| مدارات شعبية
«التتن» هو الاسم الشعبي الذي أطلق على لفافة التبغ او ما درج تحت مسمى «الدخان».. وربما أن اختيار مسمى «التتن» كان ترقيقا لمفردة «النتن» بأن زاوجوا نقطة نونها بنقطة أخرى لتصبح «التتن» بديلة «للنتن»، وكلاهما مربوطان بالرائحة الكريهة.
لعل من أشهر «التتانين» الذين ساهموا في انتشاره إعلانياً رجل يدعى «ديفيد ماكلين» وقد لا يخفى اسمه على كثيرين منكم وكذلك صورته وهو يمتطي صهوة جواده برفقة زميله التتان الآخر «بوب».
هذا الرجل آخر أخباره انه مات بعد إصابته بسرطان الرئة.. وكما ساهم في انتشار «التتن» في حياته كانت قصة صراعه المرير مع السرطان ومن ثم موته شعاراً لجمعيات مكافحة التدخين في سنوات مضت كان المدخنون يمارسون عادتهم في سرية تامة وذلك حياء من مجتمعهم المحافظ الذي تنبذ كافة شرائحه هذه العادة وتمقتها.
تدخينهم سر حبيس في صدور شلة التدخين وصدر عامل البقالة الذي يبيع «ابكات التتن» لهم!!
سحق السيجارة بيده والاكتواء بجمرتها أهون بكثير من أن يكتشف أو يُذاع عن أحدهم «انه يتتن»!!
ما دفعني لهذه المقدمة هو إقدام بعض المطبوعات عندما تستضيف ضيفا وقع في شراك «التتن» مبرزة صورته وهو ممسك بسيجارته وكأن الصورة لا تحلو ولا تكون أكثر تعبيراً إلا بسيجارة.. وإن لم تفز بهذه الصورة فإنها تحرص على إظهار صورة علبة السجائر بجانب ذلك الضيف.
ولكم أن تتوقفوا تبعية ان يستمرئ القارئ مثل تلك الممارسات وأن تكون تلك المطبوعات دعامة اعلانية «للتتن» ولكن هذه المرة ليست مع «ديفيد ماكلين» ورفيقه «بوب» ولكن مع أولئك الضيوف.
alkoon16@hotmail.com
|
|
|
|
|