| الثقافية
* كتب علي سعد القحطاني:
غسان زكريا كاتب معروف في الصحافة العربية له بصماته الواضحة في إثراء المقالة السياسية حيث يؤكد لنا في حواره معنا ان الكاتب الجيد هو الذي يحرص على تكوين ثقافته الذاتية، ومتابعته الدؤوبة لكل ما هو جديد ومفيد في هذا الفن، كما دعا الكاتب الى التسلح بالمعلومات وأن يحيط بكل التفاصيل والجزئيات في كل ما يكتب.. كما أشار الضيف في حواره معنا الى رؤيته التقييمية للصحافة ما بين الأمس واليوم.
ويرى أيضا أن إعلام هذا العصر يسلط الضوء على لاعب كرة القدم ويظل يلاحقه حتى يصنع منه نجما بينما يرى ان هناك أدباء أفنوا أعمارهم في محراب الفكر والأدب والإبداع ومع ذلك فالناس لا تعرف عنهم شيئا كأنهم لم يولدوا معنا.
* حبذا في البدء ان نقرأ صفحاتك الأولى من سيرتك؟
غسان زكريا، صحفي سوري عربي، بدأت العمل الصحفي بعد تخرجي من الجامعة الأمريكية في بيروت وحصولي على الإجازة في التاريخ القديم، كانت لدي رغبة في الصحافة ثم احترفتها فيما بعد، منذ تاريخ 1/1/1956م.
* من عاصرت من الصحفيين في ذلك الوقت؟
عاصرت في الشام الأستاذ نجيب الريس صاحب جريدة القبس الذي كان له مواقف نضالية وكان عضواً في المجلس النيابي ويعتبر أحد الذين ساهموا في صنع استقلال سورية، ومن الذين تأثرت بهم نقيب الصحافة منصور بابيله.
تركت سورية في عام 1968م وجئت للمملكة، وغيرت مهنتي من الصحافة الى الفندقة وصرت مديرا عاما لفنادق اليمامة وزهرة الشرق لمدة أربعة أشهر ثم ذهبت الى لبنان وعملت في مجلة.. الحوادث.. لصاحبها سليم اللوزي واعتقدت أنني تأثرت به ونهجت نهجه في مجال الكتابة الصحفية، كان يكتب كما يقول أخواننا المصريين في لهجتهم الدارجة «شكل تاني» كان سليم اللوزي يكتب بقلبه، بدفق، بحماس، وكان يوجه أسئلة صحفية الى كبار الشخصيات من ملوك وأمراء وقادة، وزعماء، كان يواجههم بالأسئلة التي تتوفر فيها المصداقية والصراحة المعلومة الصحيحة.
* ما رأيك في الجيل الجديد من الصحفيين؟
أعتقد ان الجيل الجديد من الصحفيين انتقل الى عالم «العولمة» والانفتاح الإعلامي وعالم ما يسمى بالفضائيات، هذا العصر الذي اختصر فيه الزمان والمكان بتقنياته المذهلة وأجهزته الإعلامية المتطورة ولكنه ليس كالجيل الماضي الذي عاصرته حيث يفتقد هذا الجيل الى العمق الثقافي والمخزون الفكري والمادة العلمية التي كنا نتميز بها سابقا عن هذا الجيل الجديد.
* ما مصادرك المعلوماتية في كتابة المقالة؟
مصادري المعلوماتية متنوعة حيث إنني أقرأ بشكل يومي سبع صحف يومية أربع منها جرائد عربية وثلاث منها تكون باللغة الإنجليزية واستقي معلوماتي أيضا من الاتصال الشخصي فأنا مثلا إذا أردت الكتابة حول شخصية ما فإنني أظل على اتصال دائم به كما أحرص على التحاور والتحدث معه لكي أحصل على المادة المطلوبة بالإضافة الى أن لدي مكتبة ضخمة وأرشيف متكامل تمدني بالمعلومات التي أحتاج إليها ما بين فينة وأخرى.
* ما النوع الذي تميل إليه في كتابة مقالاتك؟
أميل في كتاباتي الى المقال السياسي كما كتبت عدة مقالات اجتماعية وأصدرت عدة كتب وأرى أن الناس تميل في متابعتها للصحف الى الأخبار السياسية والاجتماعية وتبدو هذه النوعية من الأخبار هي الأقرب الى عقول الناس حتى وإن لم يتعاطوا السياسة وتأخذهم على مناحي يجهلونها والإنسان دائما يحب الاستطلاع أما عن نفسي فأنا لا أكتب إلا ما أراه حقا وخيرا وجمالا.
* ما هي أدوات الكاتب الجيد؟
الكاتب السياسي الجيد قبل أن يكتب يجب عليه ان يتسلح بالمعلومات وأن يحيط بكل التفاصيل والجزئيات كما ينبغي على الكاتب أن يكون على اتصال بأصحاب القرار وعلى مقربة منهم.
* رؤيتك بشكل عام للصحافة وهل الفضائيات والعولمة ساهمت برقيها؟
للأسف أرى الهشاشة والسطحية في بعض المواضيع التي تطرحها الصحافة.. الجيل الماضي كان أصيلا في تناوله للأحداث الصحفية بكل شفافية في التعاطي للخبر والإخلاص والعمق والصدق.
الجيل الماضي كان جميلا غارقا في الروحانيات بعكس العالم الآن نجد انه غارق في الماديات والآن نعيش عصر الكمبيوتر والعولمة والفضائيات التي أفسدت الإعلام بكل أسف والمال يلعب دورا كبيرا في تهشيش الإعلام العربي بدلا من العمل على تطويره وجعله منافسا للإعلام الصهيوني المنتشر في العالم.. كما ألحظ على الصحافة اهتمامها البالغ بالصفحات الرياضية ومتابعة أخبار نجوم الرياضة.. فلاعب كرة القدم يحقق شهرة في العالم العربي في غضون أيام وأسابيع بينما نجد ان هناك أدباء مغمورون أفنوا أعمارهم في سبيل الفكروالأدب والابداع ومع ذلك فإنهم يبقون مجهولين منسيين من الذاكرة والسبب يعود الى بعد وسائل الإعلام وعدم تسليط أضوائها على هؤلاء النخبة.
* يلاحظ في بعض مقالاتك استشهادك بالشعر والأقوال المأثورة؟
أحيانا أضمن بعض مقالاتي السياسية بعبارات وأقوال المشاهير وأحيانا أدخل القصة أو الشعر في مقالتي وأضطر أن استشهد ببيت شعر للمتنبي أو أبي العلاء المعري أو البحتري وأعمل على ان أستنطق في مقالاتي نثريات الجاحظ والشيخ عبدالعزيز التويجري.
* ما هو جديدك في الأيام المقبلة؟
سوف أصدر في الأيام المقبلة كتابا ضخما بعنوان «ملوك سوريا خلال 6000 سنة» من مجلد واحد مكون من سبعمائة صفحة بألوان علما بأن هذا المجلد حصيلة ثلاث وثلاثين سنة من البحث والدراسة والتحقيق.
أما المراجع التي استندت إليها في بحثي فهي أكثر من عشرة آلاف مصدر.
|
|
|
|
|