| محليــات
** لعل أي منعطف زمني في حياة الإنسان يأتي بمتغيِّرات جذرية...، ولا أصعب من تلك التي يكتشف معها الإنسان القادم، ما فرَّط فيه الإنسان الماضي، ذلك الذي مرَّ بالمنعطف فلم يحسن التمسك بالثوابت في رحلاته الحياتية.
.... هذا لكم... أما ما هو لي فأقول:
*** كتب سالم عبدالعزيز السالم: «يسرني أن أبعث لكم نسخة من كتاب «تأملات في المرأة ودعاوى التحرير» آمل أن تجدوا فيه ما يفيد، كما آمل تزويدي بما لديكم من ملاحظات واقتراحات حول موضوع هذا الكتاب بخاصة، وموضوع السلسلة بعامة...»
*** ويا سالم: كتابك قيِّم في موضوعه، وهو يأتي في وقت يحتاج فيه المجتمع المسلم إلى توعية واعية على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي انتزع بخلقه الرباني العظيم مجتمع الجهل إلى العلم، والظلام إلى النور في هدوء، واستشفاف، والمخاطبة بالحسنى...، وإنِّي والله يشهد أرى في هذا العصر أنه عصر الجاهلية المكابرة، على الرغم من كل ما يحيط بهذه الحياة من وسائل وسبل وإمكانات ونعم وأوَّلها نعمة التعليم، غير أن ما يحيط بالأمة المسلمة من «ضغوط» برَّاقة تقع فيها العناصر الجاهلة والضعيفة في مهب الريح التي تثيرها... وأوَّلها أساليب الجذب والإغراء، وهناك من الرجال من يقع تحت سطوتها... ولا حاجة للمسلمين من دعوة واعية على بيِّنة وبأساليب هادئة قادرة على التأثير غير هذه الفترة التأريخية. ولقد اخترت في كتابك هذا ضمن سلسلة قضايا نسائية معاصرة محاور ثلاثة كلٌّ منها يتصدر الثاني في الأهمية فهي بالترتيب: بريق الحضارة الغربية الإعلام والمرأة الواقع المعاصر للمرأة المسلمة. وجميعها من المحاور الموضوعية المناسبة للنقاش والبسط وتوعية المرأة. بل الرجل أيضاً في صددها...
ولعل هذه السلسلة تكون تنهج المنهج الذي يستطيع تجاوز مأزق المناهج التي لا تؤثر ولا تقود إلى الهدف منها. ذلك لأنَّني لاحظت أنَّ أسلوب معالجة المحاور جاء في طريقة متدرجة مترابطة واضحة آمل أن ينفع الله به وأن يكتبه لك في الصحائف الناصعة يوم لا ينفع مال ولا بنون. وأشكرك... وسوف أتناول هذه المحاور في مقالات هذه الزاوية بما تستحقه من الاهتمام لعلِّي أسهم معكم فيما نهدف إليه مرضاةً لله تعالى.. والله يحفظك.
*** كتبت نورة بدر العتيبي من الخبر: «... كان الأول من محرم، قرأت زاويتك، أحسست بروعة الخطاب والمخاطب، تابعت الموضوع بشغف...، تمنيت منه المزيد، لكي يرعب خفافيش الظلام... حماكِ الله، لسنا نعاني من مأزق الأخلاق فقط، بل احتضار الأخلاق، ولست والله أبالغ، ما نسمع، ما نقرأ، ما نشاهد في واقعنا، في فلسطين وأفغانستان، بين العرب، وفي بلاد العرب، على المستوى القومي العام، أما سوى المسلمين فإلى الجحيم، ذكَّرتكِ بتلك الآلام لكي يكون ما أسطره لكِ على هذه الورقة ليس ناتج تجربة شخصية أو معاناة نفسية من امرأة ترتاد العيادات النفسية، تبحث عن عقارات أو جلسات توقف الاحتضار الحاصل من حولها فماذا تفعل؟!... وإنما هي قضية على مستوى الجماعات والأفراد، فالأخ الحبيب يجمع حروف كلماته لتوافق رغباته كي يستخدمها سيفاً يقتل بها أجمل وأصدق رابطة بلا رحمة ولا شفقة تجمع بينه وبين إخوته وأخواته،... الصديقة: عند أول ضيق يعتري حياتها، تبيع عشرة السنوات التي تقاسمت فيها مع صديقتها أيامها