أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 11th May,2001 العدد:10452الطبعةالاولـي الجمعة 17 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

حزام الأمان ليس للمباهاة
يجب معرفة الهدف من ربطه ليصبح عادة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إن أمن الوطن لا مجال للتفريط فيه.. والأمن المروري.. هو جزء من أمن الوطن.. والذي يصنعه.. هو رجل الأمن.. هو شرطي المرور.. وخاصة «فرد» المرور الذي يقف في الشارع.. هذا الفرد يجب اختياره بحرص وعناية أكثر من غيره.. لأنه رجل الميدان الذي يطبق قانون المرور.. وقد كانت عودة جهاز المرور الى سابق عهده خطوة رائدة وثمينة.. تبشر «بتخطيط» مروري سليم في المجال الفني والوظيفي.. أي توظيف رجال المرور توظيفاً صحيحاً لا أن يكون توظيف رجال مرور يكونون عالة عليه.. فوظيفة المرور ليست «ضمان اجتماعي» بل هي رسالة وأمانة في عنق كل فرد من افراده.. والتخطيط الوظيفي والفني السليم للمرور كفيل بايجاد رجال من الكفاءات.. وجهود معالي مدير الأمن العام الفريق اسعد عبدالكريم الفريح جهود رائدة وغير مسبوقة والكل يذكرها «فيسعد ويفرح» بها.. وما تدريب 40 ألف فرد من افراد الأمن العام وخصوصاً رجال المرور.. إلا دليل أكيد على نجاح جهود هذا الرجل الكفء.. والفريق الذي هو فريق عمل.. وأسلوب تطبيق قوانين المرور ذو اثر فعال في نجاح الحملات المرورية.. وفي بث الثقة في نفوس المواطنين والسائقين في رجل المرور «العسكري».. ومن هذا المنطلق فإني اسوق سؤالاً لمعالي مدير الأمن العام الفريق اسعد عبدالكريم الفريح ومدير عام المرور العقيد عبدالله البشر.. وهو لماذا تتخفى دورية المرور.. او امن الطرق لاصطياد المخالفين.. قد يكون مفهوماً ان تخفي الدورية لتعقب مجرم او حتى مفحط.. ولكن غير المفهوم.. هو لماذا تتخفى الدوريات لملاحظة من ربط الحزام.. ومن لم يربطه.. وصار الهدف وكأنه هو العقوبة ذاتها وليس ربط الحزام ذاته فتحول الهدف من الحزام الى عقوبة وليس الى ارشاد.. ان ربط الحزام الهدف منه الحفاظ على حياة السائق نفسه ولا أحد غيره.. مع ركاب السيارة التي يقودها بالطبع.. ومن هنا كانت الإنسانية في الارشاد في ربط حزام الأمان.. في يوم من الأيام شاهدت دورية مرور او شرطة.. حيث ان اللون اصبح واحداً وهو الأزرق ولا تفريق بين دورية الشرطة او المرور.. وعلى فكرة فلماذا لا يعود اللون الاخضر البهيج الى دوريات وسيارات المرور، كما كان سابقاً.. مادام ان جهاز المرور قد عاد الى وضعه السابق.. المهم.. اعود الى السالفة «ما لكم بطوالة».. بعد قليل من رؤيتي لهذه السيارة التي تقف بعيداً عن الطريق.. فوجئت «بنقطة تفتيش» والناس متجمهرون حولها.. والسيارات صفوف على يمنيها.. والك قد «لبّق» وهم في جدال مستمر مع العسكري الذي يحرِّر المخالفات.. الكثير منهم يقول انني قدربطت الحزام.. ولكن «العسكري» لم يكن متأكداً من ذلك. والجندي الذي يحرِّر المخالفات يقول لهم بمسكنة «على ذمة العسكري» أي الذي شاهدهم وهم لم يربطوا الحزام.. وقد لطفت بحاله على تلك الحالة.. وكيف سيثبت لهؤلاء انهم لم يربطوا الحزام.. هل يحرِّر لهم المخالفة وهم يرفضون.. أم يذهب الى العسكري في الدورية.. ام يناديه ليأتي اليهم.. ولو كان الحال كذلك لكان كل عمله ان يناديه ليأتي اليه.. لأن كل من يأتي الى «النقطة» وهو رابط للحزام فسيقول اني ربطته.. ولكن من هو الحكم في هذه الحالة.. هل يكون المرور «هو الخصم والحكم».. انه فعلاً موقف صعب.. اوحى لي بعدد من الرؤى.
