| الاقتصادية
ظهر في الآونة الأخيرة ان هناك اقتصاديين منجمين يتابعون رؤية النجوم والكواكب والأجرام السماوية ومن ثم يحاولون ربط ذلك بالمضاربات وحركة الأسهم وغير ذلك من العمليات الاقتصادية.
والحقيقة أنه ليس هناك علاقة بين النجوم أو الكواكب أو غيرها بأي شكل من الأشكال على سلوك البشر أو المضاربات المالية فالتنجيم ليس علما وعلم الفلك بعيد كل البعد عن التنجيم وكمسلمين نعلم أننا منهيون عن التنجيم وهو ربط النجوم بحياة أو سلوكيات البشر وإتيان المنجمين إنما هو إتيان للعرافين والمشعوذين الذي نهى الشرع عنه والسؤال الآن لماذا يذهب الأفراد للمنجمين لحل المشاكل الاقتصادية مع وجود الاقتصاديين المحنكين والمستشارين الاقتصاديين اعتقد ان السبب يكمن في الآتي: هناك حقيقتان معروفتان عن الاقتصاد الحديث وهما:
الحقيقة الأولى: في يوم 10 سبتمبر من كل عام يقدم ملك السويد جائزة نوبل في علم الاقتصاد.
الحقيقة الثانية: كل حكومة من حكومات العالم تجند مجموعة من المستشارين الاقتصاديين لاستشارتهم في تخطيط مأمون نحو مشاكل أسواق الأسهم، عجز الميزانية، موازنة التجارة، التضخم، إعادة تقييم أو تعويم العملة، أو أي مستجدات على الحياة الاقتصادية هاتان الحقيقتان تبدوان متعارضتين فالحقيقة الأولى تقترح أن الاقتصاد هو علم معرض إلى نفس القوانين التي تحكم العلوم الأخرى علم الفلك، علم الفيزياء، علم الكيمياء.
وللمعلومة اللفظ علم هو جزء من عنوان الجائزة كما أنه جزء من الحقيقة يجب معرفته وهو أن أكثر من نصف الذين حصلوا على جائزة نوبل في الاقتصاد حصلوا عليها على أساس مبادئ نظرية وبالخصوص رياضية والتي تحكم سلوك الاقتصاد بينما تقترح الحقيقة الثانية العكس وهو أن فهمنا للاقتصاد ضعيف جدا وبدائي حيث انه لا توجد مبادئ اقتصادية ترشد إلى الطريق السليم حتى للقرارات البسيطة فيما يتعلق بالأمور الاقتصادية مثل الارتفاع أو خفض أسعار الفائدة، الانفاق أو الترشيد، بيع أو شراء الأسهم.
عندما يكون المال هو المشكلة في عالم تسوده العمليات الاقتصادية المعقدة يهرع الاقتصاديون لمحاولة مكننة شبه القوانين وجعل الحكومات والأفراد يأخذون بالاعتبار بتلك المكننة، فالحكومات والأفراد دوما بحاجة إلى نصائح المختصين. أحياناً تفشل تلك النصائح فتتسبب تلك النصائح في خسائر كبيرة وضخمة للأموال ناهيك عن ازدياد المشاكل المالية وانحسار للاقتصاد عندئذ تنعدم الثقة في رأي الاقتصاديين ويتعين على الأفراد وربما الحكومات بالتوجه إلى طرق أخرى يروج لها آخرون )المنجمون( لحل المشاكل الاقتصادية وكذب المنجمون ولو صدقوا.. بقي لي أن أقول انه هناك طرق علمية يطول المقام لشرحها هنا في علم الفلك من الممكن استخدامها في فهم أكثر لحركة المال وهي ليست مرتبطة بالتنجيم بأي شكل من الأشكال وهذا ليس بالغريب أن تتداخل العلوم في علم الاقتصاد فالحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 1998م حازها لأنه وضع نظرية اقتصادية عام 1970م مبنية على قوانين فيزيائية، وهي تطبق الآن في حركة الأسهم العالمية كما أن عالم الرياضيات الشهير مندلبورت اقترح انه يمكن تطبيق نظريته الرياضية في التوقع بحركة الأسهم وهناك الكثير من الطرق العلمية التي يمكن للحكومات والأفراد اللجوء إليها في محاول جادة وعلمية لحل مشاكلهم الاقتصادية.
جامعة الملك سعود قسم علم الفلك
|
|
|
|
|