين وما لهما من أثر بالغ في تحسين الخدمات المقدمة وما لهما من أثر في النمو الاقتصادي.
وفي مقابل هذا الاهتمام الكريم من ولاة الأمر بهذه التقنية الفتية إلا ان هناك معوقات تبطىء من تحقيق تلك الطموحات ومن ذلك:
- قلة مستخدمي تقنية المعلومات بين سكان المملكة وقلة المشتركين في الانترنت. وهنا يبرز أمامنا التساؤل المنطقي التالي، هل يمكن بناء تجارة الكترونية اقتصادية فعالة مبنية على ما نسبته أقل من 3% من سكان المملكة )وهم المشتركون في الانترنت(؟ إنها شريحة لا تشجع كثيراً من المؤسسات والمتاجر في الدخول الى التجارة الالكترونية على الأقل في الوقت الحاضر. والسبب الرئيسي لقلة المستخدمين لتقنية المعلومات والانترنت هو بكل بساطة ارتفاع تكلفة هذه التقنية، فالاشتراك في الانترنت يعتبر بكل المقاييس عالياً. هذا على المستوى الفردي أما على المستوى المؤسسي فهو كذلك لا يشجع، فبناء المتاجر الالكترونية يحتاج الى امكانات لا تستطيع كثير من المؤسسات والشركات الصغيرة عليها كذلك تكلفة الاتصالات عالية ولا يوجد خيارات كثيرة في طريقة الاتصال، كذلك الاعتمادية شبه مفقودة، فمن يضمن لأولئك تعويض الخسائر في حال تعطل شبكة الاتصالات لفترات زمنية كبيرة، لهذا نصل الى النتيجة المهمة التالية وهي ان استخدامات التجارة الالكترونية في وضعنا الحالي لا تبرر الاشتراك في الانترنت المكلف، وذلك في ظل الشبكة الحالية حيث لا يوجد هناك خيارات أمام الاستخدام الفردي غير خطوط الهاتف العادية، مع العلم ان هناك تقنيات جديدة تعد شركة الاتصالات بتقديمها في الأيام القليلة القادمة مثل تقنية ISDN وتقنية DSL اللتين سوف توفران الاتصال بالانترنت بسرعات عالية، إلا انه من المؤكد وحسب الخبرة السابقة مع شركة الاتصالات فإن هاتين التقنيتين سوف تكونان خارج نطاق امكانات المواطن العادي، لهذا فلن تخدمان التجارة الالكترونية وغيرها من استخدامات تقنية المعلومات التي تعتمد على الاتصالات، وذلك ما دام العامل الرئيسي في المعادلة غائباً وهو المواطن.
- من المعوقات كذلك، النظام البيروقراطي في المؤسسات التقليدية الذي سوف يكون القيد المكبل للتجارة الالكترونية مالم ينظر في اعادة تنظيم تلك المؤسسات الراغبة في دخول عالم التجارة الالكترونية وعالم تقنية المعلومات.
- غياب التشريعات والقوانين المنظمة لعلاقة التجارة الالكترونية كذلك التخوف من عدم أمنية المعلومات.
هذه بعض المعوقات وليست كلها أردت مجرد الاشارة اليها وذلك لضيق الوقت وبقيت كلمة لا بد من الاشارة اليها وهي أننا إذا أردنا الدخول بحق الى عالم تقنية المعلومات بما في ذلك تقنية الانترنت، والتجارة الالكترونية، والحكومة الالكترونية وغير ذلك من تقنيات العصر التي لها دور فعال في جميع شؤون حياتنا فلابد من تأمين اتصالات سريعة وذات اعتمادية متينة وفي نطاق امكانات الانسان العادي، فالاتصالات هي شريان حياة تقنية المعلومات وبدونها لا يمكن الاستفادة من هذه التقنية الحيوية الاستفادة الكاملة.
mmshuhri@yahoo.com
|
|
|
|
|