أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 15th May,2001 العدد:10456الطبعةالاولـي الثلاثاء 21 ,صفر 1422

العالم اليوم

أضواء
وما زالوا يتحدثون عن السلام؟!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
بالهجوم الإرهابي الذي شنته الطائرات المروحية الإسرائيلية على مواقع عدة في قطاع غزة، وأطلقت من خلاله صواريخ أرض جو على مواقع الأمن الفلسطيني والمراكز الإدارية للسلطة الوطنية ومنازل المواطنين الفلسطينيين يكون أرييل شارون قد تجاوز كل الحدود، وسيلحق عمله هذا الضرر ليس بالعملية السلمية فقط، فهذه العملية السلمية ماتت منذ اختيار الإسرائيليين لأعتى مجرم حرب في العصر الحديث، وبالتالي فعلى الذين يتحدثون عن السلام أن يكفوا عن هذا الحديث الذي يصفع وجوه الفلسطينيين الذين بات عليهم تلقي صواريخ شارون واستهتار وعنجهية الإسرائيليين الذين أكدوا بعد الذي قاموا به من عربدة وإجرام ليلة الأحد الاثنين باستباحة سماء غزة، وأمن أهلها حيث تساقطت الصواريخ على المنازل والمكاتب ومواقع الشرطة الفلسطينية لا تفرِّق ما بين السكان فلا فرق بين عائلة سقط سقف منزلها على أفرادها أو موظفين حوصروا في مكاتبهم، ، أو أفراد شرطة احترقت مركباتهم فقضى بعضهم نحبه وظل بعضهم ينتظر غارة أخرى ليلحق برفاقه يشكو عجز العرب والسلطة عن حمايتهم، وظلم ونفاق العالم بغربه وشرقه، من أمريكيين وأوروبيين وآسيويين وأفريقيين، فالجميع يشارك شارون والإسرائيليين الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين بهدف إبادتهم،
لا أدرى ما شعور الفلسطينيين في غزة ورام الله وباقي المدن الفلسطينية وهم يتوجهون إلى منازلهم غير مطمئنين ينتظرون بين لحظة وأخرى أن يسقط صاروخ على منزلهم فيقبرون تحت أنقاض ذلك المنزل،
مثل هؤلاء الفلسطينيين ألا يحق لهم الكفر بالسلام الذي ظلوا ينتظرونه من أوسلو إلى واشنطن مروراً بواي رفير إلى شرم الشيخ،
مثل هؤلاء هل نلومهم إذا ما تحولوا جميعاً إلى فرق استشهادية توقف عربدة الإسرائيليين وتذكر الذين يمدون إسرائيل بالصواريخ لإبادة الفلسطينيين عوائل باستهداف المنازل، ، ، واشاعة الفوضى بإلغاء السلطة من خلال تدمير مقراتها الإدارية ومراكز شرطتها،
أين من يوصفون برعاة السلام، ، هل سكوتهم يعني مشاركتهم في جريمة إبادة شعب من قبل عصابة يقودها مجرم حرب محترف لا أحد يستطيع أن يوقفه،
نعود لما بدأنا ونؤكد أن ما حصل ليلة الأحد الاثنين ليس إلحاق ضرر بعملية السلام، ، ولا إعلاناً رسمياً لدفن السلام بأكمله، ، بل اعتراف دولي بموت الضمائر وانعدام المسؤولية الدولية ومن يلوم الفلسطينيين على ما سيقومون به، ، إنما يتجرد من إنسانيته ويتعرى من عقله، ، فما يفعله شارون وعصبته المجرمة يدفع المظلومين إلى تفجير أنفسهم في تجمعات الإسرائيليين، بل إلى أبعد من ذلك، ، وعلى الذين يتباكون على السلام وعلى الضرر الذي لا يوقفونه أن يتحملوا نتيجة صمتهم المتآمر، ، وسكوتهم المشارك في الجريمة،
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah، com

أعلـىالصفحةرجوع











[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved