| العالم اليوم
* موسكو نيودلهي رويترز:
أعلنت روسيا عن عدم قناعتها بنظام الصواريخ الأمريكي الجديد فيما بدت ا لهند متحمسة للمشروع بدوافع تكشف عن رغبتها في إضافة بعد استراتيجي للعلاقات مع واشنطن على خلفيات عدة لابد وأن يكون بينها الوضع المتوتر بين نيودلهي وإسلام أباد.
فبعد مباحثات مبدئية بشأن الدرع الأمريكي جرت في موسكو أمس قال الكسندر ياكوفينكو المتحدث باسم الخارجية الروسية للصحفيين ان المحادثات بين خبير الأسلحة الأمريكي بول ولفويتز والمسؤولين الروس كانت جوهرية لكنها «لم تقدم اجابات بل أثارت مزيداً من التساؤلات».
وأضاف «الولايات المتحدة لم تتمكن من ان تقدم لنا حججا تقنعنا بأنهم يرون بوضوح حلا لمشاكل الأمن الدولي دون الإضرار باتفاقات الحد من التسلح القائمة منذ 30 عاما. لكن أريد أن أوضح أن المحادثات ستستمر».
وكان ولفويتز قد وصل الى مقر وزارة ا لخارجية الروسية أمس لإجراء محادثات مع المسؤولين حول النظام الصاروخي الأمريكي الجديد الذي يتبناه الرئيس جورج بوش.
وكان متوقعا ان تكون موسكو أصعب نقطة في مهمة الخبير الأمريكي لكسب التأييد الأوروبي لخطة بوش لإقامة درع صاروخي يحمي الولايات المتحدة وحلفاءها من هجمات صاروخية من جانب دول تصفها واشنطن بأنها «دول مارقة».
وترى روسيا ان الخطة ستضر بالاستقرار الاستراتيجي ومعاهدات الحد من التسلح.
ويرأس ولفويتز وهونائب وزير الدفاع الأمريكي وفدا رفيع المستوى يضم ستيفن هادلي نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكي. ويلتقي الوفد الأمريكي مع خبير الحد من التسلح الروسي يوري كبرالوف وفياتشيسلاف تروبنيكوف النائب الأول لوزير الخارجية ومسؤولين من وزارة الدفاع الروسية، هذا وقد بدأ وكيل وزارة الخارجية الأمريكية ريتشارد ارميتاج أمس الجمعة محادثات في الهند حول خطة واشنطن لإنشاء نظام الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ وذلك بعد ثلاثة أعوام من تسبب التجارب النووية الهندية في تعكير صفو العلاقات بين البلدين.
وربما يجد ارميتاج الذي يقوم بجولة آسيوية لشرح الخطة التي تبناها الرئيس جورج بوش آذانا صاغية وتفهما من نيودلهي التي تسعى الى تحسين صداقتها الجديدة مع واشنطن.
فقد أسرعت الهند الى الإشادة بخطاب بوش الاسبوع الماضي مؤيدة دعوته الى وقف سباق التسلح وتدمير الأسلحة النووية.
إلا أن الهند لم تؤيد صراحة الخطة الأمريكية لإقامة درع الصواريخ المضاد للصواريخ التي جاء ارميتاج للتفاهم بشأنها والتي ربما تؤدي الى إلغاء معاهدة الحد من الصواريخ ذاتية الدفع التي وقعت في عام 1972م.
وبعد احتفال قلد فيه رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي عسكريين أوسمة وأنواطا أكد موقف بلاده في هذا الصدد قائلا «نحن نرحب بكل خطوة نحو تخفيف شبح الرعب النووي الذي نعيش فيه اليوم.. وفي هذا الإطار رحبنا باقتراحات الرئيس الأمريكي بوش الداعية الى خفض كبير في ترسانات الأسلحة النووية والابتعاد عن تطوير مزيد من التقنيات النووية الهجومية.
نحن نرحب بعرضه التشاور مع الحلفاء والقوى الكبرى ضمن إطار جديد للأمن».
وتزامنت زيارة ارميتاج للهند مع زيارة بدأها رئيس الوزراء الصيني جو رونججي الى باكستان أمس.
ويعتقد محللون ان رد الفعل الهندي الذي جاء مؤيدا على غير المتوقع لواشنطن يأتي في إطار رغبة نيودلهي في إضافة بعد استراتيجي الى العلاقات مع الولايات المتحدة.
وعارضت الهند في السابق نظام اعتراض الصواريخ الأمريكي المقترح خشية أن يدفع ذلك الصين الى إنشاء ترسانة نووية خاصة بها مما يدخل الهند في سباق للتسلح مع جارتها العملاقة.
من جهة أخرى نشرت صحيفة كورية جنوبية مقابلة مع ارميتاج نقلت فيها عنه ان درعا صاروخيا محدودا من شأنه ألا يثير سباقا للتسلح سيقدم لحلفاء واشنطن إذا اثبتت هذه التقنية نجاحها.
ونقلت صحيفة جونجانج ايلبو عن ارميتاج قوله «هذه خطة أمريكية لكن إذا نجحنا فإنها ربما تتاح للحلفاء».
وأضاف ارميتاج «نعتقد أنه إذا نجحنا وكانت لدينا التقنية الكافية للتصدي لعدد محدود من الصواريخ فمن الممكن مد الدول التي تواجه دولا مارقة تشتري أو تصنع الصواريخ نظاما بديلا لإقامة درع خاص لحمايتها».
|
|
|
|
|