| شرفات
نفتقد في عصرنا الراهن الى الصداقة الخالصة التي طالما نشدناها وأسهبنا في الحديث عن ماهيتها ومقوماتها وآثارها البالغة على الفرد والمجتمع على حد سواء.
فلنتعرض أولا لماهية الصداقة، بالبحث عن معنى الصداقة في المعجم نجد ان الصداقة والمصادقة تعني المخالة، وصدقه النصيحة والإخاء أي أمحضه له والاسم: الصداقة والصديق: المصادق لك والجمع صدقاء صدقان وأصادق وأصدقاء.
أما عن مقومات الصداقة فهي كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر، النزوع الى تكوين صداقة يكون فيها الصديق جزءا من النفس لا تستطيع النفس ان تحيا بدونه وفي ذلك يقول مصطفى الرافعي عن الصديق: «ان الصديق هو الذي اذا غاب أحسست ان جزءا منك ليس فيك فسائرك يحن اليه».
ومن خلال ذلك تتجلى أهمية الصداقة إذ تشبّه الصداقة بعضو من اعضاء الجسم يحن الباقي اليه وأنّى يعيش بدونه؟ ان الصديق الحق يُصدق الفرد في القول والفعل، لا يخدعه بل يُبرز له مثالبه بُغية معرفتها وإصلاحها وتشجيع ايجابياته على قدر وجودها لتنميتها واستمرارها وبث روح الأمل والتفاؤل لديه.
ان الصداقة الحقة التي تتجرد من المصالح والمطامع على اختلاف ألوانها والتي قد يشوبها بعض فترات الكمون والتي لا ينبغي ان تستمر طويلا، هي الصداقة الخالصة المُنقحة من الشوائب، ان نفسي تتُوق وتنزع الى مثل هذه الصداقة، فمتى ننشدها ونعثر عليها لإحاطتها بكافة وسائل الرعاية والعمل على ازدهارها وبقائها، متى ......؟!
هاني محمد سيد
|
|
|
|
|