| مقـالات
من الطبيعي أن تكون مرحلتنا الراهنة وهي التي تجعلنا نفكر بأمور عديدة في وقت واحد طالما هي تتجه إلى تحسين المستوى العلمي والثقافي بل والاقتصادي والاجتماعي لأن ايقاع العصر السريع لا ينتظر متى يفيق النيام من غفوتهم إذ اصبح الزمن والوقت يقاس بالمكاسب وليس بالأحلام والخيال، وبما ان شرقنا العربي مستهدف بالتدمير والعداوات الكثيرة، فعلينا المواجهة بالتسلح العلمي والثقافي وتنظيم الاسرة من بين تلك الاسلحة التي نطرحها لنواجه تلك التحديات باعتبارها اساس التركيز الاجتماعي، ومن الاعمدة التي ينبغي ان تنال اهتمام أرفع جهات التخطيط سواء في ذلك الدينية او الادارية. وطبعاً أعني بذلك تكوين الاسرة على اساس تعاوني لا يقصد من ورائه المكاسب المادية- كما يفعل بعض الجهلاء من الآباء الذين يتاجرون ببناتهم لنقص الوعي وزيادة الجشع المادي- مما جعل الطرفين- الشباب والفتيات - في موضع الحيرة إلى درجة الضياع، فالشاب حديث التوظيف والتخرج الذي يفكر في تأسيس أسرة جديدة يجد عقبات كثيرة في طريقه، ولا سيما اذا ما كان من اسرة متواضعة مادياً أهمها بطبيعة الحال العقبات المادية التي يحتاجها المقدم على الزواج ولاضرورة إلى تعدادها لانها معروفة ومحسوبة فاذا ما التجأ إلى أسلوب الدين والقروض التي تشجع عليها البنوك فسوف يجد نفسه رهينة اقساط شهرية تستولي على معظم دخله وتربك حياته الأسرية إلى سنوات واشهر طويلة قد تزرع خلافات زوجية وهو في بداية انشاء تلك الأسرة.
وقد يجد من يشجعه على الزواج من الخارج بسبب ضآلة التكاليف ومحدوديتها، وهذه لها مشكلات كثيرة لا مجال إلى التعرض لها في هذه الوقفة السريعة انما الذي أريد أن أصل اليه ان الإقدام على مثل هذه الخطوة فيه ضرر لفتاة مواطنة سوف تصاب بالإحباط لأن ذلك الشاب كان المفروض ان يتقدم لها وليس الانصراف إلى الزواج من الخارج ولو وجد ذلك الوسيط- الشرعي- الذي يعتمد عليه في النصيحة، وتسهيل عقد الزواج لما تصرف ذلك الشاب بوحي من زملاء لا ينظرون إلى الأمور نظرة واعية بعيدة لذا فإنني أرجو من الجهات المسؤولة دراسة فكرة جعل الوسطاء الشرعيين- المأذون- يمارس نشاطاً أوسع عن طريق فتح مكاتب رسمية تستقبل طلبات الزواج من كافة الأطراف ويكون وسيطاً في تذليل العقبات بأسلوب حضاري ولا بأس من إكساب عمله اسلوباً حديثا بتسجيل العناوين والمواصفات والامكانات المادية لكل راغب زواج مقابل رسم معين بطريقة سرية لا يطلع عليها أحد وعدم الاستعانة إلا بمن يحمل شهادات شرعية وفي تصوري ان مثل هذا الأمر سوف يساعد كثيراً في تذليل العقبات في طريق راغبي الزواج وشكراً للزميل الذي أوحى إلي بمعالجة هذه الفكرة المهمة في مسيرتنا المستقبلية التي يعتمد عليها المجتمع في تأسيس الأسرة سعيدة.
للمراسلة ص.ب 6324
الرياض 11442
|
|
|
|
|