| الاقتصادية
* أجرى الحوار: حسين الشبيلي:
التحويل واعادة الهيكلة، يعد من ابرز المهمات التي تنهض بها شركة الاتصالات السعودية في اطار التغيير الذي تهدف الى تحقيقه لتتواءم الشركة اكثر فأكثر من تحولها من قطاع حكومي الى قطاع اهلي ولكن تتزايد قدرتها على المنافسة في عالمنا المتغير بسرعة هائلة..
وقد التقت «الجزيرة» المهندس معيض الزهراني مدير عام التحويل واعادة الهيكلة في شركة الاتصالات السعودية وكان لنا معه هذا الحوار:
* ما المقصود بإعادة الهيكلة بشكل عام، وما الهدف منها وما المدة التي تستغرقها عادة في منظمات بحجم شركة الاتصالات السعودية؟
اعادة الهيكلة هي عملية تتم عادة عندما ترى المنشأة ضرورة اعادة النظر في هياكلها التنظيمية واساليب العمل والاجراءات القائمة لتواكب اهدافها الجديدة التي تقتضيها المستجدات التي قد تطرأ اثناء مسيرتها. عموماً ارتبط المصطلح بالتوجه العاملي نحو التخصيص وتوسيع دور القطاع الخاص واشراكه في القطاعات الحيوية التي كانت تديرها الدولة، خصوصاً بعد عولمة الاقتصاد وما تبع ذلك من تحرير للسوق وفتح الحدود امام المنافسة.
اما المادة التي تستغرقها برامج اعادة الهيكلة، فقد حددت مبدئياً بفترة تتراوح من 45 سنوات. وهي تعتبر معقولة اذا قارناها بالشركات التي سبقتنا في هذا المجال حيث استغرقت الخطوط الجوية البريطانية 4 سنوات، الاتصالات البريطانية 5 سنوات والاتصالات الالمانية 6 سنوات. مع الاخذ في الاعتبار ان هناك برامج تستمر لسنوات طويلة كبرامج بناء الثقافة المؤسسية للشركة.
* ما النتائج التي تحققت حتى الآن من الهيكلة وامثلة على ذلك؟
حققت الشركة تقدماً كبيراً وملحوظاً خلال العامين الماضيين، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
تم انشاء وحدة مستقلة للهاتف الجوال واخرى لخدمة الانترنت «سعودي نت».
انشئت ادارة خاصة بكبار عملاء الشركة.
حصل المشتركون على مزايا عديدة نورد منها:
انخفضت رسوم تأسيس الهاتف الجوال بحوالي 77%.
انخفضت اجور المكالمات الدولية بنسبة 25%.
وصل التخفيض بالنسبة للمكالمات الداخلية نسبة 10%.
* اين موقع الموظف في برنامجكم، وما الاستراتيجية التي تنطلقون منها؟
المعروف ان الانسان هو اساس التنمية، ومن البديهي ان تضع الشركة العاملين بها في مقدمة المستفيدين من برنامج التغيير، لاسيما ان الموظف هو الضمان الاهم لنجاح هذه الجهود. فاذا لم يكن الذين ينفذون هذه البرامج الطموحة راضين عن البيئة والظروف التي يعملون فيها لإحداث التغيير المنشود، يصبح الحديث عن التغيير ضرباً من الخيال. ونطمئن العاملين بالشركة ان تحسين اوضاعهم يمثل احد الاهداف الاساسية لبرنامج التحويل الذي نحن بصدده.
الموظف هو المحور الرئيسي للبرنامج، لاسيما وهو العنصر الذي يضمن نجاحه. لذا فقد حظي الموظف باهتمام كبير به وبمستقبله الوظيفي. ويمكننا ان نؤكد أن الشركة لديها خطة شاملة للقوى العاملة نتمنى ان تحقق رضا وولاء العاملين لديها والتزامهم وتفاعلهم مع برامجها للتغيير والتحول نحو الافضل ليترجم ذلك الى ارضاء مشتركي الشركة. ولا ادل على ذلك من ان الشركة دربت ما يزيد عن 17000 موظف بنهاية عام 2000م.
* هل هناك تصور لنوعية المبالغ التي يتم استثمارها عادة في مثل هذه البرامج عالمياً، وكم تكلفت شركة الاتصالات السعودية؟
يختلف حجم الانفاق بناء على حجم وطبيعة واهداف اعادة الهيكلة ويمكن ان نذكر بعض الامثلة من شركات الاتصالات العالمية هنا:
* شركة ايه تي آند تي الامريكية انفقت على برامج التحويل واعادة الهيكلة 80 مليون دولار سنوياً وهي شركة قائمة ولم يكن التحويل من القطاع العام الى القطاع الخاص.
* الاتصالات الالمانية انفقت 150 مليون دولار في العام الواحد للسنوات الاربع الاولى، وانخفضت التكلفة الى 100 مليون دولار في العام الواحد لاحقاً.
* شركة فيلبس صرفت 40 مليون دولار سنوياً على مثل هذه البرامج بالنسبة لشركة الاتصالات السعودية فقد كانت التكلفة خلال العامين الماضيين «19982000» حوالي 124 مليون دولار، اي بواقع 62 مليون دولار للعام الواحد. ويتوقع ان تنخفض التكلفة في العام الحالي والاعوام التالية بنسبة كبيرة.
