| مقـالات
لعل أبرز هذه الغرائب العجلة والحمية الجاهلية، وكتم وكبت القدرات الذهنية لدى الآخرين.. ورغم ان الزمن يتغير.. والناس في مختلف أنحاء العالم يأخذون بما يسهل الحياة.. ويبعث على الأمن والاستقرار والراحة النفسية. إلا اننا في عالمنا العربي نظل في طباعنا الموروثة التي ضررها أكثر من نفعها.
في بغداد.. كما يقول الخبر.. قامت معركة بالسلاح بين مجموعتين من المزراعين بسبب بقرة.. البقرة.. دخلت إحدى المزارع.. ورعت.. فاحتدم الأمر بين الجيران.. وحمي وطيس الكلام.. ثم حمي وطيس السلاح وسقط ثمانية قتلى غير الجرحى. ورقص إبليس الذي غالباً لا يفارق الجنس العربي في مثل هذه المواقف «حمية الجاهلية» والسبب البقرة.. سامح الله البقرة لقد كانت الشعلة التي اوقدت النار، وفي إحدى البلدان العربية الكبيرة ايضاً.. ألقوا القبض على مزارع طوَّر مهنته.. من الزراعة الى صناعة السلاح. وبدلاً من حفظه وتطوير قدراته.. وضمه الى مصانع السلاح التابعة للدولة. وضرب مثل حيوي من الدولة لرعاية الموهوبين. ألقي عليه القبض وقدم للنيابة.. كما يقولون.. وهكذا تموت القدرات في الذهن العربي.
الرجل صنع السلاح بقدراته التي تطورت فجأة.. ولا شك انه خالف النظام.. وهل ذبحنا إلا ما يسمى بالنظام» ولعله وجد فيه رزقاً ولعله لو خاطب المسؤولين بفكرته لكتموه فعمل سراً لكسب عيشه لكن.. لو ان المسؤولين بينوا له خطأه، وانهم سيرعونه ويساعدونه في مصنع «رسمي» ومحاط بأنظمة وقوانين ووسائل سلامة.. لكان استجاب لهم وكسبوا مثله كثيرين لكنهم هاجموه في بيته وقدموه للنيابة. وربما بعد تأديبه سيعود لمزاولة مهنته بشكل أكثر سرية او يهاجر الى بلاد تقدر المواهب والموهوبين.
ولذلك فلا غرابة ان فقدنا كثيراً من العقول العربية البارعة والتي هاجرت لتجد متسعاً من الرعاية والتقدير.. ولا غرابة ان اصبح سلاحنا مع كثرتنا اقل فاعلية من سلاح العدو مع قلتهم.
هكذا نفكر. وسنظل نتقاتل.. حتى لو كان السبب بقرة.. وهكذا سيظل سلاحنا ضعيفاً أمام سلاح العدو لان العقول الناضجة تقدم للنيابة وتقتل في مهدها.. على فكرة.. حرب البسوس مكثت اربعين سنة والسبب ناقة.. فاللهم انقذ قومنا من العنز!!.
|
|
|
|
|