|
| القرية الالكترونية
احتفلت المملكة العربية السعودية في الأسبوع الماضي بإقامة مؤتمرين دوليين أحدهما في الصحة الإلكترونية في جدة والآخر في مجال التجارة الإلكترونية في الرياض، وقد تمت هذه المؤتمرات برعاية كريمة من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظة الله ، ولي في هذا اليوم وقفة مع هذين الحدثين الكبيرين اللذين إن شاء الله سوف يحدثان نقلة كبيرة في هذين القطاعين في بلدنا الغالي إن شاء الله تعالى:
1 من خلال متابعة المحاضرات سواء الخاصة بالدول الأخرى أو بالمملكة العربية السعودية يتضح للقارئ أن المملكة العربية السعودية قطعت شوطا كبيرا في تقنية المعلومات وخاصة في مجال العتاد وتأمينة Hardware)) حتى وصل الأمر إلى أن السوق السعودي يفتقر دائما إلى وجود بعض الأجهزة وهذا دليل على القوة الشرائية في المملكة، كما أن نمو المعلوماتية في المملكة العربية السعودية هي 817% وتشكل السعودية 70% من سوق الخليج، وتأتي كدولة رقم 40 من بين الدول العالمية في مجال المعلوماتية.
2 من خلال المتابعة اتضح أن هناك خلطا في الأوراق المقدمة وخاصة من بعض القائمين فعندما نتحدث عن التجارة الإلكترونية فيجب أن يشارك أكثر من شخص وليس فقط المتخصص في مجال الحاسب الآلي ، وبكلمة صريحة وواضحة وبيّنة فإن المتخصص في مجال الحاسب الآلي يستطيع أن يوفر البيئة المناسبة من حيث التجهيزات والحماية والآلية التي يمكن أن يتم فيها العمل، أما قضية التجارة والمنافسة والتسويق عبر الشبكة والإعلانات فأعتقد أنه يجب أن يشارك فيها المتخصصون في هذه المجالات وليس صحيحا أن يتحدث المتخصص في مجال الحاسب أو المتخصص في التجارة بصفة عامة عن التجارة الإلكترونية وحده فقط، بل يجب أن يكون العمل تكامليا، فعلى سبيل المثال فالمتخصص في الحاسب لا يعرف أسلوب الدعاية والإعلام ولا التسويق وطريقته عبر الشبكة وهذا فن قائم بذاته في الوقت الحاضر لذا يجب أن يشاركه في هذا المجال المتخصصون ليكون العمل تكامليا. والذي أميل إليه هو أن التدريب مطلب أساسي في الوقت الحاضر في جميع المجالات، فالمتخصص في التجارة يجب أن يحصل على بعض الدورات التدريبية في مجال الحاسب الآلي لكي يكون مستخدما وعارفابالإمكانيات التي يتيحها الحاسب الآلي لنشاطه، والمتخصص في مجال الحاسب الآلي يجب أن يأخذ دورات سواء في الصحة أو التجارة أو التعليم أو غير ذلك من الأنشطةالتي يرغب أن يتخصص فيها لكي يكون قادرا على التفاهم مع من يتحدث، ومثله بقية الأنشطة.
3 اتضح من خلال اللقاءات التي عقدت أن مشكلة العالم وليس المملكة فقط هي مشكلة الكوادر البشرية وليس في التجهيزات المادية، ولذا فإن إعادة التأهيل للشباب مطلب أساسي في تلك المرحلة، وعلية فإن التركيز على الدورات الموجهة لقطاع معين في مجال المعلوماتية ينبغي أن تكون لها الأولوية في بند التدريب لدى المؤسسات و الوزارات ولدى وزارة المالية أيضا، وليت وزارة المالية تستحدث بندا بعنوان التدريب على المعلوماتية من أجل تشجيع العاملين في قطاعات الدولة على النهوض بمستوياتهم وفي تطوير أعمالهم لكي يقوموا بتشغيل وتوظيف الأجهزة المادية التي قامت وزارة المالية بتوفيرها وأن الأجهزة لا تعمل بذاتها ولاسيما نحن مقبلون على الحكومة الإلكترونية ، وليت وزارة الخدمة المدنية تشترط دورة على الأقل لمدة ستة أشهر لمن يتقدم لأي وظيفة في الدولة حتى المعلم والمعلمة، لكي تساهم في المعلوماتية في بلدنا الغالي.
4 هناك جهود كبيرة مبذولة في قطاعات الدولة وفي القطاع الخاص للنهوض بالمعلوماتية لكن من أهم العقبات هي «البيروقراطية» المتأصلة في بعض الإدارات، فالحاسب الآلي ينبغي أن يكون صانع قرار ومختصرا للمسافات فعند بناء برنامج معين ينبغي أن تراعى هذه النقطة فمثلا إذا كان أمر الصرف من المستودع يجب أن يتم من خلال 6 قنوات في النظام الحالي ، يجب أن تختصر هذه القنوات إلى قناتين مثلا بحيث يوافق المدير المالي مثلا ويرسل الأمر آليا إلى المستودع ويقوم المستفيد باستلام المطلوب، أما إذا أردنا أن ننقل ما لدينا من أنظمة «بيروقراطية» في الحاسب فإن الحاسب يصبح في هذه الحالة مجرد مستودع لحفظ البيانات، وليس هذا هو المقصود في المعلوماتية، وبالتالي يمكن القول بأن معظم البرامج الحالية هي نسخة من البيروقراطية الموجودة والأجهزة هي بمثابة مستودع لحفظ البيانات ومثلها بعض مواقع الإنترنت التي تبنى بطريقة خاطئة، وسوف تعيد معظم الوزارات والمؤسسات والشركات برامجها ومواقعها وفق الطريقة العلمية العملية في المستقبل القريب.....
أخيرا هذه دعوة للوزارات والمؤسسات والشركات لمراجعة هذه النقاط والاستفادة منها في الخطط المستقبلية إن شاء الله تعالى، وشكرا لولاة أمرنا الذين أتاحوا لنا الفرصة لنقف مع العالم صفا واحدا في مجال المعلوماتية، وبقي دورنا نحن فهل نقوم به ...إن شاء الله
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
almosa@almosa.net
|
|
|
|
|
