| عزيزتـي الجزيرة
هموم وأحزان، آهات وآلام قد كثرت بين صفوف المعلمات، معادلة صعبة واختيار أليم وضعت فيه المعلمة البعيدة عن مقرها ودون ارادتها، كانت تطلب وظيفة بحثا عن الراحة والاستقرار المادي والمعنوي، والآن هي فاقدة لتلك الراحة المنشودة، ومخيرة بين أسرتها ووظيفتها، فالطريق طويل طويل.. وفي بعض الأحيان غيرمعبد، والحصص كثيرة كثيرة، والمناهج متعددة. ان لم تقم بتدريس مناهج قريبة من تخصصها أيضا.
من الناحية الأخرى تواجه المعلمة مشاكل أسرية كثيرة، وهناك مآس كثيرة في أوساط المعلمات منها الحامل التي أجهضت، والأم التي تركت رضيعها ولا حول لها ولا قوة، وهناك التي تركت أطفالها يتساءلون بحسرة وقد سئموا الانتظار كل يوم لعودة الأم.. وهناك المريضة التي لا تتحمل الطريق وقسوته، وهناك من تعاني من ضائقة مادية ومع ذلك يذهب نصف الراتب في وسيلة النقل، وهناك من وضعت في اختيار صعب إما الوظيفة أو البيت والأولاد!
فكثرت الاستقالات والاجازات المرضية والانقطاعات. وانعكس الوضع على المدرسة فلا عطاء ولا اقبال على العمل ولا تجديد في هذا العطاء للطالبات واكتفت المعلمات بالالقاء فالسفر قد انهك القوى والحصص قد زادت على النصاب والمناهج أثقلت كاهل المعلمة.
فأي جيل نحن نطلبه وهذا هو روح أساتذته وقد فقدوا الاستقرار للعطاء الجاد والمثمر. لا نطالب بحركات نقل مستمرة ولكن نطلب ايجاد دافع للمعلمة نحو العطاء وتحفيز للمعلمات لندفعهن لبذل المزيد وألا نساوي بين من مدرستها لا تبعد عن البيت إلا أمتارا قليلة بمن مدرستها تتطلب السفر اليها كل يوم مئات الكيلومترات، نتمنى نظرة في شؤون المعلمات تخدم هذا الجيل المتعطش للعلم وهؤلاء المعلمات المتعطشات لخدمة هذا الوطن والقيام بهذه الرسالة العظيمة خير قيام.
نورة السبيعي
|
|
|
|
|