|
| عزيزتـي الجزيرة
ودعت عائلة البليهد/ لدى مقابر النسيم/ بعد عصر الثلاثاء 14/2/1422ه ابنها/ صالح الناصر البليهد... رحمك الله يا أبا ناصر.. غادرتنا الى الولايات المتحدة قبل سبعة أشهر وعدت محمولاً على الاكتاف.. سنة الله في خلقه.. الموت مكتوب على كل حي.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
عرفتك بشوشاً مبتسماً تسعى الى الخير ومساعدة الناس.. ربما شهد لك البعيد قبل القريب.. هكذا الدنيا بغربتها وغريبها.. ها أنت تغادرها وترحل عنا بهدوء بعدما عشت بيننا بهدوءٍ أيضاً.. الكل يعرفك.. مجلسك باسم وتسعى في حاجة قاصدك.. دون تملص او تخلص!!.. ربما قدمت حاجة الغير على حاجتك ولكن.. ان كنت كريماً فالله اكرم !.. وإن كنت رحيماً فالله ارحم!.. وإن كان احسانك الى الناس من اجل وجه الله وهو كذلك إن شاء الله فأبشر إن شاء الله فقد قدمت على رب رحيم غفور ودود.
هكذا حسبناك والله حسيبك.. ولا عصمة من الخطأ سوى للانبياء.
نعم لقد اصابك ما أصابك.. وعانيت ما عنيت ولكن لعله رفعة لك بالدرجات إن شاء الله.. رأيتك قبل سفرك الأخير بيوم واحد فقط.. ولم اعلم انه اللقاء الاخير!! لقد استقبلتنا منذ ان كنا صغاراً وكنت الصدر الحنون لي عندما كنت طالباً في الجامعة قبل اكثر من اربعة عشر عاماً.. لقد جئتك وقت الشدة فلقيتك اخاً حنوناً.. فتحت بيتك وقلبك.. وكنت وقتها شاباً لا يعرف دروب الحياة وجوانها الأخرى فقلت لي قف!! هذا هو طريق النجاح! وحتى رسوبي في بعض المواد في الجامعة عندما بكيت.. قلت لي طريق النجاح يبدأ بالفشل!.. هكذا لم يتطوع احد بالتوجيه!! والكل مشغول بنفسه!!
ولكنك انت نظرت بعين العطف الى هذا الشاب الغريب!! والنفوس ربما لا تشغل بعليائها!.. والناس معادن كما اخبر سيد الهدى صلى الله عليه وسلم ولعلك من النفائس. أهلنا عليك التراب مع الدموع.. ولكنها سنة ربنا تعالى ورضينا.. لن اطيل.. ولن اتكلم بهذه العجالة عن مآثر رجل مثلك.. ولكن عزاءنا اننا نعرف انك مسلم إن شاء الله ولن تكون الدنيا للمسلم بأفضل من الآخرة.. اللهم أجرنا في مصيتنا واخلفنا خيراً منها.. ونسأل الله لك الرحمة والمغفرة.. وحمدًا لله على قضائه.
عبدالرحمن البليهد
حائل
|
|
|
|
|
