رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 13th May,2001 العدد:10454الطبعةالاولـي الأحد 19 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

المخالفون يتذمرون ويتضجرون
قسيمة السرعة تأديب وتهذيب وهي قليلة عليهم
حدثني احد الزملاء ان اسرته تعرضت لمجزرة مرورية مفجعة راح ضحيتها من راح؛ وشلّ منهم من شُل ؛ وغاب بغيبوبة منهم من لم يُفق.
قلنا الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه. ما الخطبْ؛ ما الأمر؟ اتراه قد انفجر الاطار؛ ام ان السائق قد غط في سبات عميق؟ قال:لا إنما الامر وما فيه ان شاباً يقود سيارته بسرعة متهورة قد ارتطم بهم وادى ذلك الى ايقاع ضحايا واصابات مختلفة لافراد الاسرة. وليت الامر وقف عند ذلك فحسب.
فلو كان كذلك لهان وما هو وربي بهيّن. قلت اجل ! قال: ان السلطات الامنية اودعت الفتى السجن «التوقيف» فاشغلني ذووه وقرابته بالاتصالات والشفاعات العائلية لكي لا يفوته الامتحان؟ اذ هو بصدد اداء امتحانات الشهادة الثانوية ليتمكن من الالتحاق بالكليات المرموقة؟ «ويل للشجي من الخليّ» هذا الحدث المتهور بصدد اداء الامتحانات الدنيوية وضحاياه بصدد امتحان منكر ونكير في غياهب القبور قد فارقوا الاهل والقصور فأي نظرة قاصرة هذه وأي شطح فكرى هذا لكن كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام في الصحيح «ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الأولى: اذا لم تستح فاصنع ما شئت». نعم:- اذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء. قلت ان كان ذلك وهذا غيض من فيض من هذه الحالات التي ضجت من هولها المستشفيات وترمّل بسببها الزوجات؛ وتشتت بها شمل الاسرة والقرابات؛ وتيتم بها الاطفال والفتيات. وهذا نوع من الاعتداء على الدماء والحرمات وازهاق للانفس البريئات، قال تعالى: «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق» وقال أيضاً «ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» وقال: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» الى غير ذلك من الدلائل المستفيضة بهذا الصدد التي يضيق المقام عن ذكرها. بل قد افتى سماحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بانه لا يجوز السماح لمن ظهر من حاله الفساد والإفساد بل يحرم السماح له لان الله تعالى يقول: «فمن عفا وأصلح» فقد اناط سبحانه الثناء على العافين بالاصلاح ومن سمح لمن ظاهر سيرته الاستمرار في الفساد ليس من الاصلاح. وانني بهذه المناسبة استغرب ايما استغراب ما نسمعه من تضجر وتذمر بعض السائقين من قسيمة السرعة المحددة في النظام. بل الاغرب من ذلك والادهى والامر ما نلاحظه من بعض اخواننا من تعاونهم على الاثم والعدوان وتعاونهم مع المتهورين من هؤلاء الاحداث وغيرهم والتستر عليهم وابلاغهم عن نقاط تفتيش المرور ومراقبة السرعة وكأننا نقول لهم استمروا في غيكم وتهوركم.
ومن ابرز الامثلة على التعاون معهم ليحصدوا الارواح ويقتلوا الابرياء اضاءة الانوار في الطرق السريعة في النهار بقصد اشعار القادم ان امامه جهاز مراقبة السرعة او نقطة تفتيش الى غير ذلك من الطرق والوسائل الماكرة التي يجب ان نرتقي عنها الى عالم الحضارة وعدل الاسلام وان نحب لاخينا ما نحب لانفسنا. فان قسيمة واحدة تؤدبنا خير من التهور الموتور الذي يحقق الاخطار المحدقة والمهالك المفجعة وللذي ندين الله به ان هذا العمل - اعني به اعانة المتهور على سرعته - ضرب من ضروب التعاون على الاثم والعدوان؛ واشاعة للفوضى العارمة.
ولذا نجدالعلماء عندما يفتون في كفارة متوفى ينظرون مباشرة الى سؤال عن السائق هل هو بحالة معتبرة شرعاً وهل تجاوز السرعة المقررة؟ مما يجعلونه اصلاً للحكم في مثل هذه المسائل. بل اني اهيب برجال المرور ان يضعوا حدا لهؤلاء العابثين اذ ان البعض لا يصلح لهم الا النظام والانتظام لانهم يريدونها عوجا. قال الشاعر:


لا يصلح الناس فوضى لاسراة لهم
ولا سراة اذا جهالهم سادوا
والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل.

علي بن محمد حسن الحماد
القصيم - رياض الخبراء

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved