| شرفات
أكد الدكتور محمد بن ابراهيم التويجري المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الادارية أن المنظمة ومعهد الادارة العامة بالمملكة يتعاونان في عدة مشاريع عمل في مجال الادارة الحديثة.
وقال في حديث خاص ل «الجزيرة» ان ثمار هذا التعاون تمخض عن لقاء مفتوح للقيادات العليا في التعليم الاداري يستفيد منها القياديون على مستوى العالم العربي.. مشيراً إلى أن هذا اللقاء سيتم عقده في شهر أكتوبر المقبل في المملكة.
وأضاف التويجري ان المنظمة حققت انجازات كثيرة خلال فترة وجيزة أهمها إعداد برنامج «الممارسات والتجارب الناجحة» والذي يستهدف نقل التجارب الادارية الناجحة في الدول العربية لنقلها إلى نظيراتها العربية التي في حاجة لها.
وفيما يلي نص الحوار..
*بداية.. مضى على توليكم رئاسة المنظمة أكثر من عامين.. فما هي المجالات التي استطاعت المنظمة النهوض بها خلال تلك الفترة؟
** حقيقة المنظمة انجزت العديد من اهدافها وخططها للارتقاء بالعمل الاداري العربي.. ابرزها اعداد برنامج لنقل بعض الخبرات العربية الموجودة في الدول العربية سواء في مجال القطاع العام أو الحكومي..والقطاع الخاص.. وكان التركيز على كيفية الاستفادة من الخبرات الموجودة في دولة عربية لنقلها الى دولة عربية اخرى.. وهذا البرنامج أطلقنا عليه «برنامج الممارسات والتجارب الناجحة».. حيث تم استعراض خمس تجارب عربية خلال العام الماضي..، وسوف نستعرض خلال العام الحالي عشر تجارب ناجحة في مجال الادارة.. الشيء الآخر الذي انجزته المنظمة هو تفعيل دور الادارة على مستوى الجامعات العربية حيث عقدنا دورات وندوات حول هذا الموضوع كان آخرها شهر ابريل الماضي الذي انعقدت في آخره ندوة حول «دور الجامعات العربية ومستقبلها» وذلك في الموصل بالعراق وحضرها أكثر من 90 رئيس جامعة.. اضافة الى ندوات أخرى لتقييم أداء عمداء الكليات ورؤساء الأقسام وكيفية كونهم ناجحين في أداء رسالتهم..
)الأداء الحكومي(
ويضيف ان من البرامج التي أولتها المنظمة أهمية خاصة «قياس الأداء الحكومي» حيث سيتم عقد ندوة خلال الشهر الحالي حول هذا الغرض في امارة دبي بدولة الامارات العربية.. كما تساهم المنظمة حاليا في الاعداد لدخول الدول العربية عصر الحكومة الالكترونية.. حيث يتم استعراض التجارب العربية في هذا الشأن لتستفيد باقي الدول العربية، فنحن نحاول أن نأتي بنموذج للحكومة الالكترونية ويتم عرضه على الوزراء العرب المعنيين لوضع اسهاماتهم عليه لنصل في النهاية الى برنامج متكامل للحكومة الالكترونية.. هذا بالاضافة الى عملية توثيق المنظمة العربية للتنمية الادارية أي تحولها إلى «منظمة رقمية» تتعامل بأجهزة الحاسب الآلي في كافة تعاملاتها بين العاملين فيها بدلا من الورق، واستخدام الانترنت في ذلك.. وهذا يستلزم اعادة توثيق المنظمة بحيث تكون منسقة مع نظم الجودة المطبقة في العالم.. كما يستلزم إعادة توثيق المنظمة تغيير الهيكل الاداري للمنظمة بحيث يتم إلغاء الشكل الهرمي في ادارة المنظمة ليحل محله الشكل الأفقي.. والقضية كلها تتلخص في كيف تدير وتقدم التوجيهات والتوصيات الادارية للغير.. وأنت لا تتعامل وفق أساليب الادارة الحديثة؟ هذا بالضبط ما ينطبق على المنظمة.
