| الاخيــرة
كنت المرأة العربية في الأسبوع المنصرم على موعد مع مؤتمر دولي هام تحت عنون «المرأة والتنمية في الوطن العربي»، وهو مؤتمر اكتسب أهمية خاصة من كونه المؤتمر العلمي الأول الذي تنظمه جامعة زايد في الامارات، وبرعاية من «منظمة اليونسكو» ومشاركة نخبة طيبة من الباحثين والمختصين من كافة أرجاء الوطن العربي، ممن تهمهم قضايا المرأة، والارتقاء بمكانتها على كافة المستويات،
وقد شاركت صفوة من النساء الخليجيات والعربيات في هذا المؤتمر ممن وصلن الى مراتب متقدمة في العلم والسياسة وصنع القرار،
ولقد شرفت بتمثيل المملكة العربية السعودية في المؤتمر، وذلك من خلال مكتب التربية لدول الخليج، بورقة تحت عنوان: دور المرأة العربية، ، في القيادة وصنع القرار،
كانت جامعة زايد للبنات خلية دبت فيها الحركة الدائبة بشكل لافت للنظر في ظل تنظيم وحسن ادارة رائعين ، وأضفت الموضوعات المطروحة للبحث على المؤتمر معنى متميزاً، خاصة وان اسلوب الطرح العلمي، والحوار البناء هما اللذان سادا وقائع هذا المؤتمر،
وفي ذروة انشغالنا النشط في تبادل أفضل السبل والأفكارللارتقاء بالمرأة العربية، الى المكانة اللائقة بجهودها واسهاماتها في التنمية العربية، وفي قيامها بمسئولياتها المتعددة في مجتمعاتها المختلفة، خرجت علينا الفضائيات بتلك المأساة الهائلة للطفلة العربية الفلسطينية «إيمان حجو» !
ففي الوقت الذي كنا نفتق فيه قدرات المرأة العربية وطموحاتها المستقبلية كانت قذائف العدو الصهيوني وصواريخه تدك مخدع المرأة العربية في «غزة» وتنبش جسدا بريئا، لم يتجاوز شهوره الاربعة، فتتقطع احشاء البراءة، وتفتح شظايا الارهاب الاسرائيلي فجوة في ظهر ايمان كافية لأن تخرج منها رئتاها وكبدها، بينما تخترق شظايا أخرى بطنها ورأسها، كأنما تفتش تلك الشظايا عن الآمال العربية حيثما كانت وتغتالها بكل برود وعنجهية،
ومع كل هذا النحر النازي في جسد ايمان الا أنها أصرت على ان تغادرنا مبتسمة، لكأنها أرادت أن توصي بالتحدي والاصرار على تحقيق الطموحات والنصر بإذن الله،
ما قابلت أحداً، أو حدثته إلا وكان الحديث كله ضراعة الى الله أن يسكن شهداءنا فسيح جناته، وأن يرينا في هؤلاء القتلة عجائب قدرته، وأن يجعل سهامهم في صدورهم الظمأى لدماء الأبرياء،
جميعنا متفقون على ان ما يقوم به اليهود، ليس غريبا أو مستهجنا، أليسوا قتلة الأنبياء والرسل؟ أليسوا ناقضي العهود والمواثيق؟ لكننا نتفق أيضا على ان هذا الصمت العجيب الذي يلف العالم كله عامة وعالمنا الاسلامي والعربي خاصة، هو غريب ومستهجن،
كل العالم ثار وصال وجال بمن فيهم المسلمون والعرب من أجل أصنام في افغانستان تحت شعار الحفاظ على التراث الانساني، وكل العالم نفسه صمت ونام حين كان الأمر يتعلق بالانسان نفسه وكأنما «الأصنام» تتألم أكثر من «إيمان»، وفتات الصخور أرهف من الأحشاء، ، ولست أدري أهكذا شاء أعداؤنا ، ، أم هكذا نحن نشاء، ، وتاليتها؟!!
|
|
|
|
|