|
| الاقتصادية
ما إن يذكر المليار حتى تشنف له الآذان ويسيل له لعاب الفقير والغني بين أمنية الأول واستثمار الثاني وفرص الاستثمار في بلادنا والحمد الله تقدر بالمليارات وفرص عوائدها تفيض بالمليارات ايضا.
وغدا سيحل علينا الصيف وسيضخ مصطافون في اقتصاديات الدول السياحية قرابة عشرين مليار ريال وكان في الإمكان توجيه واستغلال نصف هذا المبلغ لو أحسن توظيف السياحة في الداخل في بلد فيه من التنوع البيئي والمناخي والأثري والمقومات الأخرى الشيء الكثير والكبير، ومن ثم فإن دور هيئة السياحة الجديدة ليس في استغلال تلك المقومات فذلك كبير أمام حداثة نشأتها وقلة ملياراتها وإنما يكمن في حسن وتوجيه الاستثمارات الوطنية الى هذه الصناعة وتشجيعها بحسن الادارة والخبرة والمنح والقروض من جهات الإقراض وخدمتها بالإعلام السياحي الناجح في جذب المواطن قبل غيره نحو السياحة في بلده وكشف إمكاناته له في هذا المجال حتى لا ننتظر استثماراً اجنبياً في هذا القطاع ينافس المستثمر الوطني ويحرمه مورداً مهماً في عقر داره.
والاستثمار الملياري في السياحة يذكرنا بالستين مليار ريال سنوياً التي تحولها العمالة الأجنبية الى الخارج وهو مبلغ كبير بكل المعايير لم يستطع مستثمرونا الإفادة منه ولو بتوظيف قدر منه بالمساهمة بينهم وبين اصحابه في مشاريع في الداخل او حتى في الخارج مع العلم انه في الإمكان استثمار ثلثه على الأقل بشرياً عن طريق توطين قسم كبير من الوظائف والمهن والحرف ومن ثم إعادة قرابة عشرين ملياراً الى الداخل وإثراء الاقتصاد المحلي بها، كما ان فرض رسوم على العقود والتحويلات الأجنبية لصالح تدريب العمالة الوطنية وبرامج متطلباتها أمر ممكن للحد من دورة الاقتصاد للخارج بمثل تلك الأرقام. إن هذا الثلث إذا ما أُحسن توظيفه وفعل في خطط اقتصادية واستثمارية لتدريب الشباب بمختلف المستويات وإيجاد فرص وظيفية ومهنية كثيرة قد لا يكفون لسدها لعدة سنوات بدل وضع البطالة الذي يعانون منه والوضع المعيشي المتدني لهم، إن هناك الآلاف من الوظائف الكبيرة والمهن المرموقة التي تدر ذهباً في القطاع الخاص ويتمناها الجامعيون فضلا عمن دونهم ولا تحتاج الى عبقرية او الى ذكاء خارق أكثر من تدريب وتأهيل لفترة محدودة هنا او هناك، فأين المستثمرون في مجالات التأهيل والتدريب وقبله وبعده أين روح المواطنة ومعطياتها وآثارها المختلفة القريبة والبعيدة وأبعادها في المشاريع الاستثمارية الكبرى التي تقدم العنصر الأجنبي وتؤخر العنصر المواطن المكافىء له تأهيلاً وشهادة على الأقل والباقي يتم بالاكتساب والتدريب.
|
|
|
|
|