ولياليها، حزنها مع فرحها، تجعل منها شخصية منبوذة وترميها بما ليس فيها، تقتلها بوخز النظرات الطاعنة، الشاكَّة، تملأ الآذان بالهمسات القاتلة من حولها... يتعبك السؤال، وتفقدك الإجابة توازنك، تبحث الصديقة عن النسيان،... تلجأ إلى من أحبت بجنون، من تقاسمت معه عشرة العمر، عشت معه تحت سقف حجرة واحدة سنوات طويلة، يعرض عنك، تلح في طلب العون والمساعدة، تفتقد وجوده، تحتاج إليه، لينتشلك من شتات الفكر، ويحميك من
انكسار الخاطر، وبدل الاحتواء منه يجمع ما بقي من جسدك المنهك في زاوية، يقتل ما بقي من الخير في داخلك، ما بقي من الحب للحياة، يستعرض عليك عضلاته، تسقط سنوات عمرك أمام عينيك مع كل صفعة ولكمة وصرخة وشتيمة...، يدمِّر احترامك لنفسك، يجعل منك كبش فداء لاحتضار أخلاقه، كلهم يحتضرون، وبلا جواب، تفضِّل الصمت من أجل دموع بريئة تحتضر.. تفضل الانزواء داخل غرفة مظلمة بعيداً عن أعين البشر... ترجو ما عند خالق البشر...
عزيزتي خيرية، كنتِ فعلاً بصيص ضوء في ذلك السرداب المظلم، شجَّعني على أن أنفض الغبار عن طاولتي وأخرج وريقات بالية وقلماً جافاً لم أقربه منذ أربع سنوات لأكتب لك هذه الرسالة التي آمل ألا تسبب لك الضجر والكدر، فقد اختلطت الدموع بالحبر وأنا أخط لك. أسفاً أسفاً على حاضر غائب، وماضٍ فائت في زمن «احتضار الأخلاق». في زمن سوق البضاعة الرخيصة وترويج المستهلك البالي من الأخلاق الفاقدة، إن كانت تسمى أخلاقاً... عزيزتي: القائمة طويلة والاحتضار مستمر فاستمري بقلمك في إيقاف ذلك الاحتضار وتقبَّلي صدق مشاعري أخيراً.».
* ويا نورة: قرأت رسالتك.. أنسبت معها انسياباً لم أجدني إلا عند آخر حرف منها.. ذلك لأنكِ لست وحدك تبكين الأخلاق، فكلُّ رسالة تصلني تحمل مشكلة اجتماعية سببها تدني الأخلاق عند المتعاملين من البشر مع بعضهم أشعر معها بحاجة إعادة تربية الإنسان وفق الخلق العظيم الذي أسس له القرآن الكريم وجاء به أنموذج محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. أشكرك على ما كتبِ، وأشكر ثقتكِ التي عبِّرت عنها في خطابك... و.... وحماك الله.
* إلى: كل دعوة تردني من الإخوة والأخوات في جمعية الأطفال المعوَّقين ولا أتمكن من الاستجابة أود أولاً الشكر على اهتمامهم ومواصلتهم، وعذري عن عدم الوفاء بالدعوة هو وصولها متأخرة كثيراً عن موعدها.
هناك وسيلة أكثر سرعة هي هاتفي الذي لديكم. وشكراًمع دعائي إلى الله أن يوفقكم لكل عمل خير تقدمونه للأطفال.
إلى: الأستاذ الفاضل علي بن سليمان الصوينع أمين مكتبة الملك فهد: أشكرك جداً على مواصلة تزويدي بمطبوعات المكتبة وآخرها (مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية) بما فيها من الموضوعات القيِّمة. وفقكم الله وسأحاول الوفاء بطلب الإسهام في الكتابة لها. فهذه المكتبة رمز، وأملنا أن تظل في كلِّ أدوارها في تفرُّد الرمز.
إلى: فاطمة عبدالله الصانع: لا ألومك فيما تفكرين بشأن تقديم استقالتك، ولكن هناك حلاً أمثل هو محاولتك تجنب أي إشكال بينك وبين من يريد إزعاجك، فأداء واجب العمل يفترض الإخلاص له والتجرُّد فيه وعدم خلط الأمور الشخصية بالعمل. وثقتي في أنًًّك خير من يقدِّر ذلك.
* عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص.ب: 93855
|
|
|
|
|