| مقـالات
مع مطلع العام الدراسي القادم تعود الحملات التوعوية الأمنية والمرورية على مستوى المملكة، وعلى مستوى المناطق.. وقد حققت هذه الحملات قفزات نوعية في مجال التوعية العامة لمواطني ومقيمي المملكة.. وعندما تتواصل الحملات يعني ان المشروع لم يكتمل ويحتاج الى مزيد من التعميق التوعوي للناس في مجالات محددة.. والى التأكيد المستمر على جوانب خاصة في مشروع التوعية العامة.. ولربما ان المديرية العامة للأمن العام قد وضعت على نفسها مهمة «التوعية اولا» كمرحلة اساسية في مشروع الأمن والسلامة السعودي.. ولهذا فقد شهدنا في العام الماضي حملة توعوية شاملة امتدت الى كافة المناطق والمدن والقرى والهجر السعودية، ووظفت الحملة كافة وسائل الاعلام والاتصال الشخصي لتوصيل الرسائل التوعوية المعنية الى مختلف شرائح المجتمع..
ولقد لمسنا - نحن في الرياض - نشاطا نوعيا متنوعا وكبيراً في مختلف المواقع والأوقات، ومتوجها لكافة الشرائح الاجتماعية.. كبارا وصغارا، رجالا ونساء، مواطنين ومقيمين.. وشارك في هذه الفعاليات التي أشرفت عليها شرطة منطقة الرياض اساتذة جامعيون، ومعلمون، ورجال أمن، وطلاب، ونساء متخصصات، واعلاميون من مختلف وسائل الاعلام.. وقد استطاعت الحملة الخاصة بمنطقة الرياض ان تحقق نجاحات واسعة وانجازات كبيرة على مستوى حجم الرسائل، وتنوع الوسائل، وتعدد الشرائح، واختلاف الفعاليات التي شملتها الحملة..
ومن الجهود التي ابرزتها حملة منطقة الرياض انشاء المركز الاعلامي الخاص بالحملة، ووجود معرض أمني اشرفت عليه ادارة الشؤون العامة بشرطة منطقة الرياض.. وحسب علمي وما تناقلته الصحف ووسائل الاعلام في حينه ان هذا المركز والمعرض قد زاره ألوف من الأشخاص سواء مسؤولين او شخصيات رسمية ورجال اعلام واساتذة ومعلمين وطلاب، اضافة الى جمهور عام من مختلف شرائح المجتمع.. وكانت المدارس والوفود تزدحم في زيارات متواصلة للمعرض الأمني الذي هيأ للناس التعرف على حجم الحوادث وأسبابها، والاطلاع على صور وافلام توعوية عن المرور والمشاكل الأمنية، التي تهدف الى زيادة وعي الناس ومعرفتهم بأساليب وطرق تفادي الحوادث وزيادة انضباطية الحركة الأمنية في المجتمع..
ولاحظت تواصلا مع مضامين الحملة الأمنية والمرورية لمنطقة الرياض حتى بعد انتهاء المرحلة الأولى لها، فكانت هناك دعوات لأساتذة الجامعات ورجال الاعلام وغيرهم من فئات المجتمع للزيارات المتواصلة مع ادارات ومراكز الشرط في منطقة الرياض، والالتقاء بالقيادات الأمنية والمرورية للتحادث والمناقشة حول المسائل والقضايا الأمنية والمرورية.. وكان مدير شرطة منطقة الرياض اللواء عبد الله الشهراني مهتما كثيراً بالصورة الذهنية لرجال الأمن.. وهناك عدد من البرامج التي وضعتها الشرطة تسعى الى تحقيق هذا الهدف وزيادة توعية الناس بالمسؤوليات الأمنية الملقاة على عاتق هذه الأجهزة.. وهناك زيارات متواصلة تنظمها الشؤون العامة بشرطة الرياض لمجموعات من الاعلاميين والمثقفين واساتذة الجامعات والطلاب والمعلمين لزيارة بعض مراكز الشرط بمدينة الرياض، لتعريفهم بمهام هذه المراكز وابراز الدور الأمني لها، وتطوير قاعدة علاقات حميمة بين طرفي المعادلة الأمنية..
ولاشك ان كسر الحاجز النفسي الذي قد يقف حائلا دون تفاهم واعٍ بين رجال الأمن والمواطنين لا يكون الا بتواصل مباشر بين الطرفين والتقاءات حميمة وعلاقات مخلصة ووعي عميق بدور مشترك بين مختلف فئات المجتمع.. وهذا ما تحاوله ادارات الأمن العام وشرط المناطق ومختلف أجهزة الداخلية من حملات توعوية تسعى الى تعزيز العلاقة الوثيقة بين رجال الأمن والمواطنين وكذلك توعية الناس بأهمية مشاركتهم في مسؤولية الأمن الشامل للمملكة.
ان تواصل الحملات التوعوية يعكس - فعلا - وعيا مهما لدى الأجهزة الأمنية في ضرورة توظيف أجهزة الاعلام ومختلف وسائل الاتصال في توصيل الرسائل الأمنية الى الجمهور في حملات متتالية تهدف الى تعزيز الأمن الوقائي الذي سيخفف من ضحايا ومقدرات الأمن العلاجي.. فحملات الوقاية التي تسعى اليها الحملة الوطنية للتوعية الأمنية والمرورية التي تتواصل معنا العام القادم - بإذن الله - هي قاعدة انطلاق وعي، وتأسيس معرفة واطلاع على ما ينبغي ادراكه لتفادي الحوادث والمشكلات الأمنية والمرورية.. وكما نعرف ف«ريال وقاية خير من مليون علاج» فالمبالغ البسيطة التي نصرفها على حملات التوعية لا تساوي شيئا يذكر اذا ما قورنت بحجم الخسائر المادية والبشرية التي نفقدها سنويا نتيجة الجهل او الاهمال.. فاذا كنا نفقد سنويا من جراء الحوادث ما يقرب من خمسة وعشرين بليون ريال، فلماذا لا نضع مائة مليون ريال وهي نسبة تقل كثيراً عن واحد في المائة من مجمل الخسائر في حملات توعوية مركزة يتحقق من خلالها النجاح الكبير لأهداف وغايات المجتمع..ويتوافر للمجتمع عوائد جديدة لا تقدر بثمن لا سيما اذا كانت مرتبطة بالارواح وهي اغلى ما يدخره الانسان واثمن ما يملكه الوطن.
|
|
|
|
|