| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى على ذي لب ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من اهتمام كبير بالتربية والتعليم، وما هذه المنشآت العملاقة والمدارس ذات الاعداد الكبيرة الا شاهد على هذه الجهود.
وبعد هذه المقدمة المختصرة أود الحديث عن احدى اهم الركائز الاساسية في مجال التربية والتعليم، ألا وهو المعلم، واخص بالذكر هنا معلم المرحلة الابتدائية «للاهمية».
ان ما تقوم به وزارة المعارف من اهتمام كبير بالمعلم والعمل على اعداده وتطويره لهو دليل صادق على الاهتمام بالمستقبل المشرق ان شاء الله لهذه البلاد المباركة.
ومن واجبي، وايمانا مني بأن على كل فرد من افراد المجتمع مسئولية خدمة هذا الوطن الغالي، كانت مني هذه الكلمات فان اصبت فمن الله، وان اخطأت فمن نفسي والشيطان فاستغفر الله واتوب اليه فما اردت الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله.
ايها الاخوة الكرام: ان هناك عوامل وامورا تضعف مسيرة التربية والتعليم لدينا تحد من الاستفادة من الامكانات المتوفرة لدينا، فهي تخص اختيار واعداد المعلم فهذان الامران، اساس نجاح مسيرة التربية والتعليم في اي بلد. فاختيار واعداد المعلم لدينا ضعيف جدا فليس هناك قواعد واسس يتم من خلالها اختيار المعلم وليس لدينا مناهج وبرامج تشبع وتنمي وتطور من قدرات المعلمين.
فسوف اتحدث عن هذين الامرين على مستوى كليات المعلمين دون غيرها، لانها هي التي تقوم بتزويد المدارس الابتدائية بالمعلمين.
فأعلم ان هناك من يوافقني «وقليل ما هم» فليست المشاهدة كالمعاينة فمن يرد الحقيقة فليبحث عنها في اروقة بعض الكليات، فالواقع يشهد واصحاب العقول تشهد والحال يشهد وكفى بالله شهيداً.
أولاً: اختيار المعلمين
فاختيار الطلاب المتقدمين لكليات المعلمين اختيار شبه عشوائي، بدليل امرين لا ثالث لهما:
«أ» المقابلات الشخصية:
فهي بإيجاز عبارة عن مقابلات لا يتعدى كونها «روتينية» لم يعد لها قواعد واسس علمية بموجبها يتم اختيار الطلاب ولكن الواقع هو مناقشة بين المقابِل والمقابَل تتضمن عددا من الاسئلة التي لا تبرز مدى صلاحية الطالب من عدمها «ما اسمك» و«كم كانت نسبتك» واسئلة غير مهمة، بل ان احدهم سأل احد الطلاب «كم تبعد مدينتك عن هذه الكلية» ومن ثم يتم اختباره بقراءة شيء من القرآن.
«ب» الاختبارات التحريرية:
واذا ما ذهبنا الى الاختبارات التحريرية وجدناها لا تشمل الجوانب الاساسية والمعايير الدقيقة لاختيار الطلاب فأغلبها عبارة عن اسئلة وقطعة يقوم الطالب بإعادة كتابتها وتصحيح الاخطاء الاملائية ان وجدت والادهى والامر ان يوضع لهذه الاسئلة اختيارات.
فاختيار الطلاب في كليات المعلمين «الا من رحم ربي» سلبي جدا وهذا هو الطابع العام على اغلب كليات المعلمين ، ويمر بمعوقات كثيرة منها العشوائية، الواسطة، اللا اهتمام بوضع الاختبارات التحريرية والمقابلات الشخصية واليكم بعض الامور المعينة على الاختيار الصحيح:
1 يجب الا يكون «المعدل العام» للطلاب المتقدمين هو المقياس الاول فالمعدل ليس المقياس الحقيقي لمستوى الطالب، فربما كان هناك طالب مجتهد ممتاز شغوف بطلب العلم ويخفض معدله مادة او مادتان كاللغة الانجليزية مثلاً.. فبأي حق نحرم طالبا كان متفوقا في اللغة العربية مثلا، أو في الرياضيات او في مواد اخرى بسبب مادة أو اخرى، فلماذا نعطل ونحطم عقولا ربما تفيد المجتمع، وربما لو تخصص مباشرة في المواد التي يميل اليها ومتفوق بها لحصل ونال اعلى الشهادات واصبح معلما مفيدا لوطنه ومجتمعه.
