أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 16th May,2001 العدد:10457الطبعةالاولـي الاربعاء 22 ,صفر 1422

مقـالات

خواطر
رسالة إلى نصرالله
د. عبدالمحسن محمد الرشود
صدق الأستاذ محمد رضا نصرالله في زاويته أصوات في الزميلة الرياض عندما تحدث عن «صناعة النجم» واهتمام الناس والإعلام والمسؤولين بالرياضة والرياضيين، وحصولهم على أنواع التكريم والحفاوة والمال!! في الوقت الذي يُهمل فيه الكتاب والأدباء والمفكرون ومن اتخذوا القلم وسيلة للمشاركة في التنمية. فالجماهير تشد الرحال إليهم في الملاعب وعيون الناس تلاحق وسائل الإعلام، والفضائيات للفرجة بالساعات على لعبهم ، والموسرون يغدقون عليهم العطاء بالإضافة الى أنديتهم ومشجعيهم.. والصحافة تمجدهم آناء الليل وأطراف النهار.. وبالمقابل يتألم أصحاب الفكر من قلة الاهتمام، وشظف العيش، وقلة الحيلة، وإعراض الكثير عن إنتاجهم وعطائهم، وإدبار الصحافة عن أخبارهم، ومواجعهم وظروفهم المادية الصعبة.. ويشير نصرالله الى غياب تكريم هؤلاء النخبة حتى موتهم.. فلا حظ سعيداً في الحياة ولااحساس بتكريم عندما يكونون في غياهب القبور.. ناهيك عن عيونهم التي لا تبصر إلا بنظارة، وأعصابهم المحترقة في ليلهم ليعطوا في نهارهم.. وتعرضهم للنقد، والتجهيل، تارة وللايقاف تارة أخرى.. لقد صدق نصرالله..
والله لو رأيت أخي أو ابني يتجه لمهنة الحرف لنصحته ما وسعني السعي بأن يعدل عن وجهته هذه.. ذلك أن هذه المهنة متعبة، وتحتاج إلى قراءة جادة، ومتابعة وأفكار، وصبر على النقد وسوء الفهم والاتهام إما بنفاق أو عدوانية.. والمقابل ماذا؟؟ قليل من المال، ذهن شارد، عدم اهتمام، يأس من التكريم إلا للقلة القليلة ومعاناة.. «يعني ماهي جايبه همها» على ما يقولون.. وبالتالي وضع مادي أقل من عادي.. بينما تأملوا لاعب الكرة منذ أن يخرج من بيته وهو في عيون الناس، وإذا مر بضائقة «حلوها» له وإذا مرض عالجوه في الخارج.. يا سلام والله.. نحن لا نحسدهم كفانا الله شر الحسد ولكننا نطمع الى ملعقة من عطاياهم المادية والمعنوية بصراحة.. أما ما أختلف فيه مع الأستاذ نصرالله.. فهو إشارته إلى ظاهرة الأكاديميين الذين يساهمون في الصحافة بما لديهم من فكر، وعطاء ثقافي، وكأنه يستغرب دخولهم المجال الصحفي.. الأمر الذي لا أرى له مبرراً.. فإذا كان الكتاب الناجحون مثلك يا نصرالله كما تقول لم يحصلوا على انتداب ولا تكريم ولاعطاء ولا اعتبار مادي فكيف بغيرك وأنت الذي بدأت نشرك عام 1388ه. ؟؟ هل تلوم هؤلاء الذين درسوا وتغربوا وتوظفوا وعملوا لكيلا يحتاجون الى أحد ذلك أنهم كونوا أنفسهم وظيفياً ليتفرغوا للعطاء وهم يشعرون بالأمن مع أسرهم المادي منه والمعنوي.. ولست أرى في الجمع بين الأكاديمية والكتابة مشكلة بل أرى العكس فالأكاديمية تجعل غالباً الكاتب حذرا في الحكم على الأشياء، ويتحرى الحقيقة ويرجع للمراجع والمصادر والاحصائيات، ولا يقطع بشيء حيث ان الأكاديمية تمنح الفرصة لحقيقة أخرى ولرأي آخرولتوجه آخر صحيح أن هناك بعض الدكاترة الذين يكتبون لا يقدمون أنفسهم كما يجب ان يفعلوا.. أما أن الكتابة توصل للمناصب فهذا قد يكون في بعض الحالات وليس كلها ولو أدرت نظرك الى معظم المسؤولين وجدت أنهم ليسو أكاديميين أقصد من الذين يكتبون في الصحافة.. لكن العين دائما على الذي يكتب وها أنت تستكثر على من يشاطرونك الهم العام الذي تنوء بكلكله فما هو إذن رأي غيرك.. والأكاديمي في النهاية جزء من المجتمع يحس به ويتفاعل معه ويشعر بمسؤوليته. ويحكم ضميره غالباً فلماذا لا نمنحه فرصة المشاركة في العمل الفكري كإنسان بالدرجة الأولى..
وأخيراً أرجو أن لا يضايقك ما قلت أستاذ محمد فهو مجرد رأي أحببت أن تقرأه.. وكلمتك يضع لها متابعوك أهمية ويأخذونها مأخذ الجد لأنك حقيقة مثقف مخضرم ولك متابعوك ومحبوك أيضاً ولك تحياتي..
ALRESHOUD@HOTMAIL.COM
ص. ب 90155 رمز 11633 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved