|
| شرفات
ما بين عنوان دال وموجز يوحي بالسخونة والحيوية وبين الشمس المشرقة احتضنت مدينة المنيا مؤخراً مؤتمراً أدبياً بعنوان «ثقافة المواجهة» نظم المؤتمر إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي رأسه الدكتور عبدالحميد إبراهيم وافتتحه محافظ المنيا وبحضور الدكتور جمال نجيب التلاوي عميد كلية الآداب وأمين عام المؤتمر ورئيس هيئة قصور الثقافة محمد غنيم وشارك في المؤتمر العديد من الباحثين والكتاب والنقاد والأدباء.
بدأت أعمال المؤتمر وسط حالة من الادانة للممارسات الاسرائيلية الأخيرة حيث غلب الخطاب السياسي على المتحدثين.
أكد د. عبدالحميد إبراهيم رئيس المؤتمر على أهمية واحياء ثقافة المواجهة في نفوس الاجيال الجديدة مشيراً إلى حتمية الصراع العربي اليهودي وأن جوهره هو صراع بين الخير والشر لذا علينا ترسيخ ونشر ثقافة المواجهة حتى نستطيع التصدي لهذا الشر كما ان العدو الحقيقي للعرب هو من يساند ويدعم إسرائيل، وللأسف هناك من يساند ويدعم إسرائيل من داخلنا وأعني بهم جماعة كوبنهاجن التي أخذت على عاتقها الاسراع بعجلة التطبيع مع اسرائيل، فيجب علينا التصدي لكل هذه المحاولات ومن أهم طرق التصدي هي ثقافة المقاومة.
وهاجم د.جمال التلاوي عميد كلية الآداب بجامعة المنيا وأمين عام المؤتمر ثقافة السلام، واعتبرها نتاجاً حقيقياً لمسميات عديدة مثل الشرق أوسطية وغيرها من المصطلحات التي نتلقفها من أمريكا لتضع اسرائيل على الخارطة العربية.
وأكد التلاوي ضرورة تمسك المثقفين بموقفهم تجاه كافة المحاولات التي تهدف لاختراق ثقافتنا من قبل اسرائيل أو من يروجون للتطبيع معها.
فيما أكد محمد غنيم رئيس هيئة قصور الثقافة أن ثقافة المواجهة لا تعني فقط مواجهة ثقافة العدو فهذا مفهوم ضيق ويجب أن يتسع إلى تنمية الشعور بالتعرية في مواجهة الثقافات المحيطة وكذلك تدعيم موقف ثقافتنا لنواجه الثقافات الوافدة.
وطالب الدكتور أحمد الصاوي بضرورة مواجهة الخطر الصهيوني بكافة الطرق الممكنة لأن ما يقوم به اليهود الآن من مذابح وحشية شيء لا يقبله عقل وأشار الصاوي الى ضرورة اتحاد المثقفين حتى يتسنى لهم مواجهة التطبيع والعنف الاسرائيلي.
سخونة ممتدة
وامتدت سخونة وحرارة المناقشات الى محاور المؤتمر الأخرى النقدية والأدبية والفنية، حيث قدم الشاعر شعبان يوسف دراسة نقدية تناول خلالها قصائد عدد من شعراء أوضح فيها جانب ثقافة المقاومة وقد أحدثت الدراسة بعضا من الجدل حولها فيما يتصل بمحاولة الشاعر الالتفاف حول بعض النصوص ولي عنقها من أجل إظهار ثقافة المواجهة.
كما قدم الدكتور محمد حسن عبدالله بحثاً بعنوان في وهج شمس الجنوب تناول خلاله تسعة دواوين للشعراء محمد بخيت وياسر الباشا، وحسن العمراني وحسن الشريف، واسماعيل حلمي وعمر عبدالحافظ وجمال العرب وكلهم من شعراء الجنوب، وقدم الناقد الدكتور عبدالرحيم يوسف الجمل بحثاً بعنوان التناص القرآني واستلهام التراث الانساني وقدم د.مجدي توفيق دراسة بعنوان مواجهات الشعر.. قراءة في دواوين من الجنوب وقدم الناقد عزازي علي عزازي بحثاً بعنوان الحلم والشعر والغناء في قصائد الجنوبيين.
وفي مجال القصة القصيرة قدم د. عبدالحميد إبراهيم دراسة بعنوان الصعيدي وأدب المواجهة.. طه حسين نموذجاً، وقدم كل من د.جمال التلاوي الراوي في روايات الحبوب وفي المسرح قدم الدكتور محمد عبدالله حسين بحثاً بعنوان حيرة كتاب الدراما في الصعيد أوضح فيه مدى حيرة الكاتب في تناول واقعه ومشكلاته المعاشة وبين التطلع لمعالجة مشكلات أوسع وأكبر في ظل عدم إتاحة الفرص لذلك إلى جانب دراستي محمد قطب وأمجدريان.
توصيات المؤتمر
وانهى المؤتمر أعماله بإصدار توصياته التي أكدت على إدانة العدوان الصهيوني على جنوب لبنان وسوريا وفلسطين وتهديداته لبعض الاقطار العربية بتصريحات عنصرية استفزازية وعدوانية على لسان بعض قادته السياسيين والدينيين.
كما أكدت التوصيات على موقف الشعب المصري الرافض للوجود الصهيوني ومقاطعته سياسياً ودبلوماسياً وثقافياً واقتصادياً، ورفض الممارسات غير الشرعية للولايات المتحدة الامريكية التي فرضت نفسها كبديل للشرعية الدولية المتمثلة في الأمم المتحدة.
وأكدت التوصيات على أن تلك الممارسات التي تصب أحقادها وعدوانيتها بالقصف والحصار على شعوبنا العربية في العراق والسودان وليبيا بما يوقع أكبر الضرر على المصالح القومية العليا وخدمة المشروع الصهيوني الاستيطاني في المنطقة العربية.
ودعت التوصيات هيئة الكتاب لاصدار موسوعة الصهيونية للدكتور عبدالوهاب المسيري ضمن مشروع مكتبة الاسرة حتى تكون متاحة للجميع، كذلك أكدت التوصيات على حرية الابداع والمبدعين وقضايا النشر الاقليمي والقومي.
|
|
|
|
|
