| العالم اليوم
ويل لدولة، او بالأصح ويل لشعب يصبح تحت رحمة صندوق النقد الدولي، ، !!
وما أتعس الحكومات التي تصبح تحت ولاية هذه المؤسسة الدولية التي يقول مديروها انهم يصنعون خططا للاصلاح الاقتصادي للدول التي ينهار اقتصادها بسبب الفساد السياسي وسوء الادارة فيأتي خبراء صندوق النقد الدولي لاصلاح الوضع، وعادة يأتي بعد «خراب البصرة» ولأن العلاج دائما يتلقاه المرء مجبراً، وان معظم الادوية طعمها مر فان الحكومات تقبل على التعامل مع خبراء صندوق النقد الدولي مجبرة، كما ان الشعوب تتجرع الدواء على مضض، الا انه وفي كثير من الحالات تكون جرعة الدواء اكبر من تحمل معدة الشعوب، فتلفظ الدواء وتتقيأه وهنا يحصل الانفجار، وهناك حالات عديدة فشلت فيها اجراءات صندوق النقد الدولي، انتهت باضطرابات في دول عديدة ادت الى تدمير منشآت عامة وزهق ارواح فزادت خسائر الشعوب، وبدلاً من ان تجد الحكومات الحل عند الصندوق الدولي، عجلت نصائح الصندوق في طردها من الحكم وكثيرا ما انتهى الامر بتقديم أعضاء تلك الحكومات إلى محاكم ثورية، ، !!
لانقول ان جميع إجراءات ونصائح صندوق النقد الدولي فشلت وان كل الحكومات والدول التي استعانت بخبراء الصندوق انتهى بها الامر امام المحاكم الثورية، ، فهناك دول عديدة نجحت معها وصفة صندوق النقد الدولي، وقبلت شعوب كثيرة ان تتجرع الدواء المر وشفيت بعد ان تعافى اقتصادها، الا انه وفي المقابل هناك الكثير من الدول والحكومات والشعوب زادها تدخل صندوق النقد الدولي عذاباً فوق عذاب، ، وقد يكون السبب الاول هو الاساس السياسي والاداري في تلك البلدان، فكلما كان الفساد السياسي والاداري مستشريا في الحكومات والدول يصبح من المتعذر اصلاح الاقتصاد الا بتغير كل الاساليب السياسية والادارية،
تركيا الآن تمر بهذه المرحلة الحرجة، فالاقتصاد التركي يعاني من وضع حرج وصعب للغاية ومع ان الاتراك استعانوا بصندوق النقد الدولي مثل باقي الدول، وان خبير الصندوق الدولي تركي مشهود له بالخبرة و العلم والممارسة والذي قبلت الاحزاب والجيش تسليمه دفة الاقتصاد الا ان الخبير الوزير كمال درويش لايزال عاجزاً عن تنفيذ اصلاحات صندوق النقد الدولي مصطدماً، تارة بالوضع الاقتصادي المتردي، ، وتارة بالوضع السياسي والإداري، ، وتارة بعدم قدرة الشعب التركي على تحمل تجرع الدواء المر، ، !!
** الأخ الفاضل محمد العصيمي:
تلقيت رسالتك عبر الانترنت، واذ اشكرك كثيراً على ماجاء فيها، وخاصة ثناءك الذي اخجلني كثيرا، لايسعني الا الاقرار بالاتفاق معك فيما جاء في ثناياها من نصائح خالصة لوجه الله، الا ان تأخر ملاحظاتكم قرابة ستة اشهر يجعل من المتعذر الاشارة اليها، ولكن الأخذ بتلك النصائح يضيف الى الكاتب حصيلة وتذكيرا نحن احوج ما نكون اليه في خضم العمل والغفلة والنسيان، ، جزاك الله خيراً،
لمراسلة الكاتب
com.Jaser@Al-Jazirah
|
|
|
|
|