1- كيف سيشاهد «الجندي» الذي يقف على بعد أكثر من 50 م من الطريق السائق في السيارة هل هو رابط للحزام أم لا اذا كان عرض هذا الحزام لا يتجاوز 15 سم.. مع العلم انه يختفي أحياناً تحت «الشماغ» بلونه الأحمر وجميع الشعب السعودي يلبسون هذا اللباس.. انه لن يشاهده عن بعد حتى ولو كان معه مكبِّر.. إلا اذا قام بتصوير جميع السيارات التي تمر «بفلم».. يعاد عرضه «عن قرب».
2- اذا حصل خلاف بين جندي المرور والسائق حول ربط الحزام.. فالجندي يقول انك لم تربطه والسائق يقول بل قد ربطته.. فمن يصدق من في هذه الحالة.. جندي المرور يقول «على ذمة العسكري»..
والسائق يقول لا تظلموني.. فقد ربطته.. لا شك ان الصحيح لا يمكن ان يكون مع أي من الطرفين فكل منهما يتحمل 50%.. فليس العسكري موثوقاً 100%.. وليس هناك احد موثوق.. وليس هناك احد معصوم من الخطأ.. والعمصة لا تليق إلا بالانبياء فقد يكون بلاغه خاطئاً او حتى لحاجة في نفسه.. هذا احتمال وارد ولا يمكن الغاءه من الحسبان.. مع انني اشك ان جندي المرور لم يوضع في هذا الموضوع إلا وهو أمين مؤتمن.. ولكن ما جعلني اقول ذلك.. هو اصرار البعض على انه لم يخالف وانه ربط حزام الأمان.. بل ويحلف انه قد ربطه.
3- ان الراكب اذا حضر الى «نقطة التفتيش» وهو قد ربط حزام الأمان فإنه قد امتثل للأمر وربط الحزام وتحقق الهدف من وجود الدورية فلماذا تتم مجازاته.. على شيء ماض.. اذا ثبت فعلاً انه لم يربطه فكيف يتم معاقبة سائق على عدم تجديد رخصته في زمن سابق وهي جديدة الان.. على سبيل تطبيقها على ربط حزام الأمان.. ان وجود الدورية كان الهدف منه التنبيه على ربط الحزام.. ووجود نقطة التفتيش بحد ذاته دافع لربط الحزام..
4- ان تتخفى الدورية.. سلوك غير تربوي في الارشاد والتثقيف.. فهو سيلغي هيبة الدورية المرورية.. حيث ان اختفاءها يعني عجزها عن تتبع المخالفين ومتابعتهم.. او يعني انها تتصيد الأخطاء تصيداً دون هدف توعوي بل هدف عقابي.. وهذا مما يزرع الجفوة بين افراد المرور وجمهور السائقين.. ويجعل اسلوبها «استفزازياً» يثير عدم الارتياح في نفوسهم كلما رأوا هذه الدورية التي تتصيد اخطاءهم في الخفاء دون اي دوافع او نوازع انسانية.. حيث ان الهدف الأساسي من وجود المرور نفسه هو الحفاظ على حياة الناس.
5- لعل من المفارقات العجيبة.. انني شاهدت في إحدى المرات.. رجل المرور الذي يرصد المخالفات رابطا حزام الأمان والسيارة متوقفة.. ثم عدت بعد نصف ساعة وهو لا يزال رابطا للحزام.. وكأن فرد المرور لا يعرف الهدف من ربط الحزام.. فهو بهذه الطريقة أصبح تكبيلاً له عن الحركة.. ما دامت السيارة واقفة. ثم ما هو الدافع لربط الحزام في داخل الشوارع التي تنخفض فيها السرعة الى 40كم/ساعة مثلاً..
ان الهدف من ربط الحزام هو تلافي الصدمات القوية في حالة السرعة العالية.
ان ربط الحزام ليس مظهراً للمباهاة والمفاخرة.. ويجب ان يعرف الجميع الهدف منه قبل ربطه.. حتى يصبح عندنا مثل العادة.
والله الموفق.
م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني
محافظة البدائع

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved