| مقـالات
ماذا لو بقيت المرأة من دون زواج؟ ماذا لو اضطرتها الحياة إلى البقاء خارج القفص الذهبي الذي هو حلم كل فتاة؟ هل يدعوها هذا إلى اعتزال الناس والحياة والاكتفاء برثاء حالها، والإشفاق على وضعها الذي وجدت نفسها تنساق إليه دون إرادة منها؟!!
هناك من يرى بأن الزواج هو المفتاح الوحيد للسعادة، والفتاة التي تبقى دون زواج محكوم عليها بأن تعيش في تعاسة أبدية!!
هذه النظرة القاصرة إلى مفهوم السعادة تجعلنا نتوقف طويلاً أمامه لنتمعن جيداً في أحقية الإنسان سواء كان امرأة أو رجلاً بحياة مبتهجة، يظللها راحة البال والإحساس بالطمأنينة وهي تسود جنبات نفسه، وتهيمن على جوارحه، سواء تحقق ذلك عن طريق الزواج أو عن طريق آخر كأن يعيش الإنسان التفاصيل الصغيرة التي يحبها في حياته، ويمارس في كثير من البهجة والفرح هواياته العذبة التي يعود إليها ليبني شخصيته على أسس قوية تضيف إلى كيانه ما يجعله أكثر ثباتاً واستقراراً، وليس كل زواج يمكن أن يهيئ لصاحبه تلك المشاعر الرائقة ، هناك ذلك الارتباط الزوجي الذي يحيل حياة الزوجين أو أحدهما إلى جحيم فيجعله شديد الانغماس في الهم والغم، كم من امرأة أحالها الزواج إلى حطام إنسان، وعمل على تشويه روحها النقية، وتحطيم كرامتها، وإذلالها، وإهانتها، فهي لا تضع رأسها على الوسادة إلا والدموع تترقرق في عينيها والهواجس تقتات من فكرها، بينما هناك فتيات خارج القفص الزوجي يتمتعن براحة البال التي تفتقد إليها بعض المتزوجات.
أريد أن أقول ليس كل فتاة غير متزوجة فهي بالضرورة تعيسة، كما أن ليس كل امرأة متزوجة سعيدة، لذلك علينا ألا نصدر أحكامنا ثم نعممها على كل الناس!!
وأنا أكتب هذا المقال تذكرت مسلسلاً اجتماعياً قديماً للممثل القدير «عبدالله السدحان» يحكي قصة فتاة فاتها قطار الزواج، كما يقولون! وقد وضع الكاتب نهاية مأساوية لتلك الفتاة«لم أعد أذكر خاتمة مسلسل النكد ذاك أهو الموت أو الانهيار العصبي!!» شعرت معها بالصدمة والذهول!!.. لا أدري ما الذي دفع الكاتب ليصدر حكمه النهائي على تلك الفتاة وكأنها النهاية الحتمية لكل فتاة لم تتزوج!!
كم هي مؤلمة تلك الصفعات المتوالية التي ينهال بها على قلب فتياتنا البعض من أولئك الذين يقصر فهمهم عن تلمس الجوانب المضيئة في المشاعر الإنسانية الراقية بحيث لا يكتشفون قدرة الإنسان على التكيّف مع الواقع، وبناء جسور أخرى للتواصل مع الحياة بزخمها المتوهج، وكثافة انطلاقها وتفاعلها المؤثر بحيث تصنع لها مكاناً في الحياة، وتقدم المعطيات المهمة والضرورية الفاعلة، فالحياة عالم شاسع لا يضيق مفهومه ولا ينحصر في فكرة الزواج وحدها بحيث إذا لم تتحقق لأي سبب كان أدى ذلك إلى تقوقع الفتاة في زاوية ضيقة ترثي حظها وتتجرع آلامها دون فائدة!!..
بينما كان يمكن أن تنطلق باتجاهات أخرى تثمر نتائج إيجابية على الصعيد العملي والاجتماعي يبرز أثره بشكل فعّال عن طريق زرع بذرة العمل والتواصل الدائم مع احتياجات المجتمع.
ص.ب 101741 الرياض 11665
Wialomair @ yahoo.com
|
|
|
|
|