رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 13th May,2001 العدد:10454الطبعةالاولـي الأحد 19 ,صفر 1422

مقـالات

نوافذ
صفارة الإنذار
أميمة الخميس
يتعامل الأطفال مع الزمن والعالم الخارجي من حولهم، بشكل مؤقت ولحظي، أي يفسر الطفل العالم من حوله بشكل آني منقطع عن سياقه الزمني، فهو مثلا يفضل أن يلتهم قطعة الحلوى الآن ولو كانت هذه الحلوى ستحرمه من نزهة الغد، لكن نضجه الفكري والسلوكي يجعله يفضل أن يغنم الآن دون ربط فعله هذا بتبعات الغد.
بالتأكيد السلوك المقتطع من سياقه الزمني ينم عن خلل إدراكي فيما يتعلق بالعالم الخارجي، هو أبرز ملامح قصور النضوج الفكري والسلوكي، وكثيراً ما يربط بالطيش والتهور وما هنالك من المسميات للتصرفات التي تفتقد الحكمة والمسؤولية.
هذا على مستوى الأفراد ولو أخذنا هذه النظرية وحاولنا أن نطبقها على نطاق أوسع تطال شرائح كثيرة من المجتمع، لوجدنا نماذج واضحة وصارخة تندرج في نفس هذا الإطار.
فعلى سبيل المثال وزارة الزراعة والمياه أنفقت وبذلت جهداً واسعاً فيما يتعلق بحملة ترشيد المياه، واستمرت تلك الحملة فترات طويلة كان من الممكن أن تقود إلى تغيرات جذرية في سلوكنا تجاه المياه، ولكن هذا لم يحدث وظل استعمالنا للمياه يتهاوى في نفس المنحدر اللامسؤول المبذر، وكأننا على أعظم أنهار العالم...!!! وليس أفقر بلد في العالم بالنسبة للحاجة للمياه، على حين نجد أن استعمال الفرد للمياه لدينا يوازي ضعف استعمال الفرد على المستوى العالمي...!! وأذكر عندما كنت في مدينة )تورنتو( في كندا، وهي التي تقع على بحيرة )أونتاريو( أكبر البحيرات العذبة في العالم وعلى الرغم من هذا فقد كان يصادفنا في كل مكان في المدينة ملصقات تدعو إلى ترشيد المياه...!!
ولكن لدينا الوضع مختلف تعامل مع الواقع الموضوعي بشكل منقطع عن سياقه العام وبشكل غير مسؤول أبداً وكأننا لانعي بأن مخزون مياهنا الجوية يتناقص، ،إننا نشرب من البحر، وأي طارئ لهذه المياه المحلاة القادمة من البحر ستسبب اضطراباً كبيراً يشبه الذي يحدث في أيامنا هذه بعد انقطاع المياه عما يوازي )ثلثي( المدينة.
فهي حالة استنفار عامة طرقت جميع المنازل والأحياء، تدخل فيها المرتزقة ونهازو الفرص، في ظل الارتباك العظيم الذي رافق المشهد..؟؟
طبعاً لم يستطع الكثير من خلال هذا الاضطراب الكبير أن يجعل له نافذة صغيرة يطل منها على أحد الاحتمالات المتوقعة في المستقبل، التي قد تكون قاب قوسين أو أدنى، ولكنا نتعامل مع الوضع بشكل آني ومؤقت، وكأنه غمة وتزول أو لربما سحابة وتنقشع..!!
تماماً كتعاملنا مع أيام )الطفرة( الاقتصادية وكأنها شيء دائم ومؤزل لا يتغير، بجميع سلوكياتها وإفرازاتها، وانعكاسها على الكثير من المفاهيم المجتمعية المتعلقة بأهمية المال والوقت والعمل وما هنالك.
الأطفال وحدهم الذي يقتطعون حاجتهم من سياقها ويحاولون القفز على كل شيء للوصول إليه... وليس المجتمعات التي يفترض بها الوعي الحقيقي والإحساس بالمسؤولية تجاه محيطهم المدني وما يصادفه من طوارئ ومشكلات.
ردود:
الأستاذ عبدالعزيز المانع شكر وافر على كلماتك ومتابعتك، وكتابي الذي أشرت إليه، تناوله د. عبدالله الغذامي في كتابه المرأة واللغة بشكل يقترب مما أشرت إليه وهو صادر عن دار الأرض وقد نفدت طبعته الأولى وأنا بصدد إصدار الطبعة الثانية... وشكراً مرة أخرى.
E-Mail:OmaimaKhamis@Yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved