| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة بعد التحية.
في هذا العصر بالذات أصبحت السرعة ومسابقة الوقت سمتين بارزتين له، وما هذا التقارب بين دول العالم من الشرق إلى المغرب ومن الشمال إلى الجنوب إلا دليل واضح على تلك النقلة في ميدان المواصلات والاتصالات، وفي هذه البلاد التي حباها الله مساحات شاسعة وكيلومترات متنائية فانه يصعب الاتصال بالآخر والالتقاء به الا اذا استغلت وسائل الاتصالات الحديثة والتي تكفل السرعة في ذلك وعدم التأخر ليس هذا فحسب، بل وبدقة خيالية في ذلك.
وفي عالم المشاهير على وجه الخصوص الذي هو محور حديثنا فان هناك مجموعة متآلفة من العقبات تحول دون الاتصال بالآخر بالشكل المرضي، فالرياضيون مشغولون بالدورات والمسابقات الرياضية والتي هي جل وقتهم فالمتبقي من الوقت لديهم هو لأهلهم وذويهم، فيبقى محبوهم دون اتصال بنجومهم المفضلين - كما يقولون - والكتّاب ايضا لهم زوايا يلتقون فيها بمحبي ادبهم وطروحاتهم ولكن ذلك غير كاف؛ إذ الاطروحة محددة بوقت معين وقدر معين لا يستطيع الكاتب الاخلال بهما، فلا يستطيع ذلك المعجب نشر التعليق او الاضافة او النقد او الاستدراك على تلك الاطروحة الا بعد مدة تطول غالبا بسبب ان الصفحة يشترك في الكتابة فيها آلاف من الكتاب!! فقد ينشر اولا ينشر كما هو حال هذا المقال!! ومن خلال كل ما سبق فانني اقترح اقتراحا بسيطا لعل فيه تلبية لهذه الرغبة الملحة في التواصل، ذلك بأن يقوم صاحب الشخصية المرموقة سواء كان ذلك مسؤولا او كاتباً او مؤلفاً او شاعراً أو لاعباً او غيرهم بالابانة عن عنوانه البريدي العادي او الالكتروني من خلال المواقع الخاصة على الشبكة العنكبوتية او تذييل مقالة ان كان كاتبا بعنوانه، وبذلك يستطيع القارئ او المعجب الاتصال بمن يرغب التواصل معه إما بنقد بناء او استدراك على اخطاء او التوجه له بثناء او غير ذلك مما يحب ان يقوله بكل خصوصية تحفظ لكلا الطرفين الود والتقدير والاحترام، بعيدا عن المهاترات الصحفية او اللمز الجارح المؤذي اوالصيحات المتعالية والتي لايجتني من ورائها إلا التباغض والتنافر غير اللائق بذوي الوعي والثقافة وبناة الابدان والعقول والافهام .. فأين موقع هذا الاقتراح من دائرة اهتمامات المشاهير والمرموقين على مختلف مستوياتهم واتجاهاتهم؟! أتمنى أن أرى وغيري تواصلا مهذباً بين تلك الفئات يحقق السامي من الاهداف ويطرح الوضيع منها، وان نفيد من تلك التقنيات بالشكل الذي يسهم في تقدمنا بعيدا عن المظاهر والمباهاة المنحرفة في غايتها المستقيمة في وسائلها، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
سعد عبدالرحمن النفيسة
الرياض - كلية اللغة العربية
|
|
|
|
|