| ملحق الشؤون الاسلامية
قال تعالي: )ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين(
من أحسن قولاً ممن وقف ينادي باسم الله وباسم رسوله صلى الله عليه وسلم، ينادي لفريضة من فرائض الإسلام وأركانه العظام، يذكر الناس بالصلاة خمس مرات باليوم والليلة، إنه المؤذن المحتسب الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: )المؤذنون أطول أعناقاً يوم القيامة(، والإمام الذي يؤم المصلين في بيت من بيوت الله العامرة، يقبل بهم على ربهم ويرتل آيات الله ويسمعهم إياها، وذلك الداعي والواعظ الذي يذكر الناس بربهم، ويذكرهم الحياة الباقية في الدار الآخرة، والعالم الذي يبين للناس دينهم وما لهم وما عليهم من حقوق وواجبات.
وفي القصص عبرة..
يقال أن فيلسوفاً في الزمن الأول مر ببلاد فارس وكان معه غلام يخدمه، وكان هذا الغلام معجباً بهذا الفيلسوف، يجله ويعظمه، وكان يخدمه لأجل ذلك، وليتعلم منه الفلسفة، وكان هذا الغلام يرى أن الفلسفة خير من النبوة وأن الفلاسفة خير من الأنبياء، وفي إحدى الليالي الباردة قال الفيلسوف لغلامه أحضر لي ماء، فقال الغلام إن البرد شديد ولعلك تصبر حتى الصباح، وبعد ذلك بقليل سمعا مؤذناً يؤذن لصلاة الفجر، فقال الفيلسوف لغلامه انظر إلى هذا الفارسي يقوم في هذه الليلة الباردة ويصعد على المنارة وينادي باسم محمد العربي وهو لم يره ولعله لم ير عربياً قط، وأنت تدعي محبتي وتعظيمي ثم تعجز أن تحضر لي الماء من قريب.
إنها النبوة، إنه الدين والفطرة، إنه الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب، أين الفلسفة والفلاسفة من النبوة ونورها ومن الأنبياء وأثرهم وآثارهم، بل وأين المناهج البشرية الحديثة من دين الله وكماله، إن المتتبع لكتاب الله يجد أن تاريخ البشرية هو تاريخ الأنبياء، هم الذين علموها وهم الذين قادوها للخير وللفلاح، أما غيرهم فقد قادوها للهلاك والدمار.
وهذه البلاد وقيادتها والتي قامت على الدين والتوحيد تدرك هذا المعنى وتعلم أنها مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم وموطن الحرمين، لذلك تجد الاهتمام ببيوت الله وعمارتها حسياً ومعنوياً ودعم القائمين عليها، ودعم رسالتها في المجتمع، بل تعدى هذا الاهتمام بالمساجد إلى أنحاء العالم وبناء المراكز الإسلامية، ودعم المساجد بالمصاحف وتكميل رسالة المسجد.
والندوة العالمية للشباب الإسلامي ومنسوبوها عندما اتخذوا هذه الآية شعاراً يدركون عظم معناها ويتشوقون لنيل الثناء الذي ذكره الله فيها، منطلقين من هذه الأرض الطيبة وبدعم من قيادتها وأهلها، وها نحن نرى العمل الخيري يورق ويزهر بركة على هذه البلاد نفعاً للمسلمين في أنحاء المعمورة ولعل أميرنا في هذه المنطقة من بلادنا قد ضرب مثلاً رائعاً برعايته للعمل الدعوي والخيري، تشريفاً ودعماً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
*مدير مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالقصيم
|
|
|
|
|