| عزيزتـي الجزيرة
الشيخ مبارك بن محمد آل رشود علم تربوي أنّى لمثلي أن يكتب عنه؟! غير أني أحببت الإشارة إلى مواقف عايشتها مع الشيخ لعل في روايتها بعض الفائدة للقارئ الكريم مع كونها من الوفاء للشيخ
حقاً إن للشيخ هيبة تعلوه جالساً وواقفاً؛ إلا أن محبته لابد وأن تأسر مخالطيه. لا أنسى عام 1407 في مخيم تربوي أقامه المعهد حينما كان الشيخ يشاركنا نحن الطلاب مشاركة حقة في مختلف مناشط المخيم فعلى الرغم من فارق السن وتشعب الهم وكثرة المشاغل لدى الشيخ إلا أن ذلك كله لم يمنعه من تبادل (الإرسال والاستقبال) معنا في كرة الطائرة.
وفي عام 1408 كتب لي شرف التتلمذ المنهجي على الشيخ في مادة العقيدة حين قام بالتدريس عوضاً عن الشيخ عبدالله العثمان نظراً لحالة الشيخ عبدالله الصحية ولما آزف ذلك العام الدراسي على الرحيل دخل علينا الشيخ مبارك مودعاً لطلاب السنة الثالثة الثانوية فكانت دموعه الممزوجة بنشيجه تسابق عباراته الصادقة مما كان له الأثر الملموس على نفوس الطلاب مع اختلاف طبائعهم ومستوى جديتهم. ولم يزل الشيخ منذ تعييني مدرساً في المعهد عام 1412 إلى يوم كتابة هذه المقالة وهو دائم الاهتمام بي ملازماً لنصيحتي وتوجيهي في أمور شتى، أما وصيته لي سراً وعلانية بطاعة ولاة الأمر والتعبد بذلك فأكثر من أحصرها. ومن عباراته الدائمة لي قوله: يا شيخ ابراهيم، أصلح مابينك وبين الله والباقي هين.
وما أجمل تشبيهاته البلاغية التربوية عندما يشبه أبناءه الطلاب بالزهور التي تحتاج إلى رعاية فائقة مع عدم الملل ولا استطالة للطريق حتى نراهم غداً متسنمين مواقع التوجيه والتأثير في التعليم والقضاء وغيرهما من المواقع التي يسهمون من خلالها في خدمة أمتهم ووطنهم.
وحسن عباراته وانتقاؤه أطايب الكلام يشهد به من خالطه من مرؤوسيه المنصفين؛ فالمدرس عنده هو الشيخ ولو كان من تلاميذ تلاميذ تلاميذه!
وأخيراً فعزاؤنا لجامعة الإمام التي تودع مديراً من مديري معاهدها، تودع رجلاً من تلاميذه من هو في رتبة (أستاذ دكتور)! ولايزال هذا المدير وقبل تقاعده بأيام معدودات متمتعاً بهمة متجددة حتى يخيل لمن يراه أن قرار تعيينه مديراً قد صدر أمس أو قبل أمس!! وداعاً أبا محمد ونفع الله بك حيث كانت وجهتك، وجعلك الله كالغيث أينما وقع نفع، وصلى الله على نبينا محمد.
إبراهيم بن عبدالله السماعيل
المدرس في المعهد العلمي في الملز
|
|
|
|
|