| مقـالات
قدرة المسؤول يجب أن تقاس بمهاراته في جعل الجهة التي يديرها مبنية على نظام مؤسسي منظم تتشكل قنواته لتصل بالنهاية الى انتاجية أكثر رقياً. ولقد تحدثت قبل عدة أشهر أن بعض الجهات حين يغيب عنها العمل المنظم تضطر الصحافة غير راغبة بأن تقوم بالاشارة الى بعض القصور في أدائها او تنوب عنها بالدور الذي يفترض ان تقوم به هي والطلب الذي تقدم به وكيل وزارة العمل للشؤون الاجتماعية الاستاذ عوض الردادي للصحف في عدم عرض مشكلات الفقر لأنها تمثل تسولاً واضحاً واعطاء صورة غير صادقة لما عليه المجتمع من بحبوحة في العيش.. هو كلام نقبله بشروط ونحلم به ونتمناه ولعله يذكر حديثي عن طلبات الوظائف وتسولها عن طريق الصحف ووصفي لها أنها إثبات ودليل على غياب العمل المؤسسي المنظم في جهاتنا والغريب في الأمر أن الأستاذ عوض نفسه قد تجاوب مع طلبات الوظائف إياها وتبرع ذات يوم بوظيفة او وظيفتين من وظائف وزارة العمل.. إثر ما نشرته الصحف فلماذا لم تصل هذه الوظائف لأصحابها دون ان يلجئوا للصحف؟! ان هذا يعني ان الصحف تقوم بدور لا تقوى عليه الوزارة منفردة.. وليس لدى الوزارة قنوات منظمة يستطيع من خلالها صاحب الحاجة او الحق الوصول اليه او تحقق مطلبه عبرها.. فهل اقتنعت أخيراً وكالة الوزارة للشؤون الاجتماعية بجدوى ترتيب وتنظيم احتياجات الناس والنظر في أصحاب الحاجة الماسة الذين يعانون من اوضاع اجتماعية قاهرة وساهمت في جدولة طلبات التوظيف حسب حاجات اصحابها ونسقت بذلك مع الوزارات والجهات المختلفة.. وحفظت ماء وجه المواطن المحتاج وكفلت له حقه كما تريد الدولة رعاها الله وهل هذا يعني ان وكيل الوزارة تفاعل مع المقترح السابق والذي دعوت فيه الى تكوين لجان من وزارة العمل وديوان الخدمة المدنية ووزارة المالية تنظر الى جدولة احتياجات الناس للوظائف وفق ظروفهم المادية والأسرية.. فلا يتساوى في التوظيف طلب أرملة ترعى صغاراً لا عائل لهم مع طلب فتاة تعيش في كنف أبويها المقتدرين ولا يتساوى شاب مقتدر مع شاب يتيم أو فقير. إن الدور الذي كنا ننادي به هو ألا يسعى بعض المسؤولين الى التفاعل مع مشكلات الناس تفاعلاً ارتجالياً فيتبرعون حيناً بوظائف نظام الساعات لمدة سنة فقط وغير قابلة للتجديد ويحرصون مع ذلك على نشر صورهم مع الخبر بكل إشارته التي تكشف غياب العمل المنظم في بعض جهاتنا او يصرحون ويشددون ويذهبون بعيداً عما يفترض فينادي المسؤول بضرورة تغييب الحقيقة وعدم الحديث عن مظاهر الضعف المادي الذي يعتري بعض الاسر وتحتاج الى من يعاضدها ويتكافل معها مادياً ووفق ما سنته شريعة الله من بحث عن الفقراء لايصال الزكاة لهم والمعاونة ودفع الديات عن المطالبين بها وهي تدخل ضمن دائرة التكافل المشروع. إننا نتوقع من الاستاذ عوض الردادي تفهماً ايجابياً للموضوع وبحثاً عن سياسة تنظيمية في وكالته بحيث يسهل على الناس الوصول الى حاجاتهم دون ان يضطروا الى تدبيج المدائح للصحف حتى يحظوا بنشر حاجاتهم.. ونتمنى ايضا ان يبحث الصحفيون عن مظاهر الفقر فلا يعثرون عليها لان وزارة العمل ادت دورها كما يجب.. ونحن نتطلع معكم لهذا.. يا سعادة الوكيل،، ونسأل الله لنا ولكم الإعانة.
البريد الالكتروني fatmaalotaibi@ayna.com
ص.ب «26659» الرياض «11496»
|
|
|
|
|