| الريـاضيـة
^^^^^^^^^^^
كل شيء في الاتحاد يدعوك للحضور والمتابعة والدهشة، كل شيء في الهزيمة، في الخلاف والاختلاف في الانتصار وعند الحب ونمطية العشق، وهتافية الحضور في المدرجات أمام كل تلك الأحوال الاتحادية تجد نفسك تتقبل دعوة استثنائية لاستشفاف صورة عميقة لتركيبة بيت «العميد» الذي يجمع بين المتضادات، ، لكنه يخرجك بانطباع واحد أنه «اتحاد»،
^^^^^^^^^^^
نعم، ، الاتحاد كان ومازال منذ 70 عاماً حالة متصلة ومنفصلة في ذات الوقت عن الآخرين في تكوينه وتسيير أموره ورجاله وأحداثه وصناعة المنجز البطولي،
فلا يستيقظ «النمر» الاتحادي إلا إذا اختنق بحصار الاشكاليات، ، ولا يدعوه للتحفز والانقضاض سوى لغة «التحدي» حتى مع ذاته، ، ولا يجهده إلا محبوه، ، ولم يعد يعتاد إلا الهرولة الاحترافية المتمرسة على درب البطولات،
سر البطولات
قد يتساءل الكثيركيف تحول فريق الاتحاد العريق من مقيم دائم في المناطق الدافئة من المنافسة في سنوات مضت، ، أو زائر سرعان ما يرحل أو يخطف بطولة إذا ما حضر في تلك الدائرة الذهبية؟
أولاً: كانت البداية من عهد إدارة الجمجوم إلى بداية عهد إدارة اللامي «ما بين موسم 1415 و1416ه» عندما أعلن خلال هذين الموسمين عن تصفية جيل الفوال والسويد والغراب والفريج وعبدالله جابر وغيرهم تباعاً من أنصاف اللاعبين،
ثانياً: احلال اللاعبين الشباب من داخل النادي أمثال خريش وجاري والخطيب وخميس ومبروك وباسم وتدعيمهم بلاعبي الخبرة الجميل والخليوي وخليفة وجبرتي ،
ثالثاً: المدرب البرازيلي كامبوس دوراً بارزاً في زرع الثقة وروح المنافسة في دواخل أولئك اللاعبين الشباب واستطاع أن يصنع منهم فريقاً منسجماً بروح «واحدة» لذا دخل به منافسات المربع الذي تصدره ومسابقة كأس ولي العهد، ، وإن لم يثمر عن بطولة، ، لكنه وضع لبنة فريق يحتاج لبعض «الرتوش»،
رابعاً: موسم «1417ه» بداية العصر الذهبي «زمن الاتحاد» تم احضار مدرب في كفاءة ديمتري يستطيع توظيف اللاعبين، ، اضافة إلى احضار عناصر احترافية منتجة، ، واهتمام إداري مكثف، ، وخلف كل ذلك كان عضو الشرف الفعال «أسعد عبدالكريم» الراعي الرسمي منذ الوقت إلى الآن للبطولات الاتحادية،
بطولة خاصة:
أبداً لم يكن جمال الاتحاد في احرازه البطولات بالتوالي أو حصدها بطريقة الثنائية والثلاثية والرباعية، ، أبداً لم يكن ذلك هو البعد المميز في الاتحاديين لاعبين وإدارة وأعضاء شرف،
فيما يستقر ويتلبور المنجز الاتحادي بصدق في تلك المثالية الخاصة والمفتقدة منذ زمن من ملاعبنا والتي تأتي في صورة «ابتسم عند الهزيمة وتواضع عند النصر»،
لقد استطاع الاتحاديون أن يحصدوا «10 كؤوس مختلفة» خلال خمس سنوات، ، ومع ذلك لم تصدر منهم إساءة أو شماتة تلميحاً أو تصريحاً ضد منافسيهم الخاسرين، ، حتى جارهم اللدود «الأهلي» الذي انتزعوا منه ثلاث بطولات وأخرجوه من بطولتين وهزموه مراراً بالأربعة، ، لم يحاول أي لاعب أو إداري أن يتهكم عليه كاستغلال للحالة الفراحية الخاصة التي يعيشونها بالانتصار عليه، حتى لو كان بذلك الشكل والحجم الكبير والمتوالي، ومن وجهة نظر خاصة هذه بطولة تسجل للاتحاديين،
إنها الشعبية:
لقد أدت السنوات «العجاف» الاتحادية المتقطعة ما قبل عشرين عاما من موسم 1417ه إلى نمو بطيء لقاعدة الاتحاد الجماهيرية الكبيرة التي توسعت مع نشأته وبطولاته ما بين عام «1347و1400ه»،
وان تجاوزنا ترتيب الشعبية القضية الأكثر جدلاً بين أنصار فرق «الهلال والاتحاد والأهلى والنصر» واعتبرنا الاتحاد ثانياً أو ثالثاً، ، فإن المعطيات الحالية ستمنحنا افرازاً طبيعياً أن الشعبية الأولى ستكون للاتحاد،
كون شعبية الفرق ترتكز على ثلاثة عوامل أولها البطولات، وثانيها النجوم، وثالثها التأثير الإعلامي والشخصي من المحيطين، والاتحاد بات يمتلك تلك الركائز الثلاث بشكل قوي،
اضافة أن المدرجات الاتحادية تحديداً أنشأت علاقة حميمة مع صغار السن الذين باتوا يشكلون أكثرية فيها دون مدرجات الأندية الأخرى لعبت الأهازيج الاتحادية دوراً مهماً في ذلك وهم الورقة الرابحة التي سيدخل بها الاتحاد لانتزاع ورقة الشعبية الأولى بين أندية الوطن في السنوات الخمس القادمة، إن لم يكن أقل بكثير،
* مسؤول التحرير بصحيفة «عالم الرياضة»
|
|
|
|
|