| القرية الالكترونية
* الجزيرة - فهد الزغيبي:
أقيم الأسبوع الماضي في مدينة الرياض المؤتمر والمعرض السعودي الدولي للتجارة الإلكترونية 2001 في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات وعلى ساحة معارض الرياض وبإشراف مباشر من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووزارة التجارة، وما إقامة هذا الحدث تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيزولي العهد و افتتاحه من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض نيابة إلا دليل كبير على أهمية هذا المؤتمر لمملكتنا الحبيبة ولأبنائها،
هذا المؤتمر الذي حضره العديد من الشخصيات الهامة في هذا المجال من داخل المملكة وخارجها وجميعهم من المتخصصين في هذا المجال ولا يستطيع أي شخص إنكارما تضيفه مثل هذه المؤتمرات والمعارض لدولة ما زالت في بداية طريقها نحو الانتقال للعصر المعلوماتي خاصة بعد دخول خدمة الإنترنت للمملكة، الإنترنت التي ما زال الكثيرون يرغبون في دخولها خاصة إذا علمنا أنه بنهاية العام سيبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة حوالي المليون حسب تصريح سابق لمسؤول في شركة الاتصالات السعودية إذ يبلغ العدد الآن حوالي 500 ألف مستخدم حول المملكة،
ومع ازدياد عدد المستخدمين وتعطشهم للاطلاع على كل جديد في هذا العالم الساحرإلا أنهم مازالوا يصطدمون على أرض الواقع بالكثير من العوائق التي كان آخرها الرسوم التي فرضت على كل شخص يريد حضور اللقاءات والمحاضرات في مؤتمرالتجارة الإلكترونية،
ومع أن هذه الرسوم اعتبرها المنظمون رمزية وهي )600 ريال للبرنامج أكمله مع وجبة غداء( و)100 ريال ورش العمل والمعرض فقط( إلا أن الكثيرين تذمروا منها خاصة أن رسوم الإنترنت في المملكة تعتبر مرتفعة جدا فهناك رسوم الاشتراك وهناك رسوم فاتورة الهاتف وكلها تعتبر مكلفة جدا،
خاصة إذا علمنا أن أغلب مستخدمي الإنترنت في المملكة هم الذين تتراوح أعمارهم بين 21-24 سنة وهم من محدودي الدخل فهم إما طلاباً وإما أشخاصاً ما زالوا في بداية حياتهم العملية ولا يملكون الدخل المادي الذي يقوم بسد جميع الاحتياجات الحياتية اليومية بالإضافة إلى رسوم الإنترنت التي أصبحت مطلبا ضروريا وأساسيا في حياة الكثير منهم،
وهذا المؤتمر والمعرض كما هو معروف للجميع ومن خلال المنشورات الموزعة من المنظمين تم برعاية الكثير من الشركات بل إن كثرة عدد الشركات سبب - كما يبدو- للمنظمين إحراجا كبيرا في كيفية وضع شعاراتهم على المنشورات فقاموا بتصنيفهم إلى أربع فئات وهي:
-راعٍ رسمي بدرجة بلاتين: ويضم 4 جهات،
-راعٍ رسمي بدرجة ذهب: ويضم 6 جهات،
-راعٍ رسمي بدرجة فضة: ويضم 7 جهات،
-راعٍ رسمي فقط: ويضم 3 جهات،
هذا بالإضافة إلى مجلتين رسميتين و ثلاث صحف رسمية،
أولم يكن من الأفضل لو أن تم تحصيل هذه الرسوم "الرمزية" من المشاركين التجاريين بدلا من جيوب المهتمين للتزود بالمعرفة من أبناء الوطن؟
والذي أثار تذمرالكثير من المهتمين دليل المعرض الذي طبع طباعة فاخرة ويحتوي على الكثيرمن الإعلانات للشركات المشاركة وغير المشاركة،
وكما نما إلى علم «الجزيرة» أن الكثير من المستخدمين والأشخاص قد فوجئوا بتلك الرسوم واضطر بعضهم لدفعها رغما عنه رغبة منه في الاستفادة من تلك المحاضرات التي قام بإلقاء الكثير منها مندوبون ومسؤولون في شركات عالمية وهو ما يكفل لهم دعاية وإعلانا،
أما البعض الآخر فلقد فضل أن يتابع تلك المحاضرات من خلال صفحات الصحف السعودية اليومية التي تحوي صفحة واحدة فقط لأخبار الكمبيوتر والإنترنت الذي بدوره يؤدي إلى عدم كفاية المساحة لتغطية هذه المحاضرات والتي يبلغ عددها يوميا أكثر من 3 محاضرات تمتد الواحدة منها لحوالي الساعة والنصف،
وبين صفحات الصحف وتلك الرسوم فمن المستفيد من عدم حضور أبناء الوطن لتلك المحاضرات واستفادتهم منها خاصة أن الجميع يطالب بنشر الوعي الإنترنتي بين المستخدمين في المملكة وتفعيل استخدامهم لها فيما يعود على تثقيفهم ونفعهم
فكيف يلام الكثير من المستخدمين عندما يتجه إلى مواقع غير مرغوب فيها أوأماكن محادثات يصرف فيها جل يومه في ظل غياب التوعية ووضع حواجز وعوائق أمامهم عند رغبتهم حضور المحاضرات والمؤتمرات؟،
هذا سؤال تتمنى «الجزيرة» أن يفكرفيه المسؤولون كثيرا،
|
|
|
|
|