| عزيزتـي الجزيرة
يكثر الحديث والنقاش في المنتديات والمؤتمرات التي تناقش قضايا المصابين بالإعاقات الجسمية هل نسميهم «معاقين» أم نطلق عليهم « ذوي الاحتياجات الخاصة»وإن كنت من الذين لا يحبون أن يتوقفوا كثيراً عند المسميات ويطيلوا حولها النقاش وإنما لابد من تجاوزها إلى قضايا الإعاقة نفسها، ولكني أود أن أشير إلى بعض القضايا التي قد تكون سبباً في الاختلاف القائم بين الفريقين.
إن مصطلح «ذوي الاحتياجات الخاصة» لدى المهتمين بالتربية والتعليم وذلك لفئات من الطلاب لديهم موانع أو عوائق قد تكون ذاتية أو بيئية تحول دون تعلمهم بالطريقة العادية السليمة المستخدمة في المجال التعليمي حيث إن هذه الفئات تشمل أولئك الذين لديهم نقص في معدلات الذكاء أو الذين لديهم إعاقات حسية أو حركية تحول دون استفادتهم من وسائل التعليم العامة بدون توفير وسائل مساعدة لهم في ذلك.
كما أن مصطلح «ذوي الاحتياجات الخاصة» شمل أيضاً أولئك الذين لديهم درجات الذكاء أعلى من المعتاد أو ما يطلق عليهم «الموهوبون» وذلك لأنهم بحاجة الى طرق ووسائل من التعليم تختلف عن الطرق التقليدية وذلك مراعاة لمواهبهم حتى يتمكنوا من التعلم بالطريقة التي تتناسب مع ملكاتهم في ذلك.
وكما يتضح لنا في مصطلح «ذوي الاحتياجات الخاصة» نجد أنه مصطلح واسع يدخل في إطار المعاقين وغيرهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يصر أولئك الذين يرون استبدال كلمة«المعاق» بمصطلح «ذوي الاحتياجات الخاصة»؟
وعادة ما يكون جوابهم بأن هذا أخف وطأة على نفسيات هذه الفئة واقل أثراً من كلمة «معاق» ولكني أتساءل من الذي جعل كلمة «معاق» وصمة عار وخجل؟ أليس هو المجتمع، كما اسأل ثانية لماذا القول إن هذه الكلمة الجديدة أخف وطأة من كلمة«معاق» أليس مع الزمن ستصبح مثل سابقتها ويصبح ««ذوو الاحتياجات الخاصة» مصطلحاً يطلق على هذه الفئة دون غيرها، ونعود أدراجنا نبحث عن مصطلح جديد يكون أخف وطأة على نفسية هذه الفئة.
إن العمل الصحيح هو أن نعمل جاهدين على تغيير نظرة المجتمع لهذه الفئة وعدم ازدرائها أو تهميشها أو عزلها عن المجتمع ولتكن هذه الفئة كغيرها من فئات المجتمع الذين تكون «الاعاقة» إحدى خصائصهم التي تفرقهم عن غيرهم ولكنها لا تعزلهم عن مجتمعهم ثم لماذا لا نسعى جاهدين كما سعى غيرنا من المجتمعات الغربية إلى بناء الثقة في نفس هذه الفئة، حتى تصبح معتزة بإعاقاتها وتدافع عنها وتقيم لها المنتديات المختلفة، وتصبح صوتاً تدافع عن حقوقها واحتياجاتها.
ثم إن بقاء مصطلح«إعاقة» خصوصاً في بداية السعي لإيجاد خدمات مناسبة لهذه الفئة لتكون أكثر فاعلية، ولو نظرنا إلى المجتمعات الغربية التي أصبحت قضايا الإعاقة تتصدر قوائم الأولويات لديهم لوجدنا أن كلمة «إعاقة»، «وشخص معاق» مازالت قائمة عندهم حتى أن تشريعاتهم مازالت تسمى بتشريعات الإعاقة «Disability act» وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية والتاريخ الإسلامي لوجدنا أن كلمة «أعمى»، «أعرج» وغيرهما مستخدمة ولم تؤثر في نفسيات أولئك بل كانت لهم مشاركتهم الفاعلة في بناء المجتمع المسلم من أمثال عبدالله بن أم مكتوم رضي الله عنه، وعمرو بن الجموح وغيرهما الكثير رضي الله عنهم.
وقد صنف عدد كبير من المؤلفين في الغرب والمهتمين بالقضايا الاجتماعية في الإعاقة ومنهم أشخاص معاقون يدعون إلى تسميتهم بإعاقتهم لأنهم كما يقولون «إنها مصدر تميزهم».
كما أن منظمة «الأشخاص المعاقين الدولية» DPI)) ذات القصة الشهيرة في نشأتها، التي نشأت على هامش أحد الاجتماعات لمنظمة التأهيل الدولي«RI» وذلك بعد أن رفض القائمون على منظمة التأهيل الدولي تحقيق طلب مجموعة من الأشخاص المعاقين أن تكون نسبة التمثيل 50% للأشخاص المعاقين.
د. شاهر بن ظافر الشهري
|
|
|
|
|