| العالم اليوم
بالصدفة فقط، ، وكنت أتهيأ لكتابة مقالتي اليومية، وأشغل نفسي، ، أو بالأصح أشغل عينيَّ بمشاهدة شاشة التلفاز، ، بينما كان عقلي يتحاور كالعادة مع المفردات والكيفية التي أبدأ بها المقالة، وفجأة جذبني البرنامج الذي كانت تبثه المحطة الفضائية، وكان مقطعاً لحوار مع عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، والذي أعجبني أكثر ما أعجبني أن الحوار من أسئلة وأجوبة وتقاطعات وردود كانت جميعها باللغة العربية الفصحى، رغم أن الحوار كان يجري في محطة مصرية والتي كثيراً مايخرج مذيعوها ويستعملون اللهجة المصرية، ، إلا أن الحوار تواصل بين عميد الأدب العربي ومحاوريه والذين لم اكن أعرف اغلبهم وإن ظهر من ضمنهم الأستاذ يوسف السباعي رحمه الله والاستاذ نجيب محفوظ، وكانا الاصغر سناً من بين الحضور، وكانوا يعاملونهما وكأنهما من تلامذتهم ورغم أن الاستاذ نجيب محفوظ قد استأثر بأهم الأسئلة الحوارية والتي كان منها سؤاله للدكتور طه حسين، عن أحب الصفات إلى نفسه، الناقد، أو الروائي، أو المربي أو السياسي، ، الدكتور طه حسين طلب توضيح السؤال، لأن الاستاذ نجيب محفوظ طرحه مطولاً اذ جاء حسب «حفظي» له بعد سماعه في «المحاورة»،
سعادة العميد، تقلدت وأديت الكثير من الأعمال، فتصديت للنقد الأدبي وكتبت الرواية، وتقلدت الوزارة، وترأست الجامعة وعمادة الكلية وخضت العمل السياسي، فأيها الأقرب الى نفسك الروائي أو الناقد أو المربي، أو السياسي، ،
ويظهر أن السؤال كان طويلا فلم يشأ عميد الأدب العربي أن يقتصر جوابه على المقطع الأخير، ، فطلب الإعادة مع التركيز، ، فكان أن لحظ السؤال الأستاذ يوسف السباعي، ، وبين قهقهات طه حسين والكوكبة الكبار الذين كانوا يحيطون به وأعترف انني لا أعرفهم، اجاب الدكتور طه حسين:
أحب الأعمال إلى نفسي، ماكنت أشعر بأنه أداء تام للواجب، ، فكل عمل يحقق الهدف الذي من أجله يبذل الجهد هو الأقرب الى نفسي، ،
وإذ أضاف احد الحضور: إنكم ياسعادة العميد كتبتم الشعر في صباكم ثم تركتموه،
قهقه عميد الأدب العربي وأجاب والابتسامة لم تفارقه، ، الشعر نزوة من نزوات الشباب، ، وقد تركناه لكم، ،
تلك إضاءات تابعتها في حوار من مقطع صغير لعميد الأدب العربي ضم عمالقة الأدب، من كتّاب الرواية والصحافة والشعر، وفيه إضاءات ولمحات فكرية عديدة، ، وجدت ألا أضن بها على القراء، ، وهو جهد وأداء للواجب أجدني منساقا للاتفاق مع عميد الأدب العربي الذي هو أستاذ لنا جميعا حتى وإن لم نعاصره ونتلق منه مباشرة،
، ، فالجهد الذي يحقق الهدف المؤدي للواجب والذي ينفع الناس هو الأقرب إلى نفسي، ،
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah، com
|
|
|
|
|