| مقـالات
عندما قررت وزارة المعارف إدخال مادة التربية الوطنية ضمن مناهجها التعليمية بدأت حالة من عدم الرضا تظهر عند بعض المعلمين، وعندما طلبت الوزارة من المعلمين عقد لقاءات تربوية خارج وقت الدوام الرسمي ليتأملوا من خلالها في أدائهم التدريسي ويتحاوروا حول أفضل الممارسات التربوية الصفية ظهرت حالة من التململ عند كثير من المعلمين. وعندما طلبت الوزارة من المعلمين الكف عن اتخاذ الضرب أسلوباً في التعامل مع الطلاب كان للمعلمين رأي مخالف تماماً. ومن جهة أخرى، لم يتقبل ويتفهم المعلمون حتى الآن الدور الإصلاحي الذي يؤديه المشرفون التربويين بحجة أن اهتمامات هؤلاء المشرفين التربويين لا تتجاوز مجرد التشفي وإبراز الذات وتصيد الأخطاء.
في اعتقادي الشخصي أن مواقف المعلمين تلك لم تكن سوى محاولة من بعضهم لتجنب تحمل عبء جديد يضاف إلى أعبائهم السابقة، أو محاولة للبحث عن الطرق السهلة المختصرة ولو على حساب الأهداف التربوية الثمينة. لقد أدت الاتجاهات والمواقف السالبة من بعض المعلمين إلى ظهور فجوة أو فراغ تربوي مخيف بين ما يراه المعلمون من جهة وما تراه وتأمله الاجهزة المركزية التخطيطية من الجهة الأخرى.
الحاجة الآن أصبحت ماسة إلى ردم الفجوة بين رؤية المعلمين ورؤية الجهاز التخطيطي، خصوصاً إذا ما علمنا أنه لا مناص من تحميل أي مشروع تربوي على أكتاف المعلمين في نهاية المطاف. فخطط وبرامج التعليم تؤول في النهاية إلى معلم يغلق على نفسه وعلى طلابه باب غرفة الفصل، والله وحده أعلم بما يجري في تلك الغرفة. إنني أشك أن نحقق شيئا يذكر من طموحاتنا التعليمية طالما بقيت فجوة «المعلمون - الجهاز المركزي» قائمة.
انني من هذا المنبر أدعو كل المعلمين إلى التأمل بعمق وصدق فيما تطرحه الوزارة أو إدارة تعليم المنطقة من مبادرات تربوية تطويرية، وعليهم أيضاً أن يتعرفوا بدقة على الدور الجوهري المطلوب منهم تأديته في أي مشروع تطويري، كما أنني أعود لأوكد أن نجاح أي مشروع تربوي تطويري حقيقي سوف يبقى دائماً مشروطاً بمصادقة المعلمين عليه. أليسوا هم الذين يقفون يومياً على خطوط التماس، أو خط إطلاق النار إن شئت.
|
|
|
|
|