أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 15th May,2001 العدد:10456الطبعةالاولـي الثلاثاء 21 ,صفر 1422

محليــات

الرئة الثالثة
إنّه بيتنا الكبير!
عبد الرحمن بن محمد السدحان
* هذا هو وطننا.. وبيتُنا الكبير..!
* عشُّ أحلامنا، وحصْنُ آمالنا.. وتاجُ طموحنا..!
* هذا هو وطننا.. هو نعيمُنا.. وشقاؤنا.. نفرح لفرحه، ونشقى بضُرِّه، وننمُو بخيراته! فيه ولدنا.. وفيه نحيا.. وإلى ترابه نعود!
**
* ولأن الوطن رعشةُ وجدان تسكن الضلوعَ .. وتختلطُ بالدم.. وتغتسل بحبّات الدمع.. ولدتْ خاطرةُ اليوم لتضيءَ أكثر من شمعة عتاب.. ولتقْرع أكثر من جرس نصيحة.. لكل أولئك الذين لا يحبّون هذا الوطن كما يُحبهم.. ولا يبذلون فديةَ هذا الحب.. وفاءً له.. وتقرّباً منه، وانتماءً اليه!
**
* اليوم أقرعُ الأجراسَ لمن تتمرّدُ في نفوسهم عاطفةُ الولاء والوفاء لهذا الوطن.. مرةً.. أو مرات.. عمداً أو سهواً!
* أقرعُها لكل الذين يجرحُون هذا الوطنَ باللاانتماء.. وبالأنانية والجحود..!
* أقرعُها لرجل الأعمال.. الذي يهرُب بأمواله.. أو )يهرّبها( أو يهجِّرها أو يهاجر بها الى خارج الوطن بحجة الرغبة في الاستثمار، في الوقت الذي تتعالى فيه النداءاتُ على كل المستويات لاستثمار هذه الأموال داخل البلاد، وفي الوقت الذي تتسابق فيه الدعوات للآخرين من الخارج للغاية ذاتها!
* واذا كانت هناك عقبات أو صعوبات نظامية او اجرائية لم تذلّل بعد. فليس هذا مبرراً ولا شفيعاً للهروب او الهجرة الى خارج الحدود!
**
وأقعُ الأجراس للمسافر منا في الأرض البعيدة.. حين لا يرعى حرمةَ دين.. ولا حشمة وطن ولا حياء وجدان.. فيأتي من الحماقات المعْلنَة ما يسفّه الحلمَ.. ويجرحُ كرامة الإنسان.. ينسى أنه )سفير( بلاده وقومه، .. يتناسى أننا بسببه، نصبحُ مضغةً في الأفواه الكريهة، وطُعْما مباحاً لسنّارات الألْسُن.. وشهوات الكلام..!
* ينسى أننا نُحاكَم داخل أروقة بعض العقول الغربية والعربية التي تجهل الكثير عنا، فتوظف حماقة البعضَ للنّيل منا.. كيْ تؤذينا.. ونحن بُراء مما صنع هذا .. أو قال ذاك.. بُراء من وزر حماقةٍ مارسها زيد أو عمرو من الناس!
**
* ماذنبُ هذا الوطن وأهله أن يُصوَّبَ الى صدره كلام جارح معين؟!.. لأن أخَا الحماقة من الناس، رجلاً كان أو امرأة، شُوهد وهو يعرض )عضلاته( المخملية أمام آلاف الأنظار، كأنْ يقودَ سيارةً فارهة جداً .. سريعةً جداً، ومزعجةً جداً، يملأ بها الأسماع والقلوب رُعْباً وضجيجاً.. في رحلات مكوكية عبر شارع مزدحم بالخَلق والسيارات ي هذه المدينة أو تلك!
**
* أو أن تؤُمَّ هي أو هو مقهى أو مطعماً للخدمة السريعة، وقد اعتمر احدُهما او كلاهما حُلىً مدجّحةً بالألماس، في اشارة واضحة الى أنه متميز عن العالمين، فيجلبُ لنفسه فتنةَ الأذىَ الماديّ والمعنويّ!
**
* أنا لا أنكر على هذا المواطن حريته، ولا أصادر حقَّه في ممارستها، ولكن .. إذا كانت هذه الممارسة تسيء اليه.. والينا نحن.. رفاقه على هذا التراب، واذا كانت )تظاهرة الألماس( هذه ستمنح الغرباء وغير الغرباء رخصةَ الغمز واللّمز، وقد يصل رذاذُها إلى أعمدة الصحف.. فتلك قضية أخرى!
**
* والقضية هنا.. هي الوطن.. وأهل الوطن.. وما دام الناسُ بطبعهم نزّاعين الى تعميم الشر وتخصيص الخير.. فإنه لا مفرّ من أن يزرَ أحدُنا وزر آخر، ونصبح كلُّنا ي نظر كل النسا أسْرى الحماقة والاستهتار واللاّمسؤولية!
**
* وأختتم هذا الحديث بنداء خاص الى الإخوة الكرام رجال المال والاعمال في بلادنا، فأقول:
* أحبُّوا الوطن الذي لم يبخلْ عليكم بشيءٍ، ومنحكم كلَّ شيء، واسهموا بعقولكم وقلوبكم وألسنتكم بل وأموالكم في اصلاح ما اعْوَجّ من أموره، فأنتم شركاؤه في العُسْر واليُسْر، وهو أوْلى من غيره.. بخيركم وخير ابنائه!

أعلـىالصفحةرجوع











[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved