| مقـالات
يظل توظيف الشباب قضية لن تستطيع الدولة حلها منفردة دون تعاون الخبراء والاقتصاديين والغرف التجارية ومراكز التدريب والتأهيل وتعاضد الوزارات المختلفة مع القطاع الخاص في ترسية مشاريعها ووضع شروط السعودة أو نسبة السعودة كأحد أهم جوانب المفاضلة بين عطاءات الشركات المتقدمة..
إن من بشائر اهتمام الدولة بأبنائها الشباب هو فكرة انشاء لجان استشارية تدرس وضع الشباب وسبل توظيفهم وهي فكرة لاشك ان اهتمام سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز بالشباب واهتماماتهم يقف خلفها فالأمن الداخلي واستمرار منظومة التنمية وتواصل حلقات التطور والنماء مرتبط ارتباطاً عظيما بايجاد الفرص للشباب وابتداعها وابتكارها وتأهيل الشباب لها ويعيب الخبراء والمخططين ان يتعثروا في إيجاد مخرج فالإشكالية الآن في مرماهم فالدولة تضع توظيف الشباب في أول اهتماماتها والشباب عانوا من الفراغ وقلة الحيلة وخواء الجيب واليد من المال وتاهت مشاعر الرجولة في دواخلهم وتسربت أحلام البيت والأسرة في ظل العوز لعمل يمنح الإنسان خاصية الاستقرار والإحساس بالعطاء.. والسوق تعج بالقادمين من دول مختلفة بعيدة وقريبة وكلهم يعملون ويقبضون ويصطفون في طوابير طويلة وممتدة تخرج من بوابات البنوك لتقف بمواجهة حزائنية مع أحلام الشباب المتسكع الذي يقتعد قارعة الطريق يتعثر بذرات الغبار ويدفن أحلام عمره في مقابر الفراغ والبطالة تباعاً..
هذه الطوابير الممتدة التي يقف أولها عند «كونترات البنوك» وحساباتها التي «تطير» ريالاتنا الى الخارج ويقف آخرها في واجهات الشوارع وتعطل مرورنا وتزيدنا قهراً.. فلكل أسرة خريج لم يعمل أو قريب أو ابن جار أو أخت زميلة أو أخ صديقة كل ذاق مرارة البقاء بدون عمل وهي مسئولية جماعية لا تقف الدولة وحيدة فيها..
فالدولة تحاول وتدرس وها هي رعاها الله تطمئن الشباب على مستقبلهم لكن ما دور الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة.
فإذا كنا فجعنا ببعض شركات القطاع الخاص التي تبحث عن الفوز بجائزة السعودة بدون أن تسري في عروقها المواطنة الحقيقية وهي تصف الاسماء الوهمية لشباب سعوديين يعملون لديها حتى تفوز بالجائزة من وراء بطاقاتهم التي أخذت صورها ورصتها في ملفات في أقسام التوظيف لديها فإننا فجعنا أكثر حين نعلم أن المشاريع الحكومية الكبيرة تذهب لشركات اجنبية بينما نرى ونجزم أن شركات سعودية قادرة على القيام بها، وأقرب هذه المشاريع مشروع وزارة المعارف لبناء ثلاثة آلاف مدرسة الذي رسا على مجمع تجاري أمريكي فهل شركات الداخل لا تستطيع بناء المدارس بينما اثبتت شركات وطنية جودتها في مدارس البنات وهل تختلف مدارس البنين عن البنات..
لِمَ لا تستثمر مثل هذه المشاريع الكبيرة كفرصة لايجاد وظائف للشباب ولماذا لا يجعل أحد أهم شروط ترسية واختيار العطاءات هو ايجاد وظائف مناسبة للسعوديين وتأهيلهم لشغلها فالشركة التي تحظى بترسية المشروع عليها تلزم بإقامة ورش عمل يتأهل من خلالها الشباب للعمل في المشروع.
ودهشتنا كبيرة إزاء عدم الإحساس بالمشكلة التي تكاد بل هي لا تكاد بل هي تحرق أحلام الشباب تباعاًً وتنمي داخلهم إحساساَ عارماً بالنقمة على كونهم جاءوا لهذه الدنيا متأخرين فلم يحظوا بما حظي به من جاء قبلهم بسنوات يسيرة..
إن مهمة المفكرين والمثقفين والاقتصاديين من ذوي الحس الوطني العالي أن يبقوا حلقات التواصل بين الأجيال وأن ينشئوا سلسلة طويلة من الحب تحوي أعناق الأجيال وتشعرهم بالرابط الدافىء والجميل وهو الوطن.
البريد الإلكتروني: FatmaAlotaibi@ayna.com
ص.ب. )26659( الرياض )11496(
|
|
|
|
|