2 قبل خمس سنوات كانت نتائج الثانوية العامة منخفضة جداً، وقليل جدا من يحصل على ممتاز، وكان الطالب لا يحصل على الشهادة الا بعد تعب وعناء اما في السنوات الاخيرة فقد ارتفعت المعدلات وكثرت نسبة الحاصلين على تقدير ممتاز، وهنا اسأل سؤالاً:
هل مستوى الطالب في الماضي «اي قبل خمس سنوات» كان ضعيفاً، وهل طالب السنوات الحاضرة مستواه مرتفع؟! في الحقيقة مستوى الطالب الاول افضل بكثير عن مستوى الطالب الثاني، لسبب انه لم يكن من السهل على اي طالب الحصول على شهادة الثانوية العامة فكان الذي يأخذها يأخذها بعد كد وسهر، اما الطالب الثاني فهو يعلم قبل الامتحان هل هو ناجح ام لا؟!! بسبب ما تقدم له للوزارة من تسهيلات وتخفيضات مثل ليس من الواجب ان يأتي بثمانية وثلاثة ارباع الدرجة في ورقة الاجابة فبمجرد ان الطالب يتجاوز خمسين درجة الحد الادنى يعتبر ناجحا حتى لو لم يكتب الا اسمه في ورقة الاجابة. فقلت المعلومة والمعرفة لدى طلاب السنوات الاخيرة مع تزايد اعداد الحاصلين على ممتاز، ومن اراد التأكد من ضعف مستوى الطلاب الآن فلينظر الى معدلات الطلاب في الفصلين الاول والثاني في الصف الثالث الثانوي وقارنوا بينهما فسترون اختلافا كبيرا.
اذاً خلاصة القول ان المعدل ليس المقياس الحقيقي لمعرفة مستوى الطالب ومدى صلاحيته في كليات المعلمين.
ولاكتشاف مستوى الطالب ومدى فاعليته ومناسبته لكليات المعلمين اقترح ان يكون هناك مركز في كل كلية ينتظم فيه المتقدمون لمدة معينة ويتم تفعيل هذا المركز بالمحاضرات التربوية والتعليمية عن طريق تربويين متخصصين في هذا المجال مع مراعاة القدرات الفردية لكل طالب والتطبيقية ويتم فيه اثارة قضايا تربوية ويعرف مدى تفاعل الطالب معها وبعد ذلك يتم اختيار الطالب بعد ان تم التعرف على شخصيته.
وهنا يجب قدر المستطاع الا تدخل الواسطة في ذلك فهي ربما تجدي بأي قطاع ولكن قطاع التربية والتعليم خاصة ليس لكل من هب ودب فالمسألة لا تتعلق بكونها وظيفة ممتازة وراتبا محترما فالقضية تتعلق بعقول، نعم ارواح غالية على الوطن والمجتمع.
ثانياً: المناهج في كليات المعلمين:
فالمناهج في كليات المعلمين بخيلة جدا ولا تنفق على طالبيها فهي عبارة عن «مذكرات» قليلة الصفحات ليس فيها جديد لطالب العلم فجميع ما يدرسه الطالب في السنتين الاولى «الاعداد العام» لا تفيد الطلاب لانها دروس نظرية مكرورة وسبق له دراستها..
فالذي يأخذه الطالب في الترم الاول والثاني موجود في الصف الاول والثاني المتوسط وهكذا فدراسته لها مضيعة للوقت فأين طلب العلم، وما فائدة محاضرين يحملون اعلى الشهادات والنهاية دروس لو احضر لها طالب يحمل الثانوية العامة لقام بشرحها وتدريسها والله ايها الاخوة الكرام ان هناك مقررات تدريس في بعض الكليات يستحى من قراءتها فضلا عن تدريسها، فمن يريد الحقيقة فليمر على تلك الكليات ويتقص الحقائق بنفسه وليسأل من يعرف في تلك الكليات.
فيما يتعلق بالمناهج اقترح ان يتم توحيد المناهج في كليات المعلمين وكذلك الاختبارات واعتقد انه عندما يتم تطبيق ذلك فسيكون الامر نافعا ومفيدا للجميع..
واقترح كذلك ان يتم تشكيل لجنة تصحيح في كل كلية وتقوم كل كلية بإرسال اجابات طلابها الى كلية اخرى فمثلا اجابات طلاب كلية المعلمين في حائل ترسل الى لجنة التصحيح في الرس والعكس وهكذا جميع الكليات.
وبذلك قامت الحجة على الجميع، وبذلك ايضا يعرف الباطل العاطل عن البطل الواعد، فيسقط البطال بعيدا عن منازل الابطال.
اما الوضع الحالي فمختلط الحابل بالنابل فالمناهج سهلة ميسرة للجميع، انا لا اطالب بتعقيد المناهج بل اطالب بمناهج تفيد طالب العلم في الدارين وتكون عونا للمعلم في مسيرته التربوية والتعليمية.
وفي الختام اشير الى انه هناك كليات طريقة اختيارها لطلابها ومناهجها جيدة الا انها قليلة جدا، والحق انها جامعات بما تقدمه من خدمات لطلابها «تربوية، وتعليمية» فتشكر على ما تقوم به.
هذا وصلى الله على سيدنا محمد.
عبدالله السويدي - حائل
|
|
|
|
|