* لكن ما هي المشروعات التي تقدم حلولا واقعية لمشاكلها الادارية.. بمعنى الى اي مدى تتبنى المنظمة الرسائل الجامعية التي يمكن تطبيقها بسهولة في الدول العربية للارتقاء بوضعها الاداري؟
** المنظمة أولت اهتماما خاصا بالاطروحات الجامعية التي يمكن تنفيذها والاستفادة عمليا منها.. لذا أعدت المنظمة عدة جوائز في هذا الصدد وساعدها في ذلك بعض الرجال الذين آمنوا بدور الادارة في تنمية الدول العربية.. حيث قررت الحكومة السعودية منح جائزة «الدولة السعودية للادارة البيئية» وتقدم لأفضل تجربة أو دراسة تنهض وتحافظ على البيئة، وهذه الجائزة لم تحدد قيمتها بعد ولكن تجرى حاليا المفاوضات بشأنها ويتم منحها للفائز من أي دولة عربية.. كما تم تخصيص جائزة لأفضل اطروحة دكتوراة في العالم العربي في المجال الاداري ويدعم هذه الجائزة الشيخ سلطان القاسم حاكم الشارقة بدولة الامارات وتقدر قيمتها بعشرة آلاف دولار سنويا.
)إنجازات(
* دكتور محمدالتويجري، كان للمنظمة خطة طموحة للاعتماد على نفسها ماديا.. خاصة مع مطالبة الجامعة العربية للمنظمات النوعية المنبثقة عنها بضرورة الاعتماد ماديا على إمكاناتها.. فإلى أي مدى حققت المنظمة ذلك؟
** لقد حققنا خلال العام الماضي فقط 200 ألف دولار كانت حصيلة عقد عدة دورات وندوات ومؤتمرات في أساليب الادارة الحديثة.. ويعد هذا الايراد الاعلى في قيمته منذ تأسيس المنظمة.. اضافة الى تقديم الاستشارات الادارية لمن يطلبها من القطاعين الخاص والعام مقابل قيمة مالية تعد رمزية، لكنها تحقق دخلا جيدا للمنظمة تستطيع به النهوض بمسئولياتها على أكمل وجه.. وتعد نسبة ما تدره المنظمة من ايراد مالي ما يقارب 20% من اجمالي ميزانيتها وهي نسبة جيدة سوف نسعى خلال الأعوام المقبلة لزيادتها.. وهذه النسبة التي ذكرتها لا تدخل فيها الهبات والمنح المقدمة من بعض الدول العربية للمنظمة لدعم أنشطتها.
* هل يوجد تعاون بين المنظمة ومعهد الادارة العامة بالمملكة؟
** بالطبع يوجد تعاون.. فهناك مشروع عمل في اكتوبر المقبل بين المنظمة والمعهد حيث سيتم عقد دورة أو لقاء مفتوح للقيادات العليا في التعليم الاداري يستفيد منها القياديون على مستوى العالم العربي وسيدعى للمحاضرة فيها القياديون في وزارات التنمية الادارية بالدول العربية.
وسيعقد هذا اللقاء في المملكة.. ويأتي هذا اللقاء إثر توصية للمؤتمر السنوي لمديري معاهد الادارة العرب الذي انعقد العام الحالي في مسقط بعُمان.. حيث تطوعت السعودية لاستضافة هذا اللقاء الذي يعد الاول من نوعه.. وهذا المؤتمر السنوي نظمته المنظمة العام الماضي فقط وكان أول مؤتمر في القاهرة العام الماضي.. تلاه المؤتمر الثاني في مسقط ويتم اختيار العواصم العربية التي سيعقد فيها سنوياً.. كما يتم تبادل الخبرات بين المنظمة ومعهد الادارة العامة في مجالات الادارة الحديثة بمختلف قطاعاتها.
* كيف يتم تفعيل أداء العواصم مع رسالة المنظمة؟
** لقد قررنا عقد لقاءات وندوات متعددة الاهداف في كل العواصم العربية بحسب الاتفاق معها وعدم تركيز جميع الندوات على القاهرة فقط بحيث لا تكون المنظمة منغلقة على نفسها ولا تتفاعل مع باقي العواصم العربية..
وقد عقدت المنظمة أواخر شهر ابريل الماضي ندوة في الموصل - كما قلت سابقاً - أيضا ستعقد حلقة نقاشية في تونس تضم السفراء العرب للتحدث عن التجارب الناجحة في الادارة الدبلوماسة.. وهذا أول مجال من نوعه تتعرض له المنظمة بالشرح والتفسير.. وهكذا يتم عقد لقاءات دورية في مختلف العواصم العربية.
أحمد علي
|
|
|
|
|