* هل هناك تأثير ايجابي على السعودة من هذه البرامج؟
السعودة تعتبر احدى اولويات الشركة اذ أن كل هذه الجهود موجهة لمصلحة المواطن في المقام الاول. ولدينا خطة واضحة لتطبيق السعودة الفعالة. وهذا لن يتم إلا بتأهيل الكوادر الوطنية تأهيلاً مناسباً يمكنهم من الاضطلاع بالدور الذي يقوم به غير السعوديين. اضافة الى احلال الكفاءات الوطنية محل الكوادر غير السعودية، فإن التوسع في اعمال الشركة وحركة التغيير الكبرى التي تجري فيها ستفتح فرصاً وظيفية كبيرة امام الشباب السعودي المؤهل. ونسبة السعوديين حالياً اكثر من 84% من اجمالي العاملين في الشركة.
* هل تم الغاء ادارات او قطاعات في الشركة؟ وهل سيوفر هذا على شركة الاتصالات من ناحية التكاليف؟
برامج التحويل واعادة الهيكلة صممت اساساً لرفع كفاءة وانتاجية العمل بالشركة، وهذا يقتضي اعادة ترتيب الهياكل التنظيمية للشركة لتواكب الاسترتيجيات والاهداف الجديدة.
* التغيير هدف تسعى اليه الشركة، كيف تعمل الشركة على تحقيق التغيير؟ وهل بدأت النتائج تظهر؟
شرعت شركة الاتصالات السعودية منذ شهر مايو عام 1999م في تنفيذ برنامج طموح لإعادة الهيكلة بهدف تحويل هياكل واساليب العمل لكي تعمل على اسس تجارية حديثة، واعدادها لمرحلة ما بعد فتح سوق الاتصالات، وذلك اسوة بما يطبق في الشركات العالمية تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء القاضي بخصخصة قطاع الاتصالات. ولتحقيق ذلك وضعت الشركة اهدافاً رئيسية تنصب على تحسين الخدمات وضمان انتشارها ورفع مستويات الاداء والانتاجية ورفع الشركة الى مصاف الشركات العالمية. وقد تحقق حتى الآن جزء كبير منها، ونأمل ان تكتمل الصورة بعد الانتهاء من المرحلة القادمة التي بدأت فعلاً.
* ما الاستراتيجات المتعلقة بالشركة لمواجهة المنافسة؟
في ظل التحديات التي يفرضها الواقع الجديد في عالم اليوم الذي اصبح وحدة تتداخل عناصرها المختلفة، وتتأثر ببعضها البعض بفضل التطورات الهائلة في وسائل الاتصال وسهولة الحركة والتفاعل بين البشر، يصبح لزاماً على الشركة ان تتفاعل مع هذا الواقع وتستجيب له. وقد جاءت استجابة الشركة في شكل برنامج طموح لتحويل الشركة واعادة هيكلة اساليب واجراءات العمل بها بعد ان تم تخصيص قطاع الاتصالات في المملكة كخطوة اولى للانطلاق نحو آفاق جديدة من الاداء لمواكبة عصر العولمة والتنافس المحموم خصوصاً في عالم الاتصالات الذي يعتبر بحق رأس الرمح في هذه النهضة، ونحن نعي تماماً ماذا تعني المنافسة وهي محور اساسي في استراتيجيتنا.
* ماذا تحقق خلال السنوات الثلاث التي مضت في قطاعات الشركة كافة؟
حققت الشركة خلال السنوات الثلاث الماضية انجازات كبيرة في كافة قطاعاتها، يمكن ان نذكر منها:
في قطاع المشتركين:
حدث تحسن ملحوظ في مستوى خدمة المشترك، حيث ارتفع مستوى الاداء في مراكز العناية بالمشتركين بنسبة 65% وزيدت ساعات العمل بمكاتب خدمات المشتركين.
انخفض الوقت المطلوب لايصال وتشغيل الخدمة للهاتف الثابت والجوال.
يجري ادخال نظام متكامل للعناية بالمشتركين والفواتير.
اجراءات واساليب العمل الداخلية.
تم انشاء الادارة العامة لبرنامج التحويل واعادة الهيكلة لضمان نجاح برنامج التحويل والتغيير ونقل المعرفة.
تم تصميم نظام جديد للمشتريات وتم تطبيقه على خمسة مشاريع تجريبية.
تقلصت قوائم الانتظار في كل من الهاتف الثابت والهاتف الجوال.
التعلم والنمو:
اعيد تصميم الانظمة الرئيسية في مجال الموارد البشرية وهي جاهزة للتطبيق.
تم وضع الهيكل التنظيمي المستهدف الجديد حتى ادنى المستويات.
تم وضع وتطبيق اسلوب التخطيط الاستراتيجي الجديد «الخطط الاستراتيجية الخمسية والسنوية» على مستوى الشركة ووحدات العمل.
تم تصميم نظام جديد لادارة الاداء «بطاقة الاداء المتوازن» ويتم حالياً اجراء التجارب عليه، وتم تطبيقه في بعض القطاعات مثل تشغيل الشبكة وخدمات كبار العملاء.
|
|
|
|
|