| تراث الجزيرة
قال نوفاليس : «إنك توشك على الاستيقاظ عندما تحلم بأنك تحلم».
هناك حقب تاريخية بعيدة وقعت في الظل كان البدو جزءاً منها. البدو عالم نابض يجيش بالحياة، نظرية في الاقتصاد لم تدرس، قامت حياتهم على الدينامكية والتكافل في مواجهة الظروف المحيطة بهم أثناء ترحالهم المستمر خلف دروب المطر.
البدو رواد الصحراء، روح المغامرة زرعت في أبنائهم الذين عشقوا الأساطير وحاولوا أن يكونوا أحد أبطالها، البدو بنظراتهم الحادة كالصقور، وقدرتهم الذهنية العالية القادرة على كشف الزيف،ذائقة خاصة ومقدرة عجيبة للنقد يقدرون الكلمة ويحترمون المرأة لا يخدعهم البريق ولا يضللهم العجاج.
البدو لا يحترمون النعومة والرقة في الرجال قلوبهم كبيرة ينعشهم وقع أقدام الخيول، يطربهم حادي الليل وقصص امسيات السمر، البدو بطباعهم الصلبة المتكئة على الأعراف والتقاليد بأخلاقهم القائمة على النبل الفروسي المكتسب منذ آلاف السنين.
زحفت عليهم الحضارة وكبلتهم وشتتت أبناءهم في اصقاع الدنيا.
البدو اضاعوا العلامات الدالة في غابة غشاها الضباب يقفون اليوم عند مفارق الطرق حائرون يقودون سياراتهم سارحون يحاولون التحليق بأجنحة قصيرة.
البدو في مجالسهم يبحثون عن زبدة الكلام ويكرهون التفاهة وأصحابها.
أجبرتهم ظروف الحياة أن يجلسوا مستمعين!! البدو حلفاء المطر تخنقهم الغربة يحنون إلى البراح الفسيح حيث هدوء الطبيعة يحلمون بعالم بلا ضجيج حتى الجرابيع والضبان فقدت صغارهم.
البدو تجدهم على أطراف المدن بنظراتهم الحزينة يبحثون عن الدفء .
ابناء الصحراء يفاخرون بأمجاد آبائهم وأجدادهم هممهم عالية دائماً، رغم كثرة القيود وعذابات السنين.. يوماً ما سوف نكتشف بأننا اضعنا شيئاً عزيزاً وغالياً ونأسف عليه، أتمنى ألا يكون ارتباطنا بالبادية.
سطم الغبين
|
|
|